آيات يجوز أن تبدأ بها صلاتك.. علي جمعة يوضح | فيديو

 علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والمفتي السابق، إن النية مهمة جدا كما ثبت في السنة عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)؛ موضحاً أن الإمام البخاري وقد وضع هذا الحديث أول شيء في كتابة "الصحيح"، بدأه بالنية، لأنه إذا صحت النية؛ صح العمل كله، وإذا لم يكن هناك نية أو فسدت النية أو كانت النية لغير وجه الله سبحانه وتعالى؛ كانت باطلة.

وتابع جمعة،خلال برنامج "القرآن العظيم" على فضائية صدى البلد:"العجيب أن الإمام البخاري أنهى صحيحه بقول سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم : "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" يعنى أنهاه بحديث عن الذكر، فكأن بداية الدين هو النية، و نهاية الدين هو الذكر، "البداية والنهاية" في الدين عند علماء عرفوا معنى الديانة، تعلقت قلوبهم بالله ، جعلوا أعمالهم لوجه الله خالصة ؛ فأبقاها وإلى يوم الناس هذا".

وأضاف: يقول تعالى : {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } هذه آيات يجوز أن تبدأ بها صلاتك، وينصح العلماء أن تقول "وأنا من المسلمين" .

وأوضح الدكتور علي جمعة، في هذه الآيات {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } بيان بأن كل حركاتنا وكل سكناتنا ينبغي أن تكون بالنية لله رب العالمين.

اقرأ أيضا | على جمعة: الصلاة مفتاح عظيم والاستهانة بها مؤذية في الحياة الدنيا | فيديو

وأشار إلى أنه قد ألف ابن الحاج كتابا أسماه " المدخل" بيّن فيه أن الصحابة الكرام كانت حركاتهم وسكناتهم كلها يوجهونها بالنية ، حتى ينالوا الثواب العظيم ، وحتى يدربوا أنفسهم على أن يعيشوا في معية الله سبحانه وتعالى ، فتراهم إذا خرجوا إلى الصلاة ، عقدوا النية في أنفسهم أن يأمروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر ، وأن يزيلوا الأذى من طريق الناس ، وأن يشهدوا الجماعة ، وأن يخدموا الناس كل واحد منهم حسب حاجته؛ يعيشوا بنيات متعددة في سلوك واحد وهو ذهابه إلى الجماعة مثلاً.

وبين عضو هيئة كبار العلماء أن معجزة القرآن الكريم {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } هذا الكتاب هو نبي مقيم، بعد ما أذِن الله سبحانه وتعالى بانتهاء الرسالة والنبوة وقطع الوحى، الناس في حاجة إلى معرفة أحكام الله سبحانه وتعالى و مراده وما يحب ويرضى؛ ، عندما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم على وجه الأرض يذهبون إلي النبي ويسألونه؛ والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يسأل ربه؛ وربنا سبحانه وتعالى يجيبه بأنواع الوحى المختلفة.

واستطرد: " لكن بعد انتقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم من يسألون ؟ هو في الحقيقة كتاب الله الذي لا تنتهي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد، "يخلق" يعنى يبلى، فالقرآن صالح للاستدلال به، وللعبادة بتلاوته، ولاستنباط الأحكام منه؛ لأنه كلام الله غير المخلوق الذي يتجاوز الزمان والمكان والأشخاص والاحوال، والذى يذكر فيه ربنا سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} و{يَا أَيُّهَا النَّاسُ} فهو كما وصف الله نبينا صلى الله عليه وآله وسلم : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} فهذا القرآن معجزة، وهذا القرآن فيه تلك المعاني التي تجعله نبيا مقيماً ، ومن هنا حافظ الله تعالى عليه، لم تكن الأمة قادرة على حفظ كتاب الله بهذه الكيفية التي حدثت ، حافظ عليه على مستوى الأداء الصوتي، حافظ عليه ليس مرة واحدة بل عشر مرات في قراءات متواترة عشر، ليس هناك نص على وجه الأرض بهذه الكيفية، يحفظه الداني والقاصي، والكبير والصغير.