نيللى كريم: قانون الأحوال الشخصية عفا عليه الزمن

نيللي كريم
نيللي كريم

مؤمن حيدة

اعتادت نيللي كريم خلال تواجدها في الدراما الرمضانية على تقديم قضايا تشغل الجمهور، وفي هذا العام تناقش قضية الطلاق وقانون الأحوال الشخصية الذي يحرم المرأة من حقوقها بعد انفصالها عن زوجها، تحدثنا معها عن مسلسلها الجديد “فاتن أمل حربي”، ورأيها في طلب البعض لتغيير القانون بعد مشاهدة الحلقات الأولى من العمل، وردت على وصف العمل بالكئيب، وهل ترى أن القضية التي يناقشها مناسبة لشهر رمضان الكريم.

 هل كنت تتوقعين النجاح الذي حصده مسلسلك “فاتن أمل حربي” من الأسبوع الأول له؟

لم أكن أتوقع كل هذا النجاح والإهتمام به من الجمهور ورواد مواقع التواصل الإجتماعي بمجرد عرض الحلقة الأولى، وسعدت كثيراً بردود الأفعال الإيجابية على المسلسل، ليس كنجاح شخصي لي، لكن لأن القضية التي يتناولها العمل تستحق أن تحظى بإهتمام كبير من الجميع من أجل عودة الحقوق للمرأة.

 هل استعنت بشخصية من الواقع في تجسيدك لدور “فاتن أمل حربي”؟

“فاتن” تشبه أي سيدة مصرية عادية، متزوجة وامرأة عاملة ولديها أطفال وتوضع في ظروف نراها في بيوت كثيرة بالمجتمع المصري، وتواجه المشاكل الخاصة بها في حياتها اليومية، وهي أزمات واقعية جداً، وتحاول أن تواجهها بثبات وبقوة، ويوضح العمل أن المرأة هي عمود المنزل، والاعتماد الأكبر يكون عليها، والحقيقة أنني على مدار السنوات التي عشتها رأيت نماذج عديدة من النساء وبالتأكيد كان من ضمنها نماذج تتقارب لحد كبير مع “فاتن أمل حربي”.

ما أسباب زيادة معدلات الطلاق في الفترة الأخيرة بالمجتمع؟

هناك عناصر عديدة لابد أن تتوافر بين الزوجين من أجل استكمال حياتهما الزوجية بشكل طبيعي، وأظن أن نقص تلك العناصر يؤدي إلى حدوث الطلاق بينهما، ومن أكثر الأشياء التي تؤدي إلى الطلاق هو عدم تحمل المسئولية من أي طرف من الطرفين، لأن الزواج يؤسس في المقام الأول على المسئولية، لكن للآسف هناك الكثير من الرجال لا يعرفون معنى تحمل مسئولية زوجة وأبناء وبيت.

 البعض يصف العمل بالكئيب.. هل ترين أن ذلك سيؤثر على نسب مشاهدته؟

أنا مش كئيبة، وطوال حياتي لا أحسب فكرة نسب المشاهدة أو التصدر فيها، لكن كل ما أركز فيه هو اختيار موضوع جيد وقضية قريبة من الناس والعمل على تقديمها بالشكل المرضي لي وللمشاهد، وبعد ذلك الحكم للمشاهد وعليه أن يختار ما يحبه ويراه الأنسب له.

 كيف تقيمين تعاونك مع إبراهيم عيسى في أول عمل درامي من تأليفه؟

سعيدة بالتجربة، وكنت أتوقع من البداية أنه سيكتب سيناريو عميق وسيختار قضية هامة وسيطرحها بذكاء شديد، وهذا ما حدث بالفعل في المسلسل، واستمتعت بالعمل مع كل المشاركين في المسلسل حتى من هم أعمل معهم لأول مرة ومنهم النجم شريف سلامة ومحمد الشرنوبي، وفرحت بالعمل للمرة الثانية مع المخرج ماندو العدل بعدما تعاونا من قبل في مسلسل “لأعلى سعر” والذي حقق نجاح كبير وقت عرضه، وأتمنى أن تلك التجربة تحظى بنجاح أكبر لكل صناعه.

 كيف ترين حالة الغضب من الجمهور على “سيف” أو شريف سلامة بمجرد عرض الحلقة الأولى من العمل؟

الدور الذي يجسده شريف يعتبر مفاجأة بالنسبة للجمهور، فلأول مرة يراه المشاهد بكل هذا العنف ضد المرأة على الشاشة، فهو زوج تعود التطاول على زوجته بالضرب ويتعمد إيذائها حتى بعد حدوث الطلاق، ويحاول طوال الوقت الإنتقام منها لمجرد أنها ترفض إستمرار الحياة معه، فكل تلك الأمور جعلت الجمهور يكره الشخصية، ولأنه جسدها بشكل صادق جداً فشعر المتلقي أنه هو من يفعل ذلك وليس “سيف”، وهذا يعتبر نجاح بالنسبة له.

 هل تحرصين على طرح قضايا المرأة في أعمالك الفنية أم أن المسألة تأتي بالصدفة؟

أفكر دائماً في تقديم عمل جيد، لكن طرح القضايا الهامة الخاصة بالمرأة شيء لا يأتي مني فقط، بل أن هناك صناع للعمل لا يمكن أن أغفل أدوارهم في أعمالي الفنية، وهم الأساس وراء تقديم موضوعات تخدم المرأة، ومثلاً في مسلسل “فاتن أمل حربي” سنجد شركة إنتاج “العدل جروب” تحمست لتقديم تلك القضية الهامة، إلى جانب مخرج رائع مثل ماندو العدل صاحب الفكرة، وكان يتمنى أن يطرحها في عمل فني منذ فترة، وتناقش فيها مع الكاتب إبراهيم عيسى، ثم انضممت لهما.

 دائماً تواجدك في الدراما التلفزيونية يكون مع المنتج جمال العدل.. ما السر وراء ذلك؟

هو منتج مميز ولديه خبرة كبيرة في المجال، وقادر على أن يجمع بين العناصر المختلفة في العمل الفني، ويمزج بينهم ليكونوا عنصر واحد متكامل، كما أن لديه نظرة في تقديم القضايا في أوقاتها المناسبة، فهذا المسلسل على سبيل المثال ينصف المرأة بشكل كبير رغم المشاكل التي تعيشها، وتحارب لتأخذ حقها، وأي فنان يتمنى أن يتعامل مع منتج لديه هذا الفكر والوعي.

البعض يطالب بتغيير قانون الأحوال الشخصية بعد مشاهدة الحلقات الأولى من العمل.. ما تعليقك؟

لو نظرنا إلى المسألة بشكل أشمل سنجد أن قانون الأحوال الشخصية وضع منذ سنوات طويلة تقترب من 100 عام، ولم يتم إضافة أي تعديلات عليه رغم تغير أشياء كثيرة من حولنا، وأعتقد أننا متأخرين جداً في مسألة تغييره أو المطالبة بذلك، وفي ظل التغيير للأفضل في كل شيء، وما يحدث في مصر حالياً أتمنى أن يتم النظر في هذا القانون، وتأخذ المرأة المصرية حقوقها بالكامل.

 من تأخذين أرائهم في أعمالك الفنية؟

لا أخذ رأي أحد، لأن القرار يكون نابع عن مدى إرتياحي وشعوري بالشخصية والعمل بشكل عام، أي أن “قراري من دماغي”، وبعد عرض المسلسل أحرص على معرفة رأي الجميع سواء الجمهور أو المقربين مني أو النقاد الفنيين، وعموماً أتقبل جميع الأراء بصدر رحب ولا أغضب أو أنزعج من النقد، بل بالعكس أحاول أن أستفيد منه في خطواتي المقبلة.

 هل أثرت شخصية “فاتن” عليك في حياتك العادية؟

حياة “فاتن” شبيهة بحياة أي امرأة، بكل انفعالاتها ومشاكلها وأزماتها، لذلك لم أجد تأثير كبير وقع على حياتي الخاصة، لأنني في النهاية امرأة وأتعرض لظروف وانفعالات ربما تكون من نوع آخر لكنها في النهاية تأخذ مني تصرفات وأسلوب مشابه أحياناً.

 هل ترين أن تلك القضية مناسبة للعرض بالموسم الرمضاني؟

عندما أقدم عملاً فنياً لا أفكر في توقيت عرضه، ولا يشغلني هذا الأمر أساسا، لكن معظم المسلسلات تعرض بموسم رمضان لأنه يحظى بأعلى نسب للمشاهدة، وهذا ما تعودنا عليه منذ سنوات طويلة، ومسألة تحديد موعد الأمر أمر يخص جهة الإنتاج أكثر مني كممثلة.