رؤيــة

رحلتى فى الصحافة

صبرى غنيم
صبرى غنيم

- التحقت فى جريدة أخبار اليوم أكتوبر 57 بمكافأة شهرية قيمتها ثلاثة جنيهات، وكان يزاملنى فترة التدريب المرحوم النجم حمدى قنديل، وطارق فوده، ومن حسن حظى أننى دخلت أخبار اليوم وعلاقتى جيدة بالسيد المرحوم زكريا محيى الدين أحد الضباط الأحرار فى ثورة يوليه والذى كان معروفا فى مصر بصاحب القبضة الحديدية على اعتبار أنه كان اول وزير داخلية بعد الثورة، وكانت علاقتى به عن طريق ابن أخته، فقد كان طارق ابراهيم مخيمر زميلى فى مدرسة فاروق الأول الثانوية..


- وفى يوم دخلت على الاستاذ «هيكل» لأخبره أننى على موعد من السيد زكريا محيى الدين فى زيارته فى منزله وتصويره فى مجلة آخر ساعة، وكان هذا العمل فى الصحافة يطلقون عليه الخبطة الصحفية، حيث كان من الصعب لأى صحفى أن يطلب هذا الطلب من وزير داخلية مصر، واعتبرها الاستاذ هيكل خبطة صحفية من الدرجة الأولى، وخاصة أن وزير الداخلية لا يتحدث للصحافة، إذ فعلاً تم تصويره فى بيته ويومها أرسل معى المرحوم المصور حسن دياب وقبل أن نغادر آخر ساعة قال الاستاذ هيكل لحسن دياب: اذا رفض الوزير استقبالكم (اتركه وتعالى).. والمعنى بهذا أنا، أن يتركنى ولا أعود الى أخبار اليوم، لأن موافقة وزير الداخلية للتصوير فى بيته كانت بالنسبة للاستاذ «هيكل» مفاجأة له على اعتبار أن شخصية زكريا محيى الدين لغز محير لزعماء العالم.. والعالم يريد أن يعرف الجانب الشخصى فى حياه زكريا محيى الدين صاحب القبضة الحديدية والذى كان يجمع بين عملى جهاز المخابرات العامة ووزير داخلية مصر..


- وعندما وصلنا الى بيته فى منشية البكرى التف حولنا الحرس السرى وعندما علموا باسمى اصطحبونى الى مصعد العمارة وصعدنا الى الطابق الأول وكانت فرقة من الأمن تسلمنا لفرقة أخرى، حتى فتحوا لنا باب الشقة وتوجهنا الى صالون شقة وزير الداخلية واستقبلنا وكان يرتدى روب حرير أخضر فوق القميص والبنطلون.
ولنا لقاء وتكملة المشوار الاثنين القادم..