فكرتى

لا أعرف!

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

من عيوبنا أننا نتصور أننا نعرف كل شىء، ونتصور أنه لا يتفق مع كرامتنا أن نقول إننا لا نعرف هذا الشارع! نقول امش على طول ثم ثالث شارع شمال، وثانى شارع يمين وسوف تجد الشارع الذى تسأل عنه.

يتبع السائل التعليمات، ولكنه غالباً ما يجد نفسه فى شارع  غير الذى يريده.

يصادفنا أحيانا شرطى فنسأله عن الشارع، وغالبا ما يكون شهما، ويحاول أن يساعدنا، ولكننا نتوه!


ادعاء الواحد منا أنه يعرف كل شىء يكلفنا كثيراً.

تجد بعضنا يقود سيارة وهو لا يستطيع أن يقود عجلة. تجد  حلاق الصحة فى الريف يُعتبر طبيبا. تجد الصيدلى يتصرف على أنه طبيب، ويحدد العلاج لكل من يدخل الصيدلية.


اذهب الى مؤسسة واسأل على موظف، ستجد كل الناس تعرفه.. وسوف يقول شخص إنه فى الطابق الرابع، وشخص آخر إنه فى الطابق الخامس، وشخص ثالث سيؤكد أنك سوف تجده فى الطابق الثامن!


لست ادرى لماذا لا نقول: لا أعرف! فليس من المفترض أننا نعرف كل شىء. كل شخص فى الدنيا يعرف أشياء، ويجهل أشياء أخرى. أنا - شخصيا -أحترم الشخص الذى يقول لا أعرف، لأنه صادق، ومسئول عن الكلمة التى تخرج من فمه!


أما أسلوب الفهلوة والحداقة التى تعودنا أن ننتهجه فى كل حياتنا، فجعلنا لا نضع الشخص المناسب فى المكان المناسب، وبالتالى لم نعد نحترم التخصصات.. حتى أصبحت حياتنا «سداح مداح»!