رمضان حول العالم .. هذه الدولة يصوم سكانها 20 ساعة يوميًا

دولة يصوم سكانها 20 ساعة
دولة يصوم سكانها 20 ساعة

دينا جلال

نستقبل شهر رمضان الكريم بعد أيام قليلة ليصبح الحدث الاهم عالميًا ، والمناسبة الأكثر بحثًا على الانترنت فى العالم العربي والغربي على السواء.

 تتوالى تساؤلات وبحث الملايين حول العالم لمعرفة موعد بدء الشهر الكريم في كل بلد ومظاهره وساعات صومه وإحياء عباداته لمن تتعلق قلوبهم بأيامه ولياليه، ومن يتفانون فى العبادة بروحانية ومتعة فريدة، الفريضة واحدة ولكن طقوس الشعوب تختلف من مكان لآخر وفقا لطبيعة كل شعب وعاداته وتقاليده.

في السطور التالية نصحبكم في جولة حول العالم الاسلامي ونتعرف على أبرز العادات والطقوس الرمضانية. 

في البداية تكشف محركات البحث عن السؤال الاكثر تكرارا وهو موعد حلول شهر رمضان لهذا العام حيث يتزامن مع موسم الربيع لكسر موجة البرد القاسية على مستوى العالم، وكذلك تنكسر قليلا الاجراءات الاحترازية التي اتبعتها اغلب دول العالم على مدار العامين الماضيين لمواجهة فيروس كورنا، ويأمل المسلمون هذا العام فى التجمع من جديد لإقامة الصلوات جماعة فى المساجد وخاصة صلاة التراويح بالاضافة الى التجمعات العائلية والزيارات التي يتسم بها الشهر الكريم.

أرقام وساعات

البحث عن تفاصيل طقوس شهر رمضان فى العالم وموعد حلوله يلفت الانتباه نحو نسبة المسلمين واعدادهم فى كل دولة، ويتركز اكبر عدد للمسلمين فى العالم من أقصى شمال غرب افريقيا وحتى جنوب شرق آسيا، وتشير الاحصائيات الى ان اكبر دولة مسلمة في العالم هي دولة اندونيسيا حيث يعيش فيها ما يصل الى 250 مليون شخص مسلم وهو ما يمثل 87 في المائة من سكانها، وتعقبها باكستان كثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد المسلمين بـحوالي 200 مليون مسلم وهو ما يقرب من 10 بالمائة من عدد المسلمين فى العالم، وتليهما الهند وبنجلاديش ونيجيريا ومصر وايران وتركيا والجزائر والسودان، وتعد مصر أكبر دولة عربية مسلمة تليها الجزائر والسودان والمغرب وغيرهم.

 

يعد التساؤل عن مدة الصيام في كل بلد احد التساؤلات الهامة على محركات البحث الالكترونية بسبب تفاوت مواعيد الصيام وفروق التوقيت بين الدول بالاضافة الى إنتشار نسبة كبيرة من المسلمين فى مختلف انحاء العالم، وتتصدر النرويج وجرينلاند وفنلندا قائمة الدول الأطول في عدد ساعات الصيام لشهر رمضان 2022 لتتعدى ساعات الصيام  فيها العشرين ساعة، بينما تتصدر نيوزيلندا قائمة الدول الاقصر في ساعات الصيام لتصل الى 11 ساعة وتليها الأرجنتين وجنوب أفريقيا وجزر القمر.

ثقافات متنوعة

تتنوع الارقام وكذلك تتنوع الثقافات والموروثات لتتميز كل دولة بعاداتها وثقافاتها عن الدول الاخرى ولكن ما تجتمع عليه الشعوب هو إعلاء قيم الرحمة والتكافل بين الناس والتعاون بين افراد العائلة والمجتمع في هذا الشهر، وتحرص اغلب الدول العربية على الإطار الجماعي بين افراد العائلة ففي السودان تجتمع الاسر والعائلات فى ساحات واسعة عامرة بالاطعمة والمشروبات المتنوعة لتعبر عن كرم كل عائلة وتفاني افرادها فى الاحتفال بالشهر الكريم، ويرافق اعلان ثبوت رؤية هلال شهر رمضان إنطلاق الزغاريد واصوات الطبول للتعبير عن الفرحة بقدوم الشهر الكريم كما تنطلق من البيوت روائح المسك والعنبر والعطور الطبيعية بعد نثرها على عتبات المنازل ومداخلها وكذلك تنتشر زينة رمضان فى الشوارع قبلها بأيام إحتفالا قدوم الشهر الكريم.

 

وفي آسيا وتحديدا فى اوزبكستان يتم التحضير لحفلات إفطار جماعية للأهل والأصدقاء ويقوم كبير العائلة بذبح خروف على الإفطار وتقديمه مع الخبز المنزلي كبير الحجم لتوزيعه على الجميع وهو ما يتشابه مع ولائم موائد الافطار التي تنتشر فى مصر واغلب الدول العربية حيث يتساوى الجميع فى تناول افضل الاطعمة والمأكولات فى شهر الكرم.

احتفال الصائمين

يشتهر المسلمون في الصين بعدم الاقدام على تناول طعام الإفطار إلا بعد الصلاة والاكتفاء بتناول التمر مع الشاى المحلى فقط، وفي الهند تشهد المناطق ذات الاغلبية المسلمة أجواء شديدة الخصوصية لإستقبال شهر رمضان لتعم الفرحة  ارجاء الاحياء المختلفة ويتبادل سكانها التهاني وتكتسي بالزينة والمساجد والمآذن لتعلن عن حلقات مكثفة لتلاوة القران حيث تهتم المساجد بتنظيم الدروس الدينية والمحاضرات، ولا تقتصر الموائد على المنازل فقط وانما يتم ارسال افضل المأكولات للمساجد في الاحياء المتنوعة حيث يتم تنظيم إفطار جماعي في القاعات والمساجد ويستفاد منه المحتاجون والمسافرون او ممن تعذر وصولهم الى منازلهم لتعكس روح التكافل والإخاء بين المسلمين في الهند بالاضافة الى توزيع الحلوى والمرطبات على المصلين عقب صلاة التراويح، ويتم إعتبار عيد الفطر والأضحى إجازة عامة على مستوى البلاد، كما يراعى أن تبتعد مواعيد الامتحانات والانتخابات عن شهر رمضان والأعياد ويحترم غير المسلمين حرمة هذا الشهر ويلبون دعوات الصائمين بمشاركتهم فى موائد الافطار.

 

تحرص اندونيسيا على منح الطلاب اجازة لحين التعود على الصيام، ويبدأ شهر رمضان فى اندونيسيا بقرع الطبول التقليدية ويطلق عليها "البدوق"، اما باكستان فتشتهر بواحدة من العادات المميزة في مدينة بيشاور حيث تقام حفلات ضخمة  لجمع الأطفال الذين ينوون الصيام للمرة الاولى للاحتفال بهم وتشجيعهم على الاستمرار، وفي ماليزيا تنطلق حملات تنظيف الشوارع بالتزامن مع استطلاع هلال رمضان تمهيدا لنشر الزينة والانوار في الميادين الرئيسية، وتحرص النساء على الطوف او التجول بالمنازل بنشاط لقراءة القرآن ما بين الإفطار والسحور.

تجمعات المغتربين

تنتشر نسبة كبيرة من المسلمين فى اوروبا وامريكا، ويحرص المسلمون فى دول الغرب على استضافة أصدقائهم وجيرانهم غير المسلمين للاستمتاع بتناول وجبة الإفطار كما يحرصون على تزيين منازلهم بزينة رمضان والفوانيس التي تعرفها الشعوب الغربية جيدا، وتعد تلك المظاهر ودعوات الافطار المتكررة سببا هاما وراء البحث عن شهر رمضان على محركات البحث الشهيرة للتعرف على مواعيده وتفاصيل الاحتفال به وخاصة وسط تخفيف اجراءات كورونا هذا العام.

 

ننتقل الى افريقيا وتحديدا في نيجيريا التي لا يرضى سكانها بإفطار كل أسرة بمفردها، فيحرصون على جمع الأطعمة من كل منزل لإعداد الموائد أمام المنزل وتقسيمها الى جزأ خاص بالرجال وآخر للنساء، كما تحرص كل أسرة على استضافة أحد الفقراء على مائدتها كنوع من التكافل الاجتماعي، ويشتهر الشعب الموريتاني بالتسابق والتنافس من اجل قراءة القرآن الكريم كله في وقت قصير ويعمد البعض الى حلق رؤوسهم وكذلك اقامة حفلات زفاف فى رمضان تفاؤلا به وحرصا على استمرار الحياة الجديدة بين الزوجين.

أجواء روحانية

يتميز الشهر الكريم في المغرب بعبق خاص تتزين فيه الشوارع والمحلات التجارية بالزينة، ويتم غلق المقاهي والمطاعم أثناء النهار حيث يعاقب القانون من يجهر بإفطاره علانية، وفي موريتانيا يختلف الناس قليلا في تحديد ثبوت هلال رمضان بسبب خروج الناس لمراقبة الهلال بأنفسهم فقامت الدولة بتعيين لجنة خاصة لمراقبة الهلال والتأكد من صحة رؤيته، وما ان يحل الشهر الكريم حتى تبدأ الزيارات لصلة الرحم وتمتلئ المساجد بالشيوخ والأطفال والشباب والنساء وتقام المحاضرات الدينية بكثرة في المساجد، ويحرص الموريتانيون على الاستماع إلى صلاة التراويح منقولة على الهواء مباشرة من الحرمين بالرغم من فرق التوقيت بين البلدين الا انهم يعتبرونه تعويضا عن أداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي في تلك الفترة.

 

ومثل عدد كبير من دول العالم يستقبل التونسيون الموسم الرمضاني قبل قدومه بأيام عديدة بعادات فريدة وأجواء روحانية مميزة، يبعث شهر رمضان الروح والحركة النشطة فى النهار حيث  تنشط الأسواق والمحلات التجارية قبل وخلال أيام رمضان وتصل ذروتها مع قرب حلول عيد الفطرالمبارك وفي الليل يعمر المصلون المساجد بتلاوات خاشعة للقرآن، ويتسابقون لحضور صلاة التراويح وحلقات الوعظ الديني والاحتفال بمزيد من الابتهالات والاناشيد.