أزهري: رمضان دعوة للتأمل في عظمة القرآن الكريم

الشيخ رمضان عبد المطلب
الشيخ رمضان عبد المطلب

عظم الله تبارك و تعالى قدر شهر رمضان وأبقى ذكره ففيه أنزل القرآن الكريم، والناظر إلى الآية فى سورة البقرة التى أمر الله تبارك وتعالى فيها بصيامه يرى أن الصيام إنما فرض فى هذا الشهر لنزول القرآن قال تعالى: (شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن) ثم قال (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)، لذا يقول العلماء شهر رمضان شهر القرآن وسن فيه النبى صلى الله عليه وسلم القيام وفى القيام تلاوة لكتاب الله.


يحدثنا الشيخ رمضان عبد المطلب من علماء الأزهر عن فضل قراءة القرآن وخاصة فى شهر رمضان وتفهم معانيه ومعنى هجر القرآن.


فى البداية يوضح أن شهر رمضان مختص بنزول القرآن فلابد أن يكون مختصاً بالصيام لأن الصوم أنسب حالات الإنسان لتلقى هدى الله المنزل فى القرآن فأعظم مقاصد الصوم تصفية الفكر لأجل فهم القرآن فبعد الحديث عن فرضية الصيام فى سورة البقرة (يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام) جاء الحديث عن تنزل القرآن فى رمضان (شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن).


وظيفة رمضان


ويضيف: لقد فهم سلفنا الصالح هذا المعنى جيداً ووعوه وعلموا أن الصيام شرع لأجل القرآن وأن وظيفة رمضان هى الاعتناء بالقرآن والقيام به فالصيام لأجل تخلية الذهن للقرآن فقد كان الأئمة يجتهدون فى تلاوته فمنهم من كان يختمه ختمة كل يوم مثل الإمام عثمان بن عفان رضى الله عنه ومنهم من يختم فى قيام رمضان كل ثلاث ليال وبعضهم فى سبع مثل قتادة وبعضهم فى عشر وأخبارهم فى ذلك مشهورة.


ويؤكد: لقد اصطفى الله تعالى لنفسه أهل كتابه التالين له والعاملين به فجعلهم أهله وخاصته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله أهلين من الناس قيل من هم يارسول الله؟ قال أهل القرآن هم أهل الله وخاصته فالصائم عليه أن يهتم بالقرآن تلاوة ومدارسة حتى يكون من أهل الله ولا يكون هاجراً له فيغضب الله عليه ويشكوه الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (وقال الرسول يا رب ان قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا)، فلابد من قراءة ورد يومى ويستمر بعد رمضان قال النبى صلى الله عليه وسلم (اقرأوا القرآن فإنه يأتى شفيعاً يوم القيامة).


وبالإضافة إلى التلاوة يجب أيضا السماع إلى تلاوته فى عبادة من أفضل العبادات فعن ابن مسعود رضى الله عنه قال : قال لى النبى صلى الله عليه وسلم اقرأ على قلت اقرأ عليك وعليك أنزل فقال إنى أحب أن أسمعه من غيرى قال تعالى: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون).


ويشير إلى أن قراءة القرآن لا تقف عند حدود التلاوة والاستماع فقط بل لابد من فهم المعانى والمقاصد قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)، فالتدبر مفتاح للعلوم وفهم المعارف وبه يزداد الإيمان فى القلب فكلام الله يصدق بعضه بعضا لذلك جعله الإمام ابن القيم أول سبب من الأسباب الموجبة لمحبة الله وقال الحسن بن على رضى الله عنهما ان كان من قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها بالنهار.

فلوعلم الناس ما فى القراءة بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فالتفكر والتدبر فى القرآن نوعان: تفكر فيه ليقع على مراد الرب تعالى منه وتفكر فى معانى ما دعا عباده إلى التفكر فيه. قال الحسن البصرى: أنزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملا وإذا لم يفعل المسلم ذلك يعد هاجراً للقرآن.

والهجر أنواع هجر سماعه والإيمان به وهجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وهجر تحكيمه فى أصول الدين وفروعه وهجر الاستشفاء به.

قال الحافظ بن رجب الحنبلى اعلم أن المؤمن يجتمع له فى شهر رمضان جهادان جهاد بالنهار على الصيام وجهاد بالليل على القيام فمن جمع هذين الجهادين ووفى بحقوقهما وصبر عليهما وفاه الله أجره بغير حساب وقال كعب: إن كل حارث يعطى بحرثه ويزيد غير أن أهل القرآن والصيام يعطون أجورهم بغير حساب ويشفعان عند الله.

إقرأ أيضاً|"آيات القرآن" الدعاء إلى الله كما يجب أن يكون مع فضيلة الدكتور إبراهيم المرشدي| فيديو