فى الذكرى 123 لصدوره..

خبير آثار يرصد تاريخ الجنيه المصري وقيمته منذ عام 1836

صورة موضوعية
صورة موضوعية

فى الذكرى 123 لصدور الجنيه المصري، أصدار البنك الأهلي المصري الأوراق النقدية لأول مرة في 3 أبريل 1899.

وأكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن الجنيه المصري هو الوحدة الأساسية الحالية للعملة في مصر، وينقسم الجنيه إلى 100 قرش أو 1000 مليم صادرة عن البنك المركزي المصري، ويستخدم رمز الأيزو 4217 للإشارة إلى الجنيه المصري بالأحرف EGP، ولقد تم إقرار إصدار الجنيه المصري عام 1834م، وتم صكه وتداوله عام 1836م.

وأشار الدكتور ريحان إلى عدم وجود وحدة نقدية محددة تمثل أساسًا للنظام النقدي في مصر منذ بداية تداول العملات الذهبية والفضية في مصر وحتى عام 1834 وفي عام 1834 صدر مرسوم خديوي بشأن مشروع قانون برلماني لإصدار عملة مصرية جديدة تستند إلى نظام المعدنين (الذهب والفضة)، ليحل محل العملة الرئيسية المتداولة آن ذاك وهو القرش. وبموجب هذا المرسوم أصبح سك النقود في شكل ريالات من الذهب والفضة حكرًا على الحكومة وفي عام 1836 تم سك الجنية المصري وطرح للتداول.

ونظراً لعجز دور السك المصرية عن تلبية احتياجات المعاملات الكبيرة والتجارة الخارجية، وبسبب استخدام عملات أجنبية لهذا الغرض فلقد تم تحديد أسعار الصرف بقوة القانون بالنسبة للعملات الأجنبية المقبولة في تسوية المعاملات الداخلية، ولقد أدت التقلبات في قيمة الفضة بالإضافة إلى اعتماد معيار الذهب من جانب معظم الشركاء التجاريين لمصر وبخاصة المملكة المتحدة إلى تطبيق معيار الذهب وذلك على أساس الأمر الواقع، وبعد ما يقرب من ثلاثين عامًا من تطبيق نظام المعدنين.

 

وواصل القرش تداوله بحيث يعتبر 1/100 من الجنيه، مُقسمًا إلى 40 "بارة"، وفي عام 1885 أوقف إصدار البارة، وأعيد تقسيم القرش إلى عشر أجزاء سميت بـ «عشر القرش»، حتى تم تغيير الاسم في عام 1916 إلى «مليم».

ونوه الدكتور ريحان إلى أصدار البنك الأهلي المصري الأوراق النقدية لأول مرة في 3 أبريل 1899 وتم توحيد البنك المركزي المصري والبنك الأهلي المصري في البنك المركزي المصري في عام 1961.

 

تم تثبيت سعر الصرف الرسمي مع العملات الأجنبية الهامة بقوة القانون، مما أعطاه قبولًا في المعاملات الداخلية، وقد أدى هذا لتقييم الجنيه المصري عن طريق معايير الذهب المتعارف عليها آن ذاك، بحيث كان الجنيه المصري = 7.4375 جرامًا من الذهب، واستخدم هذا المعيار ما بين عام 1885 وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914، حيث تم ربط الجنيه المصري بـالجنيه الاسترليني بحيث كان الجنيه الاسترليني = 0.975 جنيهًا مصريًا.

 

وظل الجنيه المصري مرتبطًا بالجنيه الاسترليني حتى عام 1962، حيث تم ربط الجنيه بـالدولار الأمريكي عند مستوى 2.3 دولارًا لكل جنيه مصري، ثم تغير سعر الصرف في عام 1973 إلى 2.5555 دولارًا لكل جنيه مصري بعد انهيار الدولار بعد حرب أكتوبر، وفي عام 1978 تغير سعر الصرف إلى 1.42857 دولارًا لكل جنيه مصري (1 دولار = 0.7 جنيها مصريًا) وذلك بعد انخفاض قيمة الجنيه المصري، وتم تعويم الجنيه جزئيًا عام 1989 بحيث أصبح الدولار = 3.3 جنيها، إلا أن البنك المركزي كان مسيطرًا على الصرف الأجنبي بحيث يحافظ على قيمة شبه ثابته للجنيه، إلى أن تم تعويم الجنيه بشكل كامل في عام 2003.

 

توج البنك المركزي المصري جهوده في مجال إصدار النقد بإنشاء دار لطباعة النقد بدلاً من طباعتها في الخارج، ولقد بدأت طباعة الفئات المختلفة في الأول من ديسمبر من عام 1968 كما قام البنك أيضا بطباعة بعض العملات العربية لصالح بنوكها المركزية.

 

وفي ضوء الاحتياج المتزايد لأوراق النقد بغرض تسهيل المعاملات الناجمة عن نمو النشاط الاقتصادي وبخاصة عقب تطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادي، أصدر البنك المركزي المصري فئات نقدية كبيرة هي (100جم، 50 جم، 20 جم) حيث أصدر فئة الـ 20 جم في مايو عام 1977 وفئة الـ 100 جم في مايو 1979 وفئة الـ 50 جم في مارس 1993.

 

وعن شكل الجنيه المصرى حاليًا أشار الدكتور ريحان إلى وجود جامع قايتباي الكائن بشارع جامع قايتباي بالروضة بمنطقة آثار مصر القديمة على الوجه، وقد بناه السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي بين أعوام 886هـ/1481م - 896هـ/1491م.

 

وفي ظهر العملة يوجد معبد أبو سمبل الذي نُحت في الجبل في عهد الملك رمسيس الثاني كنصب تذكاري له هو وزوجته الملكة نفرتاري للاحتفال بذكرى انتصاره في معركة قادش ولردع المتمردين في جنوب مصر.

 

اقرأ أيضًا.. استقرار أسعار العملات الأجنبية في ختام تعاملات اليوم السبت