ثمن السفير ميهاو وابيندا سفير بولندا بالقاهرة، أدوار مصر الدولية وجهود جامعة الدول العربية فى حل الأزمة الأوكرانية، مشيراً إلى أن رئيس بلاده اندجي دودا سيزور مصر في نهاية مايو للتوقيع علي اتفاقيات اقتصادية يجري الإعداد لها الآن.
وأضاف خلال حواره لـ " بوابة أخبار اليوم " أن حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال العام المنصرم بلغ 800 مليون دولار بزيادة 24 % عن العام المنصرم، ولولا جائحة كورونا لسارت الأمور بشكل أفضل.
وفيما يتعلق بالحرب الروسية ضد أوكرانيا وتبعات ذلك علي النظام الدولي, شدد السفير البولندي أن التأثير الذي اصاب النظام العالمي ضخم.. وإلي نص الحوار
هل تعتقد أن التبادل التجاري بين مصر وبولندا يسير بشكل جيد ؟
نعم؛ لقد زادت الصادرات البولندية خلال العام المنصرم؛ ولولا جائحة كورونا لسارت الأمور بشكل أفضل.
لدينا خطط طموحة من الجانبين؛ فقد تم توقيع اتفاقية بين منطقة كاتوفيتشي الاقتصادية والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهناك بعض الاتصالات بين رجال الأعمال من الجانبين؛ ونأمل أن تتحول إلي عقود.
كما يجري العمل على التعاون العسكري الثنائي؛ ومن المهم في هذا الصدد التنويه ، أن الرئيس اندجي دودا رئيس جمهورية بولندا سيزور مصر نهاية شهر مايو وسيتم توقيع بعض الاتفاقيات ومعظمها في النواحي الاقتصادية ويجري الإعداد لها الآن.
كيف تقيمون موقف مصر في الحرب الروسية الأوكرانية؟
نحن نتحدث مع الجانب المصري عن الوضع حول أوكرانيا و رحبنا بالأصوات الإيجابية لجميع الدول التي صوتت لإدانة روسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة ونحن سعداء للغاية بالموقف المصري خلال التصويت الأخير الذي سمح باستبعاد روسيا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
كيف تقيمون دور جامعة الدول العربية في هذه الأزمة خاصة في ظل زيارة الوفد الوزاري العربي لروسيا وبولندا ؟
كنا سعداء بهذه الزيارة؛ ونحن نرحب بأي جهد من شأنه إنهاء الحرب وحلحلة الوضع الراهن.
ونحن نأمل أن يؤدي الضغط الحالي علي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء هذه الحرب؛ لأننا نعرف جميعاً أن من بدأ هذه الحرب روسيا، أوكرانيا ضحية للعدوان وهي تدافع عن نفسها.
هل لك أن تقربنا من صورة مما جري في تلك المباحثات ؟
لم نشارك في هذه المحادثات ، لكننا نعلم أن المحادثات تتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية والجهود الدولية لإنهائها في أسرع وقت ممكن. وتم التأكيد على ضرورة إيجاد حل دبلوماسي وسلمي للنزاع على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها.
كما تمت مناقشة موضوعات التعاون البولندي مع جامعة الدول العربية وكذلك العلاقات الثنائية بين بولندا والدول الممثلة في الوفد. كان لقاء وزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو مع الوفد ناجحًا ومفيدًا للغاية ومع ذلك.. يجب أن نتذكر أن هذه كانت محادثات بين أوكرانيا وجامعة الدول العربية ونحن لسنا طرفًا ، لذلك لا أريد التعليق على ذلك.
*كيف تري تبعات الحرب الحالية علي النظام العالمي ؟
التأثير سيكون ضخماً، فالاقتصاد في حالة سيئة؛ وروسيا وضعت نفسها عبر العقوبات المفروضة عليها خارج النظام الاقتصادي العالمي.
وفي هذا الصدد، فإن التعاون بين الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو ضروري. خاصة في فترة ما بعد الحرب، فروسيا دمرت 30 % من الاقتصاد الأوكراني، وعلينا مساعدتها في إعادة الإعمار؛ لسوء الحظ ، أنا مقتنع بأنه لن يكون من الممكن إجبار روسيا على التعاون في هذه الجهود.
أيضاً علينا التفكير في النظام العالمي ككل؛ فالآن روسيا هي عضو في مجلس الأمن الدولي؛ ومع ذلك خرقت كافة الاتفاقيات والقوانين والأعراف الدولية ومن المستحيل أن يستمر العمل في منظومة الأمم المتحدة بهذا الشكل.
هل تعتقد أن روسيا ستكون خارج مجلس الأمن ؟
من الصعب القول, يتعلق هذا الموضوع بالقضايا العامة للنظام السياسي والقانوني.
هل تعتقد أن اللحظة التي يعيشها العالم الآن كتلك التي عاشها عشية سقوط حائط برلين ؟
لحظة سقوط حائط برلين كانت إيجابية؛ وسلمية؛ وثورة سلمية؛ وارادت شعوب شرق أوروبا أن يكونوا جزء من العالم المتحضر.
أما الآن فهي للأسف تشبه لحظة الحرب العالمية الثانية؛ لأن هذا عدواناً ضد دولة مسالمة بدون أي سبب؛ لكن ما يبدو مختلفاً هذه اللحظة أن روسيا تقف الآن بمفردها.
هل تعتقدون أن أوروبا ، بما في ذلك بولندا ، في الجانب الجيد في هذه الأزمة؟
نعم لأننا ندعم ضحايا الاعتداء الروسي الحالي؛ وبالطبع نحن نعرف إن آلة الدعاية الروسية تطلق الكثير من الشائعات؛ بأن الناتو يريد غزو روسيا؛ وكذلك جلب قوات عسكرية للأراضي الأوكرانية وهذا غير صحيح لأننا نعمل في إطار القانون الدولي.
هل يمكنك أن تزودنا بصورة للوضع الإنساني على الحدود البولندية الأوكرانية؟
بولندا استقبلت أكثر من 2.5 مليون لاجئ؛ وهذا بالطبع وضع استثنائي بالنسبة لنا؛ أنا فخور بالدور الذي لعبه المواطنون البولنديون والسلطات البولندية. إنهم يبذلون قصارى جهدهم لمساعدة ودعم اللاجئين الأوكرانيين.
هناك الالاف الذين يعبرون النقاط الحدودية بصورة يومية؛ وهو وضع معقد للغاية ويشوب كل ذلك المخاوف من توسيع نطاق الحرب؛ حيث التوتر مرتفع جداً.
أولويتنا هي دعم الأطفال والنساء وكبار السن. هناك العديد من المواقف الأليمة. كانت هناك بعض المعلومات حول الشكاوى من الطلاب الذين لم يتمكنوا من عبور الحدود البولندية بسرعة. هؤلاء الطلاب هم من الشباب الذين يجب عليهم إعطاء الأولوية للنساء والأطفال وكبار السن.
بولندا علي تعاون مستمر مع سفارات الدول المختلفة بشأن لاجئيهم؛ السلطات البولندية تقدم كل أشكال الدعم للاجئين الأوكرانيين ؛ بدءً من إعطائهم رقم تسجيل دخول والذي يمكنهم من استخدام وسائل النقل العامة مجاناً بالإضافة للخدمات الطبية ودخول المدارس للأطفال وتقديم الدعم النفسي؛ والبحث عن فرص عمل.
المواطنون البولنديون أيضاً لهم دور في ذلك حيث يقومون بإحضار اللاجئين من الجهة المقابلة في أوكرانيا إلي بولندا بسيارتهم وأحياناً استضافتهم في منازلهم
أما بالنسبة لمواطني الدول الأخرى ، فلديهم 15 يومًا للسفر إلى بلادهم أو التسجيل في بولندا ؛ وفي هذا الصدد لابد من التذكير بأن التعاون بين سفارة مصر في وارسو والسفير حاتم تاج الدين ووزيرة الهجرة كان فعالا للغاية.
وبصفة عامة لم يكن هناك شكوي من الجانب المصري عبر النقاط الحدودية؛ ونحن قدمنا كافة أنواع المساعدة للمصريين؛ حتى لو فقدوا جواز سفرهم أو كانت معهم نسخة من جواز سفرهم.
إذن كيف ستتعاملون مع أزمة الطاقة ؟
خلال الـ 20 عاماً الماضية استطعنا الاستقلال عن مصادر الطاقة الروسية؛ وأعتقد أنه لدينا الوقت لاستبدال الطاقة الروسية بمصادر أخري.
نحن نتعاون مع مصر في العديد من المجالات بما في ذلك الطاقة وكذلك قطر وبعض دول الخليج؛ بالإضافة لمصادرنا الخاصة في بولندا.
هل زادت أسعار الطاقة في بولندا ؟
زادت أسعار الغاز بنسبة 50 % والتضخم ارتفع لأكثر من 10 %؛ والحكومة البولندية تعمل علي الحد من ارتفاع الأسعار. المواطن البولندي علي قناعة بأن هناك ثمن لابد أن يدفع للحفاظ علي أمننا
