ورش«الصَدف» بالباطنية.. حدوتة للإتقان فى ليالى رمضان

«صدف» الباطنية.. حدوتة للإتقان فى ليالى رمضان
«صدف» الباطنية.. حدوتة للإتقان فى ليالى رمضان

تجذبك بمظهرها ورونقها اللامع، تلفت انتباهك وتشتت تركيزك بدقة صنعها، أما التصميم فيجعلك تفكر كثيرا هل هذه أيدٍ ماهرة أم ماكينات إليكترونية؟، فتقف أمامها حائراً من جمال المنتجات الصدفية التى تعد من الحرف التراثية وتمثل الهوية المصرية منذ العصور الأزلية، ويشتهر بها العمالة المصرية فى منطقة الباطنية التى تعرف بورش الصدف وتستخدمه بإتقان وحرفية فى تطعيم الصناديق الخشبية كالشكماجية، والبراويز، وألعاب الطاولة والشطرنج والأثاث، والطاولات وعلب الإكسسوارات، وغيرها ويزداد الإقبال عليها خلال شهر رمضان وخاصة حامل القرآن الكريم ذات الطابع الإسلامى، وكلما ارتفع ثمن الصدف ارتفعت قيمة المنتج وزاد سعره.

وبشكل زخرفى يتم تقطيع الصدف بحرافية شديدة وتكون دائرية أو مربعة أو مثلثية وبأحجام متساوية تسر الأنظار، فلا مجال هناك للآلات والماكينات الإليكترونية، بل العمل كاملاً يدوياً، وبأيديهم الماهرة يصنعون صناديق الشكماجية المرصعة بالصدف الملون بأجزاء من ظهور السلاحف والتى تعطى مظهرا براقا للمنتج، وتستخدم فى حفظ المشغولات الذهبية، بجانب الطاولات المرصعة بالصدف الذى تختلف أنواعه، فبينهم الصدف ذات ألوان الطيف والأزرق والأبيض، وصدف «الأكريلك» أى ظهر السلاحف وهو الأغلى ثمناً، ويليه الصدف الأزرق الذى يتم استيراده من أستراليا وأمريكا اللاتينية وتايلند، أما الصدف الأبيض فيتم استيراده من عمان.

وهناك نوع آخر من الصدف وهو البلاستيك وهو الأقل جودة وأرخص ثمناً، ولا يحتاج لمهارة عالية لأنه سهل التقطيع والطى ويستخدم بسهولة فى المشغولات الصدفية، أما الصدف الطبيعى فيتم تقطيعه بصعوبة عن طريق استخدام منشار دقيق ثم يوضع على المنتج المصنوع من الخشب الزان وهو الخشب الأكثر استخداما ويليه خشب الجوز التركى، ثم يتم وضع الصدف باستخدام الملقاط ويثبت بالغراء حسب الشكل سواء كان فرعونيا أو إسلاميا، لتأتى مرحلة الصنفرة حتى يصبح المنتج ناعم الملمس لتختتم بمرحلة التلميع بمادة «الجمالكة» لتعطى رونقا لامعا للمنتجات.