تغريدات محظورة.. «اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بلغة العصر يتداول كثير من الناس تغريدات إلكترونية مستوحاة من أقوال وأمثال دارجة تتصادم مع صحيح العقيدة، فيحصد مغردها وناشرها الأوزار الجارية تهاونا مع أمانة الكلمة، وهذه سلسلة وقفات مع بعض التغريدات الأكثر شيوعاً للتصويب وتغيير ما بأنفسنا.

 

هذا القول فسره كثير من الناس تفسيراً سطحياً خاطئاً يربط كلمة الجامع بالمسجد فأفسد مضمون الصدقة فى الإسلام، فأصل هذه المقولة ترجع إلى أيام الحكم العثمانى حينما كان يطلق على من يحصل الضرائب من المصريين لقب الجامع أى جامع الأموال أو الملتزم وفقاً لقانون الإلتزام الذى كان ساريا حينئذ، ولما كان أغلب المصريين لا يستطيعون تسديد الضرائب لسوء الحالة الاقتصادية فشاعت تلك المقولة: (إللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع)، وبالمفهوم الذى يربط أن الجامع هو المسجد فهذا قول يدعو إلى البخل بأى شيء فيه مصلحة عامة للمسلمين، والمسجد أعظم مصلحة عامة للمسلمين، وما كان السلف الصالح يبخلون بشيء قط لله ورسوله.

إقرأ أيضاً | تغريدات محظورة| ما ينوب المخلص إلا تقطيع هدومه

فهذا أبو بكر الصديق رضى الله عنه يأتى بكل ما يملك ويضعه فى حجر الرسول صلى الله عليه وسلم فيسأله: ماذا تركت لأهلك؟ فيقول: تركت لهم الله ورسوله، ولكن هذا المثل قد يكون صحيحا عند فهم الجامع بالمسجد فى الحالات الضرورية مثل الاحتياج للإنفاق على الأهل والعيال فهو فرض عين، وما يحتاجه المسجد فرض كفاية، وفرض العين مقدم. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت)، أما من يجد كسبا فائضا من تجارة أو عمل أو صناعة أو نحوها فلا حرج عليه أن يتصدق به قال الله عز وجل مادحا المحسنين: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا)، فالمؤمن الحق يشعر بآلام الآخرين وحاجتهم فيتصدق ولو بالقليل إن كان لا يملك الكثير مصداقا لقوله تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون).