جريمة في الحي الراقي بفرنسا

مكان الجريمة
مكان الجريمة

مى السيد

مشهد قاسى ومرعب فى نفس الوقت، واجهته الشرطة الفرنسية فى مدينة غرونوبل الواقعة شرق باريس.. أطفال صغار وأمهم متحللين داخل شقتهم، فى مشهد وصفه قائد الشرطة بأنه يقشعر له الأبدان، وكانت الترجيحات الأولية تشير إلى عملية قتل وانتحار بطلها الأم .
خبر الجريمة هز أرجاء المدينة بالكامل والتى تعتبر ثانى أكبر مدينة بمنطقة رون ألب بعد مدينة ليون الفرنسية، وذلك كون سكانها غير متعودين على تلك الجرائم، حيث وبفضل نموها الاقتصادى والعلمى، تحولت إلى مركز علمى وتجارى كبيرين ليست فى فرنسا بحسب، بل وفى أوروبا عموما، حيث تحتوى المدينة على جامعة غرونوبل والتى تعتبر من أعرق الجامعات فى العالم.

كان منتصف شهر فبراير عندما شوهدت السيدة المتوفاة آخر مرة، والتى تعيش بمفردها برفقة أولادها الثلاثة، بعدما تعرض زوجها البالغ من العمر 35 عاما لعقوبة السجن، ومنذ ذلك الوقت واختفت السيدة وأولادها عن الأنظار تمامًا، خاصة طفلها الصغير البالغ من العمر 7 سنوات وهو الأوسط بين أشقائه، والذى كان دائم التواجد امام المنزل للهو مع أصدقائه.

 

مرت الأيام وتوالت محاولات الاتصال بالسيدة دون جدوى، وفشل جميع أقاربها فى الوصول إليها، فلم يكن أمامهم سوى إبلاغ قوات الشرطة، خاصة ومر شهر تقريبا على اختفاء ربة المنزل وأولادها، ومع تعدد البلاغات تحركت أجهزة الأمن الفرنسية للبحث عنهم، حيث توجهت قوة إلى منزلها وكانت المفاجأة فى انتظار رجال الشرطة.


فور وصول قوات الأمن إلى باب المنزل، استقبلتهم رائحة كريهة، جعلتهم يستدعون على الفور متخصصين من المعمل الجنائى، الذين حضروا من أجل بدء المعاينة ومعرفة مصدر تلك الرائحة، والتى جعلت الجميع يرتادون أقنعة على وجوههم خوفًا من الاختناق، وكانت البداية بمحاولات طرق الباب دون وجود أى استجابة.

 

ذلك الأمر دفع رجال الشرطة إلى اللجوء إلى كسر باب الشقة، ومن ثم بدأوا فى البحث عن مصدر الرائحة الكريهة التى كانت منتشرة فى أغلب غرف المنزل، حيث تبين لقوات الأمن أن المنزل لم يكن مرتبًا نهائيًا، والعلامات الأولية تشير إلى أن أصحابه هجروه فجأة دون سابق إنذار، ومع البحث فى أغلب الغرف تعذر فى البداية معرفة مصدر تلك الرائحة المنتشرة فى الشقة.

 

قتل وانتحار

كانت آخر غرفة كما تقول الشرطة، هى الحل للغز تلك الرائحة، حيث عثر رجال الأمن أخيرا على الأطفال ووالدتهم، ولكن كان الجميع فى حالة صدمة من المنظر البشع، حيث وجدوا الأم ممددة على الفراش، بينما أولادها الأربعة وهم 3 فتيان وفتاة ممدين على السرير المجاور.


كانت الصدمة نابعة من منظر الجثث التى وجدوها متحللة جميعًا، ويرتدون كافة ملابسهم، وفى ذلك الوقت بدأت عمليات فحص الجثث، لمعرفة ما إذا كانت الإصابات الظاهرية يمكن أن تؤدى سريعًا لتقرير مبدئى يشير إلى سبب الوفاة الجماعى، ولكن كان التحلل عائقًا أمام أى محاولات لكشف الأسباب الأولية للحادث.

 

ذلك الأمر استدعى رجال الشرطة للبدء فى نقل الجثامين الخمسة إلى المشرحة للبدء في التشريح، وسط ذهول من كافة المقيمين فى العقار، حيث تبين من ذلك المنظر أن هؤلاء توفوا جميعًا لمدة تقارب الشهر، دون أن يشعر بهم أحد أو يفتقدهم أى شخص، ولكن رجال الشرطة وضعوا تصورًا مبدئيًا طبقا لأقوال الشهود.

 

كانت الترجيحات المبدئية تشير إلى أن السبب الرئيسى فى وفاة الأطفال ووالدتهم بهذه الطريقة، يمكن أن يكون عائدا إلى قيام الأم بإعطائهم عقاقير خطرة، ومن ثم انتحرت بعد أن تأكدت من وفاة أولادها الأربعة، كما وضعوا فرضية أخرى تشير إلى أن السيدة يمكن أن تكون قد قتلت أولادها أولا، ثم قامت بعدها بالانتحار بتناول أدوية تؤدى إلى هبوط فى الدروة الدموية بسبب التسمم.

ونشرت وسائل الإعلام الفرنسية بيان الأجهزة الأمنية حول الحادث حيث قال نائب المدعى العام بوريس دوفو؛ «إن الأجهزة الأمنية قد عثرت داخل شقة فى مدينة غرونوبل شرق فرنسا على جثث 4 أطفال وامرأة هى فى الغالب والدتهم.


وأكد مكتب المدعى العام؛ أن فرق الإنقاذ توجهت إلى الشقة بعد تلقيها بلاغات عن أشخاص لا يردون على النداءات، مؤكدًا أن عناصر الإنقاذ ما لبثوا أن عثروا على «خمس جثث متحللة فى شقة لا تتوافر فيها الشروط الصحية»، موضحًا أن الجثث تعود إلى أربعة أطفال تبلغ أعمارهم ثلاث سنوات، وثماني، وعشرة، واثنتى عشرة، وإلى امرأة فى التاسعة والثلاثين من عمرها.

 

وقال نائب المدعى العام، «إن التحقيقات الأولية ترجح أن الأطفال تعرضوا للقتل وأن الأم انتحرت بتناول عقاقير خطرة، لكن التحقيقات مازالت جارية، مضيفًا أن الفرضية الثانية تشير إلى سبب وفاة الجميع يعود إلى تناول المتوفين لأدوية خطرة، لافتًا أنه تم العثور على جميع الجثث فى نفس الغرفة، وكان الأطفال، وهم 3 فتيان وفتاة، ممددين على فراش».