تضربُ مصر موجة غلاءٍ تركت أصداءها على جيوب الكثير من الناس، لكن ما مِن أحد فكّر فى الحل الأمثل لعبور هذه الموجة التى تجتاح العالم كله، ألا وهو "الاقتصاد".. الاقتصاد بمعناه الذى تعرفه كل ربة بيت تقتصد وتوفّر، فالحل ليس دائمًا فى قرار حكومى، بل فى أحيان كثيرة يبدأ من التدبير المنزلى!
لعل واقعة شهدتها مصر فى أعقاب الحرب العالمية الثانية (1939-1945) وتحديدًا يوم 8 يناير 1951، تضيء لنا هذا المفهوم (الاقتصاد) واجب الاتباع فى وقتنا الراهن، الذى تأثرت فيه اقتصادات العالم بالحرب الروسية - الأوكرانية.
لقد كان من نتائج الحرب العالمية الثانية، التى كانت قد وضعت أوزارها قبل نحو ست سنوات من تلك الواقعة، انتشار موجة غلاء فى أسعار السلع الضرورية والكمالية، عالميًا.
ولإيجاد حلول لهذا الغلاء، شكَّل بعض سيدات مصر جمعية أطلقن عليها "جمعية ربات البيوت لمكافحة الغلاء"، وقامت ثمانى من عضواتها بمقابلة وزير التجارة فى مكتبه، وطرحن عليه مشكلة الغلاء وضرورة إيجاد حل فورى من قِبل الحكومة، واشتكت العضوات من معاناتهن بسبب ارتفاع الأسعار.
وكانت مفاجأةً أن الوزير رد عليهن شاكيًا ما يقاسيه هو مِن شدة الغلاء. وقال لهن فى الاجتماع: إن نصف الغلاء يرجع إلى ارتفاع أسعار الواردات وربعه إلى جشع التجَّار والربع الأخير إلى جشع المستهلكين. أما النصيحة الوحيدة التى أسداها لعضوات الجمعية فهى دعوة المستهلكين من النساء والرجال إلى الاقتصاد.
الرسالة ذاتها، حاول الرئيس عبدالفتاح السيسى توصيلها للمصريين، ضاربًا المثل بنفسه، حين قال قبيل انطلاق شهر رمضان إنه يسأل عن أسعار الأطعمة أثناء تناولها فى منزله، داعيًا المصريين لـ"الاقتصاد" فى الشراء.. فهل تنجح ربات البيوت فى "الاقتصاد"؟! أثق فى ذلك.
Email: [email protected]