تغريدات محظوره | الجمعة فيها ساعة نحس

تغريدات محظوره | الجمعة فيها ساعة نحس
تغريدات محظوره | الجمعة فيها ساعة نحس

يوم الجمعة يوم مبارك، فيه صلاة الجمعة التى حث الله سبحانه عليها، إلا أن هناك من العامة من يتداول تغريدات بوجود ساعة نحس أو عصيبة فى ذلك اليوم يفتعلون فيها الغضب والعصبية والمشاجرات ويلصقون سببها بيوم الجمعة وذلك افتراء خرج من عدو للدين.

مصدر هذا القول التجار اليهود الذين كانوا يعيشون فى مصر عام ١٩٥٢م، وأطلقوه لأن المسلمين يذهبون لأداء صلاة الجمعة فى هذه الساعة، فلا يستطيع اليهود بيع سلعهم ويمكثون فى محالهم إلى انتهاء الصلاة، ثم تعود الحياة التجارية مرة أخرى.

وفى هذا الافتراء تكذيب لخبر الرسول، صلى الله عليه وسلم، أن يوم الجمعة فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلى يسأل الله تعالى شيئًا إلا أعطاه إياه، فحرىٌ بالمسلم أن يجتهد فى الدعاء فى يوم الجمعة، فهو أقرب للإجابة من غيره من أيام الأسبوع؛ لقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة»، فقد أهدانا الله إليه وأضل عنه من قبلنا، ففيه خُلق آدم وفيه أُدخل الجنة وفيه أُخرج منها، وفيه تقوم الساعة.

وفيه تاب الله على آدم، وفيه مات، وفيه غير ذلك مما وردت به أحاديث لم يجزم بصحتها، ولم يرد دليلٌ يعتد به على أن فيه ساعة نحس بل العكس بأن فيه ساعة إجابة وهذه الساعة ليست ساعة زمنية ( ٦٠ دقيقة )، بل هى فترة من الزمن لا يعلم قدرها إلا الله وكثرت الأقوال فى تعيينها حتى أوصلها ابن القيم، رحمه الله، إلى أحد عشر قولًا أرجحها قولان؛ أحدهما من حين يجلس الإمام على المنبر للخطبة يوم الجمعة إلى أن تقضى الصلاة.

ولعل الحكمة فى النص على هذه الفترة التنبيه على وجوب الإنصات للخطبة التى قد يكون فيها دعاء يطلب له التأمين فترجى الاستجابة، وقيل إنها بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس فى حق من جلس، رجلًا أو امرأةً، ينتظر صلاة المغرب سواء فى المسجد أو فى بيته يدعو ربه، ولعل الحكمة من عدم تعيينها بالضبط أن نجعل يومنا كله طاعة لله ودعاء.

اقرأ ايضا | أستاذ بجامعة الأزهر: الإسلام دين التيسير.. والتنطع مرفوض