اليمن.. حوار الرياض يرسم صورة جديدة لمرحلة ما بعد الحرب

الأمير محمد بن سلمان أثناء استقباله لرئيس مجلس الرئاسى
الأمير محمد بن سلمان أثناء استقباله لرئيس مجلس الرئاسى

دخل اليمن مرحلة جديدة على ساحته السياسية والعسكرية بهدف التشارك والاستقرار والبناء بعد تخلى الرئيس عبد ربه منصور هادى بعد استمراره ٧ سنوات فى منصبه والإعلان عن تشكيل مجلس رئاسى يقوده رشاد العليمى، بعد مفاوضات يمنية يمنية امتدت تسعة أيام برعاية مجلس التعاون الخليجى فى العاصمة السعودية الرياض.

المجلس الجديد سيقود اليمن إلى رسم مستقبله الجديد من مرحلة الحرب إلى الاستقرار وفقًا للمشاركة وليس المغالبة لإعادة بناء البلاد ويكون حضناً لكل اليمنيين بعيدًا عن الفئوية والعنصرية ويتحرك المجلس الرئاسى بدعم سياسى واضح خليجى وعربى ودولى، كما ظهر فى البيانات الصادرة بهذا الخصوص، وكذلك بحزمة دعم ومساعدات مالية تزيد على ٣ مليارات دولار من السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لبدء أولى الخطوات فى إعادة بناء المستقبل، مع تحرك القيادة الجديدة نحو مفاوضات جادة مع الجانب الحوثى فى ظل الهدنة الممتدة لنحو شهرين والقابلة للتمديد، للوصول إلى حالة من الاستقرار فى الدولة اليمنية.

والقيادة اليمنية الجديدة برئاسة رشاد العليمى وعضوية كل من: سلطان العرادة، وطارق صالح، وعبدالرحمن أبوزرعة، وعبدالله العليمى، وعثمان مجلى، وعيدروس الزبيدى، وفرج البحسنى فى تشكيلتها واختيار أعضائه العديد من العوامل على صعيد تمثيل كل مناطق اليمن الجغرافية، وكذلك جميع التيارات السياسية دون إقصاء لأحد، بل مثل صورة حقيقية لقيادات محسوبة على مرحلة ما بعد فبراير ٢٠١١ ومقابلها، وقد ظهر جدول أعماله ورؤيته للمرحلة القادمة من خلال القراءة المتأنية لأول خطاب لرئيس مجلس القيادة الرئاسى رشاد العليمى، الذى ألقاه الجمعة الماضية من مقر السفارة اليمنية بالرياض على إنهاء الحرب وإحلال السلام الشامل والعاجل، مع ضرورة منع النزاعات الطائفية الدخيلة على المجتمع اليمنى. وأوضح أن اليمن يمر‬ بمرحلة حرجة تتطلب من كل أبنائه الصبر والعزيمة والعمل يداً واحدة لإخراجه من المأزق الذى هو فيه. وبتكاتف الإخوة أعضاء المجلس الرئاسى سنعمل على نقل اليمن إلى الازدهار والتنمية والحياة الجميلة. وشدد على تغليب المصلحة الوطنية على كل المصالح ويحمل على عاتقه همومكم وآمالكم ومعاناتكم وطموحاتكم، وأن يضع نصب عينيه العمل على تحقيق مطالبكم ويبذل قصارى جهده لمعالجة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
وفى ظل الحس الأمني للرئيس اليمنى الجديد كونه كان نائبًا لرئيس الوزراء، ووزيرًا للداخلية الأسبق فى اليمن، كما أنه يحظى بتوافق من جميع التيارات السياسية، فإن الاستقرار والسلام أولوية لديه، وكذلك إيقاف النزاعات الطائفية فى البلاد التى يعلم جيدًا خطورتها على استقرار المجتمعات، فإنها ضمن أولوياته كى يعود اليمن إلى سابق عهده مستقرًا آمنًا، بدعم دول الخليج وبخاصة السعودية والتى ستظل أياديه ممتدة بالدعم والمساندة حتى يستعيد اليمن عافيته، ويعود إلى حضن عالمه العربى. وهو ما أكده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع خلال استقبال القيادة اليمنية الجديدة، حيث أعرب عن تطلعه فى أن يسهم تأسيسه فى بداية صفحة جديدة فى اليمن تنقله من الحرب إلى السلام والتنمية، وأن تكون المرحلة القادمة مختلفة، منوهاً بما لمسه من عزم وتفاؤل الجميع.

والدكتور رشاد محمد العليمى من مواليد عام 1954 فى محافظة تعز فى جنوب اليمن، ويعد من الشخصيات الناصرية فى اليمن، وسبق أن شغل منصب وزير الداخلية عام 2001. وشغل منصب رئيس اللجنة الأمنية العليا ونائب رئيس الوزراء فى عام 2006، وفى مايو عام2008، أصبح نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للداخلية لشئون الدفاع والأمن. وفى نفس العام تولى منصب وزير الإدارة المحلية.

وكان عبدربه منصور هادى، قد أصدر فجر الخميس الماضى، قرارًا بتشكيل مجلس قيادة رئاسى ينقل جميع صلاحياته له وفق الدستوروالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، كما أصدر قرارًا بإعفاء نائبه على محسن الأحمر من منصبه.. وأضاف أن مجلس القيادة الرئاسى الجديد باليمن سيتولى إدارة الدولة سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا طوال المرحلة الانتقالية، ويتولى مجلس القيادة الرئاسى التفاوض مع الحوثيين بشأن وقف إطلاق النار.
الرياض - حازم الشرقاوى