خبير أثرى يكشف قصة اكتشاف معبد بطليموس الثانى فى بنى سويف 

 اكتشاف معبد بطليموس الثانى
اكتشاف معبد بطليموس الثانى

يحكى الخبير الأثرى د. منصور بريك عن قصة اكتشاف معبد بطليموس الثانى فى محافظة بنى سويف مشيرا إلى أنه تم تكليفه  للعمل رئيسا  للإدارة المركزية  لمصر الوسطى والواحات فى أكتوبر ٢٠١٣م فى وقت كانت وزارة الآثار تعاني من قلة الموارد بسبب توقف حركة السياحة  بعد ثورة  ٢٠١١م، وأضاف "بريك" : كنت على يقين  بأن  مصر الوسطى والواحات كانت من المناطق الصعبة خاصة أنها  تمتد  فى خمسة محافظات  كما  ان بها مناطق  كثيرة  كانت تعانى  من عمليات  الحفر خلسه بعد أحداث  الثورة، وفى ديسمبر  ٢٠١٣م زارنى  بعض مفتشو  الآثار من منطقة بنى سويف  فى مكتبي بالعباسية وكان منهم ربيع عيسي مفتش الاثار فى ذلك  الوقت وأخبرنى أن لصوص الآثار  قاموا  فى شهر سبتمبر  ٢٠١٣م بالحفر فى منطقة جبل النور الأثرية وأظهروا  كتل حجرية ضخمة  وأنهم  اخطروا الوزارة  فى ذلك الوقت ولكن  لم يهتم أحد، والحقيقة  قلت لنفسي  ها هى الفرصة جاءت مرة أخري حتى أقوم بالتنقيب  بعد أن تركت الأقصر ...وأخطرت بالتليفون  محمد خلاف مدير عام اثار مصر الوسطى ونادية عاشور  رحمة الله عليها  مدير عام اثار بنى سويف فى ذلك الوقت  بأننى سأقوم  بزيارة  لبنى  سويف وطلبت  ان نتقابل  فى منطقة جبل النور  الواقعة شرق بنى سويف وتبعد عنها حوالى ٢٥كم وفعلا  وصلت الى الموقع وتقابلنا  جميعآ  وكان معنا أمل فرج والدكتور أحمد جلال وقمت بمعاينة  مكان حفر اللصوص والذي أسفر  عن ظهور كتل ضخمة  من الحجر الجيري وعلمت من  نادية عاشور  ان المنطقه  التى حفر فيها اللصوص  خلسة  تسمى  فى المنطقة "البربه" وعندما سمعت هذه الكلمة  تذكرت كتاب دكتور عبدالحليم والذي كتب فيه  أن كلمة بربه مشتقه من كلمة مصرية قديمة لكلمة معبد  وتيقنت  ان المنطقة  تحوي اسفل رمالها  معبدا قديما وعدت  الى القاهرة  وكتبت مذكرة  لرئيس قطاع  الاثار المصرية طالبا ميزانية  وبصورة  عاجلة لكى أبدا  فى أعمال تنقيب فى الموقع. 

ونظرا لقلة الموارد  المالية  جاءت  الإجابة  بالرفض  لعدم وجود ميزانيه؟  وعلى الفور توجهت  لمكتب الوزير  وكتب مذكرة  أخري  لطلب ميزانيه  وانهيتها  باننى  لا اتحمل المسؤولية  اذا تم حفر خلسه  فى الموقع مرة أخرى  وبعد مداولات  ومفاوضات  وشد وجذب مع قطاع التمويل  تم إعتماد  ميزانية بسيطة فى ابريل ٢٠١٤ لكى اقوم  بالحفر لمدة شهرين  فقط.. وبدأت  التنقيب فى ١٥ ابريل وانتهت فى ١٥ يونيو  ٢٠١٤م  بفريق كبير  حيث كان شباب  الأثريين فى منطقة بنى سويف  يرغبون  بشدة المشاركة فى الحفائر  وقمت بتقسيم الأعمال حيث تولى الدكتور أحمد جلال  الاشراف على أعمال التنقيب ومعه أمل فرج وآخرين  وتولى ربيع عيسى ومعه جلال عامر وأسماء  ابراهيم تدريب مجموعة من الأثريين  فى الموقع... وأتذكر  دائما  الإختلاف فى وجهات النظر والمشاحنات بين الجيل القديم وجيل الشباب من الاثريين ،،، وكما توقعت  أسفرت  أعمال التنقيب عن الكشف عن معبد بطلمى مشيد من كتل من الحجر الجيري الجيد و محوره غرب شرق ويبلغ طوله ٢٣.٤٠متر وعرض ١٦.٥٠متر وجدران تتراوح سمكها مابين ٢.٥٠ متر الى ١.٩٠ متر  ومحاط بسور ضخم من الطوب اللبن ويتكون من اكثر من ١٤ حجرة وبه ثلاثة  انفاق سفليةcrypts اسفل الأرضية مثل الموجودة فى أغلب المعبد البطلمية والرومانيه وكم كانت سعادتنا  عندنا اكتشفنا أن الواجهة الشرقية لجدار المعبد الشرق مزينة بنقوش ومناظر غائرة أغلبها  مناظر لإله  النيل حابي وهو يحمل القرابين ونقوش فى خطوط رأسيه  عليها اسماء لثانى ملوك  البطالمة "بطليموس  الثانى - فيلادلفيوس" الذي حكم مصر فى الفترة من ٢٨٣ الى ٢٤٦ قبل الميلاد .. وان المعبد تم بنائه  تكريسا  لعبادة الآلهه؛ إيزيس سيدة مروا ؛؛  ولحسن حظنا  فان  مروا مدينة لم تذكر من قبل فى النصوص البطلمية وبالتالي  نكون أول من يكشف عن معبد لبطليموس الثانى فى بنى سويف وأول من يكشف مدينة جديدة تضاف الى أطلس  المدن البطلمية فى مصر .. وكانت فرحتنا كبيرة ولا انسي اننى  استعنت ببعض الاثريين  الذي عملوا معى بالاقصر  مثل محمد عبدالباسط  الذي قام بعمل خرائط مساحية  للمعبد وياسر محمود  الذي قام  بنقل النقوش بالفاكسيملى وكنت اتبادل  الآراء  والمعلومات  مع المتخصصين  فى تاريخ  العصر البطلمى الذين  عملت معهم  من قبل مثل كريستوف تيير وبالطيع  كريستيان  لايتس الذي يعمل فى اتريبس  فى سوهاج  وصاحب قاموس ضخم عن اللغة المصرية  القديمة  فى العصر البطلمى.

اقرأ ايضا :- الانتهاء من أعمال صيانة وترميم معبد بطليموس الثاني عشر باتريبس

وقمت باصطحاب كريستيان  لايتس  لزيارة  المعبد وبعد الزيارة وكعادة  بعض من الاثريين  للأسف  فوجئت  باتصال  من رئيس  القطاع  يخبرنى ان الوزير حزين لاننى اصطحبت كريستيان لزيارة الحفائر  دون اخطاره؟  وان من أخبره  للأسف احد الاثريين  من الجيل القديم وقال ان الوزير سيقوم بعمل مؤتمر صحفى  للإعلان  عن الكشف  فى الموقع  وقد  كان...وكتبت  جميع وسائل الإعلام  عن الكشف وبعد المؤتمر فوجئت برئيس القطاع  يطلب منى نسخة  من جميع أعمال التوثيق التى قمت بها لتسليمها لمكتب الوزير ..  على الفور  قلت له ان الموقع هناك والمعبد موجود  فيه  وأي شخص  يريد أن يوثق يذهب للموقع.

 ولحسن الحظ انه فى نفس العام  اخطرنى الدكتور خالد سعد  مدير عام ادارة اثار ما قبل التاريخ  بأنه  عند قيامه بالمسح الاثري فى المنطقة  الجبلية الواقع فيها كهف سنور  الشهير اكتشف سد كبير طوله حوالى ٦٥ متر مشيد من الحجر  بين جبلين  لحجز مياه الأمطار.


 وعلى الفور اعلنت الكشف هذا فى وسائل الإعلام وقمت بنشر مقالتين  عن المعبد بعدها  تم نقلى للعمل رئيسا  للإدارة المركزية للقاهرة والجيزة.. ولم يكتمل   العمل فى استكمال الكشف عن  باقى المعبد والذي يبعد عن نهر النيل بحوالي كيلومتر واحد وتظهر الصور الجوية ان له طريق مرصوف يربطه بنهر النيل وميناء ضخم  على ضفة النهر .

 ويؤكد منصور بريك أنه لو استكمل العمل فى هذا المعبد  سيضاف  معلم اثري جديد شرق النيل فى بنى سويف  ويمكن فتحه  للزيارة  مع كهف  سنور  الشهير  ويضاف إليهم  السد الأثري الذي اكتشفه الدكتور خالد سعد.