رئيسة المفوضية الأوروبية: نستعد لفرض حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي فرض حتى الآن خمس حزم من العقوبات غير المسبوقة ضد روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، وهو يستعد حاليًا للموجة التالية من هذه العقوبات التي تهدف إلى شل موارد روسيا واقتصادها.

وأدانت فون دير لاين، في بيان صحفي صدر عقب اجتماعها ليل الجمعة 8 أبريل، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في العاصمة الأوكرانية كييف - الهجوم الصاروخي على محطة للسكك الحديدية في "كراماتورسك" الواقعة شرقي أوكرانيا، والتي كانت تٌستخدم لإجلاء المدنيين من مناطق القتال، وقدمت تعازيها الحارة لأسر الضحايا وجميع من فقدوا أحباءهم.

اقرأ أيضًا: دونيتسك: أوكرانيا خططت لاستفزازات من أجل اتهام روسيا بقتل المدنيين

وأضافت فون دير لاين، حسبما جاء على الموقع الرسمي للمفوضية الأوروبية صباح اليوم السبت، أن صادرات روسيا من السلع انخفضت بسبب العقوبات بنسبة 71% تقريبًا وبلغ معدل التضخم حوالي 20%، كما أن ثقة الشركات في روسيا عند أدنى مستوى لها منذ عام 1995.. وتابعت "يغادر أفضل وأذكى العقول البلاد، مع أكثر من 700 شركة خاصة، كما جمدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالفعل 225 مليار يورو من الأصول الروسية الخاصة في دولنا منذ بداية الحرب، وسوف ينتهي الأمر بروسيا إلى أن تتخلف في التقدم الاقتصادي والمالي والتكنولوجي، بينما ستتجه أوكرانيا نحو مستقبل أوروبي".

وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يرسل الأسلحة إلى أوكرانيا، وقد خصص مليار يورو من مرفق السلام الأوروبي لدعم القوات المسلحة الأوكرانية، بالإضافة إلى ذلك، تقدم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي معدات عسكرية على نطاق غير مسبوق وسلوفاكيا مثال ساطع على ذلك.. مضيفة "إننا نعزز مساعدتنا المالية لأوكرانيا.. واليوم، نقدم 1 مليار يورو من الدعم ويتكون هذا المبلغ من ثلاث حزم مالية مختلفة، ونقوم حاليًا بتحويل 120 مليون يورو لدعم الميزانية وسنوفر 330 مليون يورو من حزمة الطوارئ الخاصة بنا الآن، ونعمل على تسريع النصف الثاني من حزمة المساعدة المالية الكلية بمبلغ 600 مليون يورو".

وأوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية قائلة: "نحن مع الأوكرانيين وهم يلتمسون اللجوء داخل حدودنا، ونتأكد من حصولهم على السكن والمدارس والرعاية الطبية والعمل، وسنعقد مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، حدثًا رفيع المستوى في بولندا لإعلان التبرعات إلى أوكرانيا، ونطلق على حملتنا (قف من أجل أوكرانيا)".

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 45، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وأعلنت الأمم المتحدة فرار أكثر من 3 ملايين شخص من أوكرانيا منذ بدء الحرب هناك، فيما كشفت المنظمة الأممية، يوم السبت 19 مارس، عن مقتل ما يقرب من 850 مدنيًا في الحرب حتى الآن. 

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وأعلن الرئيس الأوكراني، يوم الأحد 20 مارس، تمديد فرض الأحكام العرفية في البلاد لمدة 30 يومًا، بدايةً من يوم الأربعاء 23 مارس.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.