صلاح فضل: تدهور الأغنية أفقد الناس غذاءهم الشعري

د. صلاح فضل
د. صلاح فضل

نظم مجمع اللغة العربية الأسبوع الماضى ندوة بعنوان «الأغنية العربية.. كلمة راقية وصوت معبر ولحن رائق»، وتحدث فيها الدكتور الناقد صلاح فضل، رئيس المجمع، حيث توقف عند محطات من نشأة الأغنية وتطورها.


يقول: «كانت الأغنية الشعبية القديمة مطلقة العنان، بالغة الارتباط بحياة الناس اليومية ولغتهم اليومية ولهجاتهم اليومية، لكن منذ بداية القرن العشرين تقريباً، ومنذ بزوغ عصر النهضة، ظهر تيار جديد باسم شعر العامية، وكان على رأسه كل من: بيرم التونسى وصلاح جاهين وفؤاد حداد وفؤاد قاعود وسيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودى وجمال بخيت خاتمة هذه السلسة الأدبية.. وقد ساهمت الأغنية الشعبية فى ذلك الوقت بالارتقاء بشعر العامية وهو ما يشبه المؤامرة فى ظنى، ولكن بمعناها الجيد».


وحكى رئيس مجمع اللغة العربية أن أم كلثوم استدعت الشاعر العظيم أحمد رامى، وقالت له أريد أن تكتب لى أغنية بمواصفات خاصة، «تستخدم فيها لغة الصحافة، التى هى لغة وسيطة بين الفصحى وبين الكلام الدارج.


ويضيف صلاح فضل: «أعتقد أن هذا العقد الغنائى الجميل المتميز كان بداية العصر الحقيقى للأغنية الراقية، ومنذ تلك الفترة أصبح لدينا تياران، تيار الأغنية الفصيحة التى تلجأ إلى روائع الشعر العربى، وتيار الأغنية المكتوبة بعامية خالية من الإسفاف والابتذال والتحلل الخلقى».


يواصل: «نهاية القرن العشرين تقريباً، تخلى الشعر الفصيح عن رسالته الإعلامية، وأصبح شعراً ذاتياً ووجدانياً، وبهذا قل تأثير الشعر لدى الأجيال الجديدة، وبقى رأس الجبل الثلجى وهو الأغنية سواء كانت مكتوبة بالفصحى أو العامية الراقية، فالأغنية لا تقل أهمية عن رغيف الخبز، وبتدهورها يفقد الناس غذاءهم اليومى من الشعر».


ولفت صلاح فضل الانتباه إلى أن المجتمع المصرى يؤثر بشكل كبير فى الأمة العربية، ويفرض عليها التيارات الفنية، كما فرض عليها من قبل طه حسين ونجيب محفوظ وأعلام النهضة الثقافية، فمصر قادت أمتها بالسينما والغناء الراقى والفنون الرفيعة، وهو ما يعنى أن استمرار تدهور الأغنية فى مصر سيؤثر بالسلب على المستقبل الفنى للبلاد العربية.

اقرأ ايضا | أغوز آتاى: النجاح لا يجعلنا سعداء