بينى وبينك

بطعم الروحانيات

زينب عفيفى
زينب عفيفى

  القراءة فى رمضان لها مذاق مختلف، نجد أنفسنا نبحث عن الكتب التراثية والفكرية والدينية، دون أن ندري، فنجد معظمنا يقرأ فى القرآن بشكل منتظم، ويبحث عن الكتب التى تدور حول الحالة الروحانية التى يضفيها الشهر الكريم علينا. من بين الكتب التى أعددتها للقراءة قبل رمضان كتاب «أنبياء الله» للكاتب أحمد بهجت، الذى قال عنه: «كنت أكتب كأن إنسانا داخلى يملى على السطور، ومارست خلال كتابته إحساسا يشبه إحساسى بالسجود أثناء صلاة القيام فى العشر الأواخر من رمضان، فى بيت الله الحرام فى مكة»، وهو بالفعل كتاب عظيم يحكى فيه قصص الأنبياء بصورة عصرية سلسة تجيب على كل تساؤلات الحاضر فى لغة جذابة، مستشهدا بالآيات القرآنية، وإذا لم يكتب أحمد بهجت غير هذا الكتاب فهذا يكفيه.


أما الكتاب الثانى فهو كتاب ملأنى فخرا وإعزازا وامتنانا، كتاب «فجر الإسلام» للكاتب أحمد أمين، وتبعه بضحى الإسلام ثم ظهر الإسلام ، إنها سلسلة رائعة تفتح آفاقا جديدة كالفجر الصادق فى بيانه ووضوحه، تناول فيها الكاتب حياة العرب فى الجاهلية وأطلعنا على أهم منتجاتهم العقلية من لغة وشعر، وأمثال وقصص، ثم بين أثر الإسلام فى عقلية العرب، فليس الأمر مقصورا على دور الإسلام الدعوى، وإنما هو بيان للعقل والفكر والثقافة الإسلامية التى نورت الدنيا جميعها ولا يتجاهل الكاتب حق الأمم الأخرى فيعرض لأثر الفرس فى الحياة الدينية والأدبية عند العرب، معرجا على أثر الديانتين المسيحية واليهودية فى حياة العرب العقلية، وهكذا بمنهج عقلى متجرد وأسلوب رصين، إن قراءة مثل هذه الكتابات تجدد الفكر الدينى وتنقيه من كل شوائب الأفكار المتطرفة التى لا تهدد حياتنا فقط، وإنما تزلزل من عقيدتنا السمحة التى تستوعب كل الديانات.