خبير: إسرائيل نهبت ما يزيد على 11 ألف موقع أثري فلسطيني

ارشيفية
ارشيفية

قامت قوات الاحتلال الإسرائيلى بالاعتداء على المصلين واقتحام المسجد الأقصى صباح أمس الجمعة 15 أبريل  وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الصوت ووابل من الغاز المسيل للدموع تجاه المصلين، مما أدى إلى إصابة أكثر من 160 مصليًا بينهم اثنان في حالة الخطر.

مستشار بمركز الأهرام للدراسات: الصين تحاول دفع تايوان لقبول حل «الدولة الواحدة»

وفى ضوء هذا يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير المكتب الإعلامى للمجلس العربى للاتحاد العام للآثاريين العرب أن الأقصى وآثار القدس والآثار الفلسطينية تتعرض لأعمال السرقة والتدمير والتهويد من قبل سلطة الاحتلال وأن الإحصائيات تشير إلى نهب ما يزيد على 11 ألف موقع أثرى فلسطينى بعد عام 1967 معظمها يعود إلى العصور البرونزية والحديدية والرومانية والبيزنطية والإسلامية وبيع مائة ألف قطعة أثرية سنويًا بسبب الاحتلال الإسرائيلى .

كما جرى نقل آلاف القطع الأثرية من المناطق الفلسطينية عن طريق سلطة الاحتلال وتحوى الضفة الغربية وحدها عشرة آلاف موقع أثرى وعشرات الآلاف من القطع الأثرية لن تتمكن السلطة الوطنية الفلسطينية بإمكانياتها الحالية من حماية كل هذا التراث وأعمال التدمير الإسرائيلية مستمرة فى محيط وأسفل المسجد الأقصى .

كما تقوم سلطة الاحتلال بأعمال حفر بشكل غير علمى في منطقة مجمع عين سلوان التى تبلغ مساحتها 57 ألف متر مربع وتبعد 300م عن الزاوية الجنوبية الشرقية لسور الأقصى وتحوى العديد من المساجد منها مسجد عين سلوان ومسجد عين اللوزة ومسجد بئر أيوب ومسجد بلال بن رباح.

ويضيف الدكتور ريحان أن تاريخ هذه الحفريات يرتبط بتاريخ القدس لتحقيق المخطط الصهيونى بالامتداد مئات الأمتار في سلوان لإنشاء مدينة سياحية دينية يهودية تحت الأرض، وأدت الحفريات إلى  تفريغ للأتربة والصخور أسفل المسجد الأقصى ليكون عرضة للانهيار بفعل هزة أرضية بسيطة أو هزات صناعية أوعمل عدوانى وشيك تخطط له المنظمات الصهيونية، كما تستمر إسرائيل فى محاولاتها  ضم  الحرم  الإبراهيمى ومسجد بلال بن رباح لقائمة الآثار اليهودية المزعومة.

كما دمرت المساجد الأثرية بغزة فى مخالفة لإتفاقية لاهاى لحماية الممتلكات الثقافية فى حالة النزاع المسلح لعام 1954 المادة 4 الخاصة باحترام الممتلكات الثقافية مثل الجامع العمرى الكبير بحى الدرج الذى يعود إلى القرن الثانى عشر الميلادى ومسجد السيد هاشم الذى يقع بحى الدرج  ويعود إلى العصر المملوكى وجامع كاتب الولاية  بحى الزيتون عصر مملوكى 735هـ/1334م و جامع ابن عثمان  بحى الشجاعية و جامع المحكمة البردبكية بحى الشجاعية، وفى قرية عين حوض بحيفا حولوا مسجدها إلى حانة باسم "حانة بونانزا"  وغيروا ملامحه المعمارية .

كما دمروا مساجد  قيسارية وحولوا المصليات الصغيرة إلى مراحيض عامة وحولوا المسجد الجامع الواقع على شاطئ البحر إلى مخزن و مطعم باسم " مطعم تشارلى" تقدم فيه الخمور، وحولوا بعض المساجد إلى معابد يهودية مثل مسجد قرية وادى حنين الذى شيد عام  1354هـ/1934م وكتبت على باب المسجد لافتة بالخط العبرى (تأسس كنيس جئولات يسرائيل عام 1948م) وفى قرية العباسية كان بها مسجدان هدموا أحدهما وتحول الآخر إلى كنيس باسم "شالوم شبدي".

 وفى قرية المسعودية تحول مسجدها إلى كنيس وفى قرية يازور تحول مسجدها ذو القباب على الطراز المملوكى إلى كنيس باسم "شعرى تسيون" كما تحاول إسرائيل ضم مواقع تراثية فلسطينية فى قائمة التراث العالمى بوصفها مواقع تراثية إسرائيلية ومن بينها مما يثير العجب طريق الحج من مكة إلى القدس
وأن الآثار الإسلامية والمسيحية بالقدس مهددة بالاندثار لوجودها تحت سلطة الاحتلال وهى غير أمينة عليها ولا يتوفر لهذا الشرط عنصر الأمان والحماية كما تتعرض هذه الآثار بصفة يومية إلى التهديد المسلح، علاوة على تشويه معالمها وتغيير صفاتها فمنها ما تم تحويله إلى ملاهى وفنادق وبارات دون اعتبار لقيمتها الدينية والأثرية.

وينوه الدكتور ريحان إلى كتاب "تاريخ القدس" للمؤرخ عارف باشا العارف المقدسى الذى رصد الآثار الإسلامية والمسيحية بالقدس وعاينها بنفسه عام  1945ونشرها فى كتابه الذى صدرت طبعته الثالثة عام 1999 وقد سجل علاوة على مسجدى الأقصى وقبة الصخرة وجود 29 أثر إسلامى فى المدينة القديمة وستة جوامع فى ساحة الحرم و23 مسجد خارج ساحة الحرم وفى القدس وحدها 15 مئذنة.

والجوامع بساحة الحرم هى جامع قبة موسى وجامع باب حطة وكرسى سليمان والمغاربة وباب الغوانمة، وجامع دار الإمام وخارج الساحة جامع باب خان الزيت وجامع حارة اليهود الكبير والصغير وسويقة علون والقلعة وقمبر والعمرى واليعقوبى وبنى حسن وحارة الأرمن، وطريق النبى داود والجوادلية والشيخ لولو والجامع الصغير والبراق وخان السلطان والقرمى وجامع حارة النصارى وجامع البازار والزاوية النقشبندية والمولوية وزاوية الهنود.

الجوامع خارج السور جامع الشيخ جراح والمسعودى ووادى الجوز وجامع حجازى والنبى داود وعكاشة والمطحنة والزوايا ومنها الزاوية الأدهمية والرفاعية والبسطامية والقادرية والمولوية والمجيدية وغيرها، علاوة على المقابر الإسلامية زمنها مقبرة الساهرة واليوسفية وباب الرحمة والنبى داود ومقبرة مأمن الله وتربة علاء الدين البصرى والتربة الأوحدية والسعدية والكيلانية والطشتمرية وتربة توركان خاتون، وحسام الدين والقرمى والمثبت وتربة الست وعكاشة والشيخ جراح والقيمرية.

ويشير الدكتور ريحان إلى الآثار المسيحية بالقدس التى تنتمى إلى عدة طوائف مسيحية ومنها للروم الأرثوذكس دير أبينا إبراهيم وماريوحنا المعمدان ودير مارسابا وكنيسة ستنا مريم والدير الكبير ودير القديس تيؤدوسيوس والمصلبة والبنات ومارإلياس والجليل وللروم الكاثوليك أبرشية أنشأها البطريرك مكسيموس عام 1848 وكنيسة القديسة حنا ومدرستان إحداهما لتعليم العلوم الأولية والثانوية ودار القديسة فيرونيكا وللآباء الفرنسيسيون دير المخلص والكازانوفا ودار البطركية والجسمانية وكنيسة مارفرنسيس وحبس المسيح وللآباء الدومنيكيون كاتدرائية سانت اتيان وللآباء الكرمليون دير مار يوسف وللأرمن دير مار يعقوب والزيتونة ومدرستان وبطريكية ولمسيحى مصر دير السلطان ودير مارأنطونيوس ومارجرجس وكنيسة السيدة بالجسمانية وخان القبط وكنيسة ماريوحنا وللأحباش دير الحبش وكنيسة الحبش وللسريان دير مارمرقس ومارتوما علاوة على آثار الموارنة والروس.

وفى ضوء هذا يطالب الدكتور ريحان المنظمات المعنية بالتراث، اليونسكو المنظمة الدولية والإليكسو المنظمة العربية والإيسيسكو المنظمة الإسلامية بالتدخل العاجل لحماية ما تبقى من هذه الآثار خصوصًا فى ظل الوضعية الجديدة التى ترسخ لاستمرار أعمال التنقيب الغير شرعى أسفل المسجد الأقصى تعمدًا لتدمير أساساته وتفريغ الأتربة من تحته لتعرضه للتدمير بفعل أى هزة أرضية بسيطة.

ويوصى الدكتور ريحان بضرورة التوثيق الأثرى لكل الآثار الثابتة و المنقولة بفلسطين  ويشمل صور فوتوغرافية لكل هذه المواقع الباقية حتى الآن  ورسومات تخطيطية تشمل مساقط أفقية ورأسية لهذه الآثار بمقياس الرسم  وجمع المادة العلمية عن هذه الآثار والحجج الخاصة بها وعمل أفلام تسجيلية توثيقًا لهذه الآثار وإشراك المنظمات الدولية المهتمة بالتراث يونسكو - اليكسو – ايسيسكو فى إدراج آثار فلسطين ضمن قائمة التراث العالمى لحمايتها والمحافظة على ما تبقى منها فى ظل الاحتلال الإسرائيلى.

والضغط على سلطة الاحتلال الإسرائيلية بمعاونة المنظمات الدولية السابق ذكرها لتسليم دائرة الآثار الفلسطينية خرائط مساحية موقع عليها المواقع الأثرية التى تم اكتشافها بفلسطين منذ عام 1967 وكل المواقع الأثرية بفلسطين المسجلة فى وثائق والمواقع التى بها شواهد أثرية ولم يكتمل اكتشافها حتى الآن، والمواقع ذات الدلالة التاريخية المعينة والتى تحتاج لأعمال مسح أثرى ودراسة علمية لوضعها ضمن خطة العمل الأثرى بفلسطين مستقبلاً مع البدء فى عمل هذه الخرائط فى ضوء الإمكانيات الحالية للآثار الباقية أو التى تم تدميرها و مطالبة سلطة الاحتلال بتسليم التقارير العلمية التى تم نشرها عن هذه الحفائر منذ عام 1967 .
مع تقديم ملف كامل بصور توضيحية ورسوم تخطيطية عن آثار فلسطين والعمل على عودة القطع الأثرية المنهوبة الموجودة تحت سلطة الاحتلال أو التى تم تهريبها للخارج وإنشاء صندوق خاص لدعم الآثار الفلسطينية مناوئًا  للصناديق الصهيونية الخاصة بتدمير وسرقة وتهويد الآثار الفلسطينية.