تحياتي

« ميتافيرس» والحياة الافتراضية «٥-٥»

د. حسن عماد مكاوي
د. حسن عماد مكاوي

نخلص من المقالات السابقة إلى أن « ميتافيرس» عبارة عن تطبيق جديد يتيح للأفراد التواصل معا من خلال الواقع الافتراضي، أى الحضور الافتراضى بالصوت والصورة دون الانتقال جسديا، وهو ما يعبر عن الجيل الجديد للإنترنت، ومن خلال هذه التقنية يمكن للفرد أن يحضر مباراة فى كرة القدم، أو يزور أحد المتاحف أو المناطق الأثرية ويتجول داخلها دون أن يبرح مكانه فعليا، ويستطيع الفرد أن يتفاعل مع أفراد آخرين عن بعد من خلال استخدام نظارة ثلاثية الأبعاد، بحيث يمترس الحياة بما يحاكى العالم الواقعي، ويلتقى بأشخاص آخرين افتراضيا فى أماكن مختلفة بينما هو فى الحقيقة قابع فى منزله، فهو مستغرق فى العالم الافتراضى ومعزول عن عالمه الحقيقي.

لقد غمرت التكنولوجيا العالم المعاصر، وأصبحت القيمة السوقية لبعض شركات التكنولوجيا العملاقة مثل فيسبوك، وجوجل، وآبل، وسامسونج، وأمازون تتجاوز ٧٫٥ تريليون دولار، بما يعادل ضعفين ونصف حجم الناتج المحلى للدول العربية مجتمعة (٢٢ دولة)، ربما يكون لهذه التقنية الجديدة تداعيات على النظم السياسية على مستوى العالم، حيث يمكن أن يحدث خلطا بين الواقعين الحقيقى والافتراضي، ويمكن أن يكون وسيلة للتجسس على الدول والجماعات والأفراد، فضلا عن مخاطر التنمر الإلكتروني، والإدمان الإلكتروني، وتهديد الأمن القومى ووحدة الدول، وهو ما يجعل قدرة الدولة على حماية أمنها القومى أمرا صعبا من هذا الاختراق العالمى الذى بات أمرا واقعا وإجباريا.