«الإخشيدية» أول دولة أقامت موائد رحمن في مصر

صورة موضوعية
صورة موضوعية

قال الباحث الآثري أحمد عامر، إن موائد الرحمن قد نشأت في عصر الدولة الإخشيدية وكان الغرض منها هو إطعام الأغنياء للفقراء لكي ينالوا الثواب العظيم لذلك، فنجد أنه في تلك الفترة كان يأمر الوالي بإطعام الفقراء، ونجد أنه مع حكم الفاطميون لمصر إستغلوا هذا الأمر لكي يتقربوا إلي الناس وإستمالتهم إليهم، وكان الغرض من ذلك هو نشر مذهب الفاطميون وهو المذهب الشيعي، فعندما حكم العزيز بالله البلاد قام بتخصيص قاعة فى قصر الذهب لإقامة موائد الإفطار، ومائدة أخرى كبيرة فى جامع عمرو بن العاص طوال شهور رجب وشعبان ورمضان.

وأشار عامر، أنه مع حلول العصر المملوكي فقد حرصوا علي وجود هذه العادة وهي "موائد الرحمن" حيث إهتم سلاطين المماليك بالتوسع فى البر والخير والإحسان طوال شهر رمضان، فنجد السلطان برقوق قد إعتاد طوال أيام حكمه أن يقوم بالذبح فى كل يوم من أيام رمضان خمسة وعشرين بقرة بغرض التصدق بلحومها، هذا بالإضافة إلى الخبز والأطعمة على أهل المساجد، والخوانق والروابط والسجون، وكان الملك الظاهر بيبرس يرتب فى أول شهر رمضان بمصر والقاهرة مطابخ لأنواع الأطعمة لتوزيعها على الفقراء والمساكين.

وتابع عامر، أنه مع حكم الدولة العثمانية فنجد أنه كان يوجد في بيت من بيوت الأعيان العثمانية كان يوجد مطبخان أحدهما للرجال، والآخر للنساء، أما في العصر الحديث فنجد أنه فى النصف الأول من القرن العشرين قد إشتهر الملك فاروق بمآدب الإفطار التى كان يأمر بإقامتها فى الملجأ العباسى، ومدرسة الرمل الثانوية بالإسكندرية، وفى مطعم الشعب بالقاهرة، حيث أعطي الملك فاروق مساحة كبيرة من إهتمامه للولائم والموائد الرمضانية التى تراوح الغرض منها ما بين الدعاية السياسية وإطعام المساكين، ومازالت تلك العادة موجوده حتي يومنها هذا.

اقرأ أيضا | قصة أول مائدة الرحمن في التاريخ| فيديو

وأضاف عامر، أن موائد الرحمن باتت فى عهد الملك فاروق ما هى إلا بروتوكول سياسى بإطعام المساكين الذين كانوا يهتفون بالدعاء لمولاهم الملك فاروق باعتباره ولى النعم، فكانت تسمى بالمائدة الملكية فى قصر عابدين، وذلك بحضور كبار رجال القصر على أنهم شرف المآدب الملكية فى رمضان، ثم يتوافد على القصر آلاف الناس من رعية الملك من جميع الطبقات ليتناولوا الطعام، أما في العصر الحديث فقد بدأت مع أصحاب الورش والمصانع، فى أن يفطروا العمال لديهم ولكن على نطاق ضيق، وفى عام 1967م ظهر بنك ناصر الإجتماعى ليشرف على موائد الرحمن المعروفة بشكلها الحالى من أموال الزكاة، وكان أشهرها المائدة التى تقام بجوار الجامع الأزهر التى تفطر أربعة آلاف صائم يوميا، ومن هنا ظهرت مشاركة الوزراء ورجال السياسة والفنانين ورجال الدين، لتصبح وسيلة إما للتقرب إلى الله أو كدعاية سياسية.