القيمة الغذائية لمكسرات رمضان.. أهمها الوقاية من السرطان

الدكتور أيمن  دياب بقسم بحوث تكنولوجيا الحاصلات البستانية
الدكتور أيمن دياب بقسم بحوث تكنولوجيا الحاصلات البستانية

قال الدكتور أيمن سيد دياب أستاذ مساعد بقسم بحوث تكنولوجيا الحاصلات البستانية معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية إن المكسرات أو ما يعرف بالنقل (Nut fruits) من الأغذية المستصاغة والمرغوبة لدى العديد من الشعوب وفى مختلف الأعمار وكلمة النقل (Nut) تعرف بأنها عبارة عن ثمرة جافة ذات بذرة واحدة وتعتبر البذرة هى الجزء المأكول.

وتابع أنه يتم تناول المكسرات أما منفردة أو بأن يتم إضافتها للعديد من الأغذية والحلويات المصنعة التى يتم تناولها وتداولها بعد الإفطار بكثرة فى شهر رمضان المبارك ومنها أنواع متعددة كالجوز ، اللوز ، البندق ، الفستق ، البيكان ، الكاجو و الفول السودانى. ويتميز كلا منها بالطعم والمذاق الخاص.

وقد كانت المكسرات مكوناً أساسياً فى النظام الغذائى في العديد من الدول أو تستهلك كوجبات خفيفة أو حلويات أو جزء من الوجبة وتؤكل كاملة (طازجة أو محمصة) أو أغذية قابلة للفرد مثل (زبدة الفول السودانى ، عجينة اللوز) ، أو مع المخبوزات والآيس كريم.

وقد زاد استهلاك المكسرات في الآونة الأخيرة بعد إدراجها في العديد من الإرشادات الخاصة بالأكل الصحى للأدلة الحديثة التي تربط استهلاكها بالعديد من الفوائد الصحية لذا تم إدراجها كعنصر أساسى وهام في النظم الغذائية المثلى للوقاية من أمراض الشرايين التاجية حيث أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) نشرة صحية توضح الربط بين استهلاك المكسرات وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والمؤشرات الحيوية الوسيطة مثل الكوليسترول في الدم.

وأشار إلى المحتوى الغذائي للمكسرات حيث تمتاز هذه البذور بمحتواها من العديد من المكونات الغذائية وبخاصة الدهون الغير مشبعة والمركبات النشطة بيولوجياً بجانب البروتين النباتى عالى الجودة ،الألياف ،المعادن ،الفيتامينات ،التوكوفيرول ، الفيتوستيرول والمركبات الفينولية.

الفوائد الصحية للمكسرات

كما تعد المكسرات أطعمة غنية بالعناصر الغذائية الهامة فتحتوى على نسبة عالية من الدهون الكلية ، تتراوح من 46٪ في الكاجو والفستق إلى 76٪ في مكسرات المكاديميا باستثناء الكستناء التي تحتوي على القليل من الدهون وبالتالي تعد المكسرات من أغنى الأطعمة النباتية الطبيعية بالدهون بعد الزيوت النباتية. وما يميزها أن محتواها من الأحماض الدهنية المشبعة منخفض (4-16٪) وما يقرب من نصف محتوها من الدهون الكلية يتكون من الدهون غير المشبعة والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة (حمض الأوليك) ومعظم أنواع المكسرات تحتوى على نسب مماثلة من الأحماض الدهنية الأحادية والعديدة غير المشبعة وأحماض اوميجا-3 ((Omega-3 fatty acid.

وأضاف الباحث بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية أن المكسرات مصدر جيد للبروتين وغالبا ما تحتوى على نسبة عالية من الأرجينين (L arginine) الذى يعتبر مصدراً لأكسيد النيتريك الموسع للأوعية الدموية لذا فإن تناولها قد يساعد في تحسين أداء الأوعية الدموية ، كما أنها تعد أيضا مصدرا جيداً للألياف الغذائية والتي تتراوح من 4-11جم/ 100جم التى من الممكن بأن توفر 5-10٪ من الأحتياجات اليومية للجسم من الألياف الغذائية.

ومن بين مكونات المكسرات الغذائية الهامة هناك كميات كبيرة من المغذيات الدقيقة الأساسية والصحية لجسم الإنسان فتحتوى الأنواع العديدة منها على كميات كبيرة من حمض الفوليك تتراوح ما بين 11 _ 145 ميكروجم / 100جم ، وهو فيتامين ضروري لتحسين الوظائف الخلوية الطبيعية التي تلعب دورا مهما في إزالة سموم Homocystein حيث تعد مصدراً غنياً بالفيتامينات المضادة للأكسدة مثل التوكوفيرول والمركبات الفينولية.

كما تعد المكسرات خالية من الكوليسترول ولكن تحتوى على كميات كبيرة من ستيرولات غير كوليسترول تنتمي إلى مجموعة من المركبات المعروفة باسم ستيرول النبات أو فيتوستيرول Phytosterols التى تساعد على خفض نسبة الكوليسترول في الدم عند وجودها بكميات كافية في تجويف الأمعاء.

كما تتميز المكسرات بأنواعها المختلفة بمحتواها من العناصر المعدنية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم. كما هو الحال في معظم الخضروات وانخفاض فى محتواها من الصوديوم للمكسرات النيئة أو المحمصة ولكن غير المعالجة (المملحة).

وتابع الباحث بمعهد بحوث تكنولوجيا الاغذية أن تناول المكسرات يمد الجسم بالكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم مع انخفاض تناول الصوديوم بالحماية من نقص العناصر المعدنية فى الجسم وارتفاع ضغط الدم ومقاومة الأنسولين ومخاطر القلب والأوعية الدموية بشكل عام.

كما أثبتت الدراسات أن تناول المكسرات يعمل على خفض الإلتهابات التى من الممكن أن تحدث فى الجسم وبالتالى قد تؤثر على الشرايين التاجية. وأظهرت نتائج الأبحاث بأن هناك علاقة عكسية مرتبطة بين تناول المكسرات ومستويات الالتهاب والبروتين التفاعلى C-reactive protein (CRP) ،Interleukin-6 (IL-6) و Fibrinogen التى قد يؤدى إرتفاع نسبها الى تكوين جلطات قد تضر بالقلب والمخ.

كما وجد أن تناول المكسرات والفول السودانى أو زبدة الفول السودانى يقلل من الإصابة بمرض السكر من النوع الثانى بشرط ألا يعانى الأشخاص من حساسية لهذة الأغذية.

وأوضح أنه فى حال اتباع نظام غذائي غني بالمكسرات والبذور والبقول فإن ذلك يقلل من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم بنسبة 27٪ مقارنة بالاستهلاك غير المنتظم لمثل هذه الأطعمة وتناول المكسرات بأنواعها يساعد فى خفض نسب الإصابة بمرض الزهايمر وحماية خلايا المخ مع التحسن فى زيادة مستويات الإدراك والذاكرة ويرجع ذلك لمحتواها من المواد المضادة للأكسدة والإلتهابات وحمض الفوليك والأحماض الدهنية ومنها أوميجا-3.

وبالرغم من هذة الفوائد الصحية لتناول المكسرات بأنواعها إلا أنه يجب عدم الإسراف فى تناولها، وتابع وذلك قد يؤدى الى زيادة فى الوزن فزيادة تناول المكسرات يمكن أن تؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن نتيجة للسعرات الحرارية الزائدة على المدى البعيد وعلى العكس من ذلك فهناك أدلة علمية كبيرة تشير أنه لا توجد آثار ضارة للاستهلاك المتكرر للمكسرات على توازن الطاقة أو وزن الجسم .

وتابع بل تشير بعض الدراسات إلى أن استهلاك المكسرات قد يساعد في إنقاص الوزن لمحتواها العالى من الألياف والدهون الصحية التى قد تعطى إحساساً بالشبع وعدم الرغبة فى تناول الطعام ويفضل تناول كميات بسيطة منها تتراوح بين 25-35 جم يوميا وجزء منها فى الصباح مع وجبة الإفطار لتنظيم معدلات ضغط الدم والمساعدة فى التخلص من الكوليسترول المنخفض الكثافة الضار LDL-cholestero الحساسية الغذائية أو ردود الفعل التحسسية ظهور أعراض الحساسية كالطفح الجلدى وقد تصل الى الاختناق أحياناً عند بعض الأطفال وكبار السن نتيجة تناول المكسرات أو منتجاتها أو استنشاق القليل منها الى كما أنها قد تعتبر مصدر للتسمم نتيجة السمية المحتملة من خلال تلوث المكسرات بالسموم الفطرية (الأفلاتوكسين) وذلك عند عدم الاهتمام بالشروط الصحية عند التخزين .

اقرأ أيضا | يعالج قرحة المعدة.. خبير تغذية يوضح فوائد العرقسوس