أم كلثوم بين ذكرياتها في قرية طماي.. هدية قدمتها بلدتها لها‬

أم كلثوم بين ذكرياتها في قرية طماي.. هدية قدمتها بلدتها لها‬
أم كلثوم بين ذكرياتها في قرية طماي.. هدية قدمتها بلدتها لها‬

وقفت فلاحة مصر العظيمة «أم كلثوم» على كوبري طلخا وعلى الطريق المؤدي إلى قريتها «طماي»، حينما عادت إلى موطنها في ليلة المنصورة عام 1968، وأمضت يومًا كاملاً بين معالم ذكرياتها على الأرض التي شهدت طفولتها البسيطة، وكانت مجلة آخر ساعة مع أم كلثوم في هذه الرحلة الشيقة خطوة بخطوة.

كان في عينيها بريق إعجاب، وكت عانلى شفتيها ابتسامة سعيدة، وكان بكل ملامح وجهها تعبير اعتزاز، هكذا كانت تبدو فلاحة طماي عندما عادت إلى موطنها وعندما وقفت وسط بلدتها.

وتدفق صوت «أم كلثوم» العبقري أمام 10 آلاف في مسقط رأسها وعندما تجولت بين معالم الذكريات في المنصورة، ولا يمكن أن تعبر أي كلمة عن مشاعرها حينما وقف المحافظ «عبدالفتاح على» أمام الجماهير وقدم لها شيكًا بمائة ألف جنيه حصيلة تبرع أبناء بلدتها للمجهود الحربي لترتفع بذلك جملة ما قدموا إلى نصف مليون جنيه.

لحظتها اتسعت الابتسامة العريضة على وجه «أم كلثوم» وحاولت أن تعبر عن اعتزازها بهم، وتراجعت الجماهير هذه المرة وأخذت أم كلثوم بحماسها الدافق وبمشاعرها الوطنية الجارفة ومضت تصفق للجماهير التي اعتادت أن تصفق لها دائمًا، بينما بريق الإعجاب في عيونها يحاول أن يقول شيئًا يفوق كلمة الشكر والتقدير.

- المنصورة تنافس باريس

ليس غريبًا شعور «أم كلثوم» نحو قريتها وقوة ارتباطها بموطنها وبجذور نشأتها، فقد عرفت ريف مصر وطرقة الزراعية قبل أن تخطو بأقدامها إلى شوارع القاهرة، وكانت تقول دائمًا: «لقد مسحت بقدمي الريف قرية قرية قبل أن انتقل إلى القاهرة».

وحين سألها محرر جريدة آخر ساعة: ألا تذكرك هذه الليلة في المنصورة بشيء؟

اتسعت ابتسامتها على وجهها وقالت: بباريس، نفس التصفيق المتدفق، ونفس الانفعال العذب، ونفس العدد الضخم، وكأني في قاعة الأولمبياد تمامًا.

- بين معالم الذكريات

وكانت زيارة أم كلثوم للمدينة فرصة لكي تتجول بين معالمها الجديدة طوال يوم كامل، فوقفت فوق كوبري المنصورة لتشهد بدء العمل في مشروع نفق طلخا، وسرحت مع ذكرياتها فلم يكن في القرية إلا طريق واحد يتسع لمرور عربة العمدة وبضعة طرق ضيقة، وكانت تغني في القرى المجاورة وكانت كلها قرى صغيرة، وكانت تحسب أن مركز السنبلاوين أكبر مدينة في الدنيا.

- الهدية التي تأثرت بها

بكل الإيمان احتضنت «أم كلثوم» المصحف الكريم الذي أهدته إليها إحدى الجمعيات النسائية في المنصورة وحملته بين يديها وانحنت تقبله في خشوع خلال فترة الاستراحة بين الوصلة الأولى والثانية من الحفل التي أقامتها بالقرية، وقالت أم كلثوم للمحافظ: أن هذا المصحف أسمى إهداء تقدمه بلدتها لها، قالت جملتها هذه وصوتها مليء بالتأثر العميق.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا |علاقة شرب الماء المقدس بأقدم آلة استخدمها قدماء المصريين‬