علاء عبد الهادي: كثير من الادب

علاء عبد الهادي: كثير من الادب
علاء عبد الهادي: كثير من الادب

[email protected]

مازالت الكتابة للطفل فى مصر والعالم العربى مهضومة الحق، ولا نتعامل معها بما تستحقه

استوقفنى الخبر، وشد انتباهى، ولم أستطع أن أمر عليه مرور الكرام، أو حتى أتعامل معه من باب الاستحسان وكفى.
فوسط مشاغله الكثيرة، ووسط أزمة عالمية متفاقمة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، انعكست فى تحديات اقتصادية محلية، استقطع الرئيس عبدالفتاح السيسى، جزءاً من وقته الثمين لكى يجلس ويستمع إلى رؤية وتجربة الكاتبة سماح أبوبكر عزت المتخصصة فى الأدب الموجه للطفل.

وذلك بحضور د.إيناس عبد الدايم.. اللقاء يمثل فى جوهره تشريفاً وتكريماً للمرأة وللمبدعات وصاحبات التجارب الإبداعية من أعلى هرم فى الدولة، والأهم ما أثمره اللقاء بالتوجيه الرئاسى بضرورة حشد الطاقات الإبداعية فى مجال نشأة الأطفال من مفكرين وعلماء وفنانين لبلورة استراتيجية وطنية متكاملة لبناء شخصية وقدرات الأطفال من المهد.. استطاعت الكاتبة سماح أبو بكر.

وبعيدا عن كونها ابنة رمزين من رموز مصر: الفنان الكبير الراحل أبو بكر عزت، والكاتبة الكبيرة الراحلة كوثر هيكل، أن تخط لنفسها طريقا وخصصت كل ابداعها تقريبا للكتابة للطفل، وأصبح لها إنتاجها المتميز الذى استحقت عليه جوائز محلية ودولية، ولكنها نجحت فى شىء ربما فشل فيه غيرها، وهى تطويعها الأدب الموجه للطفل لكى يكون له رسالة بناءة، ويعرف طفل اليوم حقيقة ما يحدث حوله من تغيرات حادة.

ووسط عالم افتراضى قاس يشوه كل منجز، نجحت هى فى أن تخاطب طفل اليوم، الذى يتعرض بلمسة من أنامله لمحتوى فى كل شىء وعن أى شىء، برز ذلك فى قصتين: الأولى «قنال لا تعرف المحال»، وهى تتناول قصة معجزة تعويم السفينة إيفرجيفن التى جنحت فى قناة السويس، وتشرح بلغة تخاطب وجدان وعقل الطفل كيف نجح المصرى فى تعويمها خلال ستة أيام وسط التهكم والسخرية التى تعرضنا لها..

وقصة ثانية هى «حياة وكريمة» تتناول قصة المشروع العبقرى الذى يجرى تنفيذه وسيغير شكل الحياة جذريا فى الريف المصرى الذى عانى لعقود، من خلال قصة حياة بنتين «حياة» فتاة مصرية الأصل تصل إلى أسوان فى زيارة قادمة من أمريكا، والثانية «كريمة» الأسوانية، ومن خلال القصة تتعرف «حياة» الأمريكية الجنسية المصرية الأصل على عظمة بلدها .


مازالت الكتابة للطفل فى مصر والعالم العربى مهضومة الحق، ولا نتعامل معها بما تستحقه، فى المطلق مخاطبة الطفل أصعب بالتأكيد من مخاطبة الكبير، وزادت التحديات مع طفل اليوم الذى يمتلك كل أدوات العصر، وأمامه كافة مصادر المعرفة، .. أعود الى الإستراتيجية الوطنية المتكاملة التى وجه الرئيس بها لبناء شخصية وقدرات أطفالنا من المهد، فهذه الإستراتيجية، عندما تكتمل ملامحها، ستكون بمثابة البداية الصحيحية والقويمة لبناء أجيال محصنة بالعلم والمعرفة والخيال وتتذوق الأدب والفنون الراقية، وتحترم الآخر، وتقدس القيم الإنسانية النبيلة .. مصر لديها فى هذا المجال خبراء كُثر أمثال الكاتبة سماح صاحبة الإنتاج الغزير، المهم أن نضع النقاط فوق الحروف، ونوحد الجهود حتى نرى النتائج على الجيل الجديد الذى نراهن عليه .

اقرأ ايضا | علاء عبد الهادي يكتب: المعجم التاريخي للغة العربية