حكايات| الهرمون السري.. لماذا تشاهد النساء تفاصيل أدق من الرجال؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

حين تجلس زوجتك إلى جوارك وتحكي لك مجموعة من أدق التفاصيل المرتبطة بما دار في عملها، أو نظرة إحدى قريباتها في حفل زفاف، أو تفاصيل دارت في موقف كنت تحضره بنفسك إلى جوارها ولم تلحظها فلا تتعجب.. هناك تفسير علمي ونفسي لكل هذا.

 

الدراسات والأبحاث العلمية تتحدث عن أن الرجال والنساء يصوبون أعينهم على أشياء مختلفة وتبتعد عن نظرهم بسبب أنواع مختلفة من المشتتات،  فالرجال عند التركيز على الشخص الذي تتم مقابلته يثبتون أعينهم على فم المتحدث، وفي حالة وجود أمور مشتتة خلال مقابلة ما فمن المرجح أن يتشتت انتباههم بسبب الحركة الواضحة وراء الأشخاص.

 

 أما النساء فقد يغيرين نظراتهن بين عيني المتحدث وجسمه، وهنا يصبح السؤال الأكثر تداولا: لماذا تحدث هذه الفروق الجنسية في الانتباه؟.. المثير للإعجاب أن النساء يظهرن انتصارا وربما يضعن «قدم على قدم» كتعبير عن التفوق الملحوظ على الرجال عندما يتعلق الأمر بفك تشفير الاتصال غير اللفظي أو لغة الجسد.

 

 

ولعل أحد التفسيرات الخاصة بهذا الشفرات أن النساء يعتمدن أكثر على السمات المتعلقة بالطبيعة الاجتماعية للمشهد لتوجيه الانتباه، بينما يعتمد الرجال أكثر على ميزات الحركة، كما أن التكوين الجسماني والسمات النوعية للمرأة تختلف عن الرجل. 

 

ليس هذا فحسب؛ بل إن هناك اختلافات ملحوظة بين الجنسين في الرؤية والسمع وجهاز الشم؛ حيث أظهرت الأبحاث أن النساء لديهن آذان وأشياء أكثر حساسية وأفضل في التمييز والتصنيف للروائح والألوان بشكل لا يمكن أن يتصوره الرجال الأصحاء ممن يتمتعون بقدرات بصرية عالية لا يستخدمون النظارات ولا العدسات اللاصقة.

 

 

وتزداد مأساة الرجال مع وصفهم للألوان المختلفة المعروضة عليهم؛ حيث أنهم أقل قدرة على التمييز بين درجات الألوان من النساء؛ إذ أن عناصر الرؤية هذه مرتبطة بمجموعات محددة من الخلايا العصبية الموجودة في القشرة البصرية الأولية للدماغ.

 

ويتم التحكم في تطور هذه الخلايا العصبية بواسطة هرمونات جنسية ذكورية تسمى الأندروجينات عند الرجال وهرمون الأنوثة «التستوستيرون» عند النساء، ومن هنا جاء الاختلاف بين الرجال والنساء، فهرمون التستوستيرون يعلب دورا رئيسيا لذلك تهتم النساء بالتفاصيل أكثر ولديها قدرة على تميز الروائح والألوان أفضل من الرجال.