حكايات| آمن جماعة من الجن عند سماعه.. هل فكرت كيف كان صوت نبي الله؟

 كيف كان صوت نبي الله محمد صلى الله علية وسلم
كيف كان صوت نبي الله محمد صلى الله علية وسلم

هل فكرت يوما كيف كان صوت الصادق الأمين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم عند قراءته للقرآن؟ قد يبدو هذا السؤال للوهلة الأولى غريب فلم تقرأه من قبل ولم تفكر فيه يوما وحتى وقعه على الأذن يبدو غير مألوف،  قد يكون السبب أن الصحابة والتابعين أبهرهم خُلق نبي الله فعايشنا هذه الخصال الطيبة وتمنى الجميع أن يصل لجزء ولو بسيط لما يمتلكه صلى الله عليه وسلم من طيب خلق وكرم وأمانة وصدق فسيطر علينا التفكير في هذه الأخلاق ولم نفكر كيف كان صوت من أجمع الجميع على صدقه.

 

 ولكن في حقيقة الأمر أنت لا تحتاج إلى التفكير في السؤال أو حتى البحث عنه فمن أمر عبد الله بن زيد أن يطلب من بلال - رضي الله عنه- أن يؤذن للصلاة لصفاء صوته ووضوح ألفاظه ورقة نغماته في الأذان ولم يختار من يمتلك الصوت الجهور القوي وحسب ولكن اختار من يتمكن من إيصال الاذان بأفضل صوت حسب الفطرة التي فطر الله عليها قلوب عباده وهو حب الاستماع إلى الصوت الحسن.

 

 حتى أنت يمكنك تأكيد الأمر فقط تحتاج إلى بعض التركيز فالمؤذن الذي يمتلك الصوت العذب الرقيق تجد نفسك لا اراديا تندفع للتركيز معه والإنصات إلى الأذان بكل ما لديك من مشاعر وإذا تغير صوت المؤذن فالصوت القبيح يزيدك نفورا وهذا دليل كافي على فطرة الإنسان فللصوت أثر كبير على النفس إما إقبالا أو إدبارا.

 

كل ذلك كافي حتى تجد إجابة السؤال بنفسك فمن كانت رسالته تبليغ الناس كتاب الله العربي الذي يحتاج إلى فصاحة اللسان وعذوبة الصوت لتبليغه ومن اختار انقى الاصوات ليكون مؤذن لك أن تتخيل كيف كان صوته.

 

 عرف نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم بعذوبة صوته وفصاحة لسانه حتى أنه كان أحسن الناس صوتا بقراءة القرآن فقد روى البخاري من حديث البراء -رضي الله عنه- قال: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ {والتين والزيتون} في العشاء وما سمعت أحدا أحسن صوتا منه أو قراءة" فمن كانت رسالته تبليغ القرآن كان الأعذب صوتا والأوضح حيث وقال عبدالرحمن بن معاذ التميمي رضي الله عنه : "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ففتح الله أسماعنا حتى إننا كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا" في إشارة منه لارتفاع صوت نبي الله ليجمع بين الحسنيين نقاء الصوت وارتفاعه.

اقرأ أيضا |هل أحد سمى «محمد» قبل الإسلام ؟.. المفتي يجيب  

حتى أن جماعة من الجن استمعوا لرسول الله أثناء تلاوته للقرآن ولما سمعوه عادوا لقومهم وقالوا لهم إنا سمعنا قرآنا بديعا في بلاغته وفصاحته يدعو إلى الحق فآمنوا وجاء ذلك في قوله تعالى { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} "سورة الجن: الآيتين 1 - 2".

 

 لتكون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن كما ذكرها ابن قيم الجوزية في كتابه " زاد المعاد " من خلال جمع الأحاديث الواردة عن سنة الصادق الأمين في تلاوة القرآن كان له حزب يقرؤه ولا يخل به وكانت قراءته ترتيلا بلا عجلة ومفسرة حرفا حرفا وكان يقطع قراءته آية آية وكان يمد عند حروف المد فيمد {الرحمن} و{ الرحيم}  وكان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في أول قراءته.

 

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع القرآن من غيره في خشوع. وهنا تكتمل الصورة بين جمال الخُلق وعذوبة الصوت وفصاحة اللسان ووضوح الألفاظ والخشوع ليكون أبلغ من بلغ الرسالة.