نسمة عبد العزيز: مش عايزة أكون «نجمة»!

نسمة عبد العزيز
نسمة عبد العزيز

عصام عطية

على أنغام "الماريمبا" تأخذنا نسمة عبدالعزيز، لتحلق بنا مع عزفها فى فضاء الكون، وهى تتراقص وتتهادى مع حركات أناملها، فهى ليست مجرد عازفة على آلة الماريمبا بل عاشقة لها، بينهما لغات مشتركة الماريمبا تمنحها الاحساس، ونسمة تعطيها الحب.


تُدخل نسمة عليك سعادة غامرة وهى تعزف أينما كانت، ورغم نجوميتها وحفلاتها كاملة العدد، إلا أنها فى حفلات الموسيقار الكبير عمر خيرت تجدها فى آخر صفوف الموسيقيين، فما السر؟ وما حكاية ارتباطاها الفنى بموسيقى عمر خيرت؟..

< ما حكايتك مع الموسيقار الكبير عمر خيرت؟

ـ عمر خيرت نعمة من عند ربنا، هو إنسان جميل، وأى إنسان يتمنى أن يكون قريبا منه، الناس عرفته من خلال موسيقاه، أما على المستوى الشخصى، فهو أجمل من موسيقاه بكثير، أنا أحبه جدًا وأعطانى فرصة كبيرة بعزف موسيقاه أمام جمهوره الكبير، وهو الذى سهل علىّ خطوات كثيرة جدًا فى حياتى منذ بداياتى.

 

< هل أضاف عمر خيرت لنجمة لها حفلاتها وجمهورها؟

ـ كفاية أن تنظر إليه لتتعلم منه، إنسان متواضع وبسيط، أتعلم من موسيقاه وأتعلم من حضوره على المسرح، ومن بساطته فى الحياة، فهو متواضع للغاية، تعلمت منه الوقوف على خشبة المسرح وأعطانى خبرة كبيرة من خلال حفلاته.

 

< ما شعورك وأنت تقفين فى نهاية الصفوف بحفلات عمر خيرت؟

ـ كل واحد من الموسيقيين الذين يعزفون مع الموسيقار عمر خيرت، نجم، كل واحد نجم فى مكانه، وعمرى ما رأيت أن ذلك يقلل منى أو شيء سيئ بالعكس، كلنا مثل بعض فى الآخر، ولا يوجد فى الفريق نجم، لأن تعريف النجم هو الشخص الذى يقف فى مكانه ويعزف جيدًا ويحبه الناس، وأنا عمرى ما نظرت لنفسى كنجمة ولا أريد أن أكون نجمة، وشرف لى أن أقف مع هؤلاء الفنانين وأكون جزءا من كيان عمر خيرت.

< هل هناك تجديد فى الموسيقى التى تقدمينها فى حفلاتك؟ 

ـ طوال الوقت هناك تفكير مستمر، أنتهى من حفل وأجهز للحفل التالى، أريد صناعة موسيقى جديدة وأفكار مبتكرة، فمن يقف فى مكانه لا يتحرك ولا ينجح، وأنا حركتى سريعة، وعقلى مشغول طوال الوقت، وأحب التجديد، وتقديم الموسيقى المختلفة للجمهور، وفى كل حفلاتى أقدم توليفة مختلفة من الموسيقى، شرقى وغربى وشعبى ومودرن، أعشق التجديد وأعشق الموسيقى المختلفة والأفكار "المطرقعة"، وأواجه دائمًا نقدا شديدا، فعندما لعبت موسيقى "كراكشنجى" البعض استغرب كيف سألعبها على الماريمبا، كانوا مستغربين للغاية، لكننى قدمتها بشكل مُعاصر. 

< وهل النقد جعلك ترجعين خطوة للخلف؟

ـ أبدًا، لقد قالوا لى لا يجب تقديم كذا نوع من الموسيقى فى الحفل الواحد، أنت تقدمين موسيقى غربى، لكننى أصررت على ذلك، ونجحت وكثيرون بدأوا تقليد الفكرة بعدى.

 

< ما آخر مقطوعاتك الموسيقية؟

ـ أنوى تقديم فكرة مجنونة لأغنية "زحمة يا دنيا زحمة" مدخلها مع موسيقى أغنية "شنكلوه"، وهى أغنية "جاز"، شعرت أنها متماشية مع الماريمبا، دائمًا أسعى للأفكار غير التقليدية، والشرقى بالنسبة لى أصعب من الغربى، لكن أحبه كمستمعة وجميعنا كمصريين نحبه للغاية، وأنا أحب أم كلثوم وعبدالحليم حافظ طبعًا، وأول موسيقى شرقى لعبتها كانت "أنت عمرى"، وواجهت نقدا كبيرا جدًا حتى قبل أن يسمعها الناس، ولكن فعلتها وقدمت بعدها "ألف ليلة وليلة" و"أكدب عليك".

 

< ما طبيعة العلاقة بينك وبين الماريمبا؟

ـ هى كل حاجة بالنسبة لى، كل إنسان ربنا أعطاه شيء فى حياته، وأنا ربنا أكرمنى بالماريمبا أُخرج  فيها مشاعرى، وأنا حزينة أو سعيدة، الماريميا طاقتى، كل يوم أذاكر لأخرج طاقتى بها، أنا لا أرى نفسى فى الفيديوهات، البعض يقولون لى أنت ترقصين وأنت تعزفى، والحقيقة أننى فى حياتى لا أفعل هذه الأشياء، هى حركات نابعة من داخلى أنا ولا أفكر أثناء العزف كيف سأتحرك، فأنا أشعر أن الذى يُحركنى هو صوت الماريمبا.

 

< هل هناك عازفات ماريميا جدد سنشاهدهن السنوات المُقبلة؟

ـ لدينا فى الكونسرفتوار فصول إيقاع غير طبيعية، والحمد لله الناس صدقت الماريمبا وعشقتها، وأكيد سيكون هناك عازفات وعازفون متميزون لهذه الآلة العظيمة.

 

< هل ساهمت الأوبرا فى نجاحك من خلال حفلاتها؟

ـ طبعًا لا أنكر فضل دار الأوبرا المصرية على مشوارى الفنى، وربنا أكرمنى بحفلات فى أماكن لا يتوقعها أحد، والناس عرفونى فى أماكن مختلفة بجميع محافظات مصر، ناهيك عن مهرجان القلعة، الذى عزفت فيه لأول مرة مع الأوركسترا، فالأوبرا أعطتنى أول فرصة عندما عزفت أول كنشرتو أول حد يقدمه فى الشرق الأوسط، الأوبرا بيتى تربيت فيها منذ أن كنت فى الثانوية العامة، وحاليًا الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، تعتبر مثلا أعلى لى، أتعلم منها فى حفلاتها، وفى نفس الوقت هى إنسانة بسيطة، وكانت هى المشرفة على رسالتى الماجيستير والدكتوراه لى.

 

< هل أنت موظفة فى الأوبرا؟

ـ لا أنا دكتورة فى الكونسرفتوار، وكنت عضواً فى أوركسترا أوبرا القاهرة. 

 

< هل العائد المادى فى الأوبرا مثل الحفلات الخارجية؟

ـ الأوبرا جزء منى، أعطتنى الكثير وشرف لأى فنان العمل داخلها، والوقوف على مسارحها، وأنا أتمنى تقديم حفلات داخلها طوال الوقت.

 

< هل طلبت عائدا ماديا أكبر ورفض المسئولون فى الأوبرا؟

ـ صراحة لم أطلب، وخصوصًا من الدكتور مجدى صابر، رئيس دار الأوبرا.

 

< ألـم تفكــري فـــى تقــــديم ألبـــومات لمقطـوعـاتك الموسيقية؟

ـ أه طبعًا، لكن الزمن الآن اختلف، أنا قدمت موسيقى كثيرة وكليبات متعددة، لكن الجمهور لم يعد لديه الوقت، جاءتنى فرص كثيرة من شركات إنتاج لتقديم ألبوم ورفضتها، لأنهم أرادوا أن يتحكموا فى ذوقى الموسيقى، لكننى رفضت أن أتنازل عن "مزيكتى"، وكنا ننتج الموسيقى بنفسنا ولم أتنازل عن أى شىء أنا مُقتنعة به.

 

< لكن شباب المهرجانات يحققون الملايين من نسب المشاهدات؟

ـ أنا لا أجرى وراء المشاهدات، كما أننى لا أحب الفلوس الكثيرة، فهى ليست طموحى، وأنا لا أضع "ميكب" أو رتوش على وجهى، أثناء عزفى، وإذا ربنا كتب لى شيء سأحصل عليه، يهمنى فقط الناس تنبسط وأُدخل الفرحة والابتسامة على قلوبهم.

 

< هل يتم الاستعانة بك من قبل كبار المطربين عند تسجيل أغانيهم؟

ـ كثيرون، وشرفت بالعمل مع مطربين كبار منهم محمد منير، ومدت صالح، وعلى الحجار، وقدمت موسيقى أفلام كثيرة، منها فيلم "رسائل البحر"، وقدمت حفلات الموسيقار راجح داود.

 

< ما الفرق بين موسيقى راجح داود وعمر خيرت؟ وأيهما أقرب لقلبك؟

ـ راجح له موسيقاه الخاصة وعمر أيضًا، مستحيل المقارنة بينهما.

 

< لكن لماذا الحظ لم يحالف راجح مثل خيرت؟

ـ لأنه قليل الحفلات، والدكتور راجح يعزف مع الأوركسترا أيضًا، وحينما يقدم حفلاً يكون كامل العدد أيضًا.

 

< ماذا عن علاقتك مع الموسيقيين على المسرح؟


ـ فرقتى هم إخوتى، أما العازفون الكبار فهم أساتذتى، هؤلاء نعمة من الله، ربنا أكرمنى بأساتذة كبار عملت معهم وتعلمت منهم الكثير.

 

< هل هناك مقطوعات موسيقية جديدة لشهر رمضان؟

ـ أكيد سأقدم شيء جديد لشهر رمضان، فقد قدمت من قبل "رمضان جانا" و"حالو ياحالو" بشكل الجاز، وسأسعى لتقديم مقطوعة جديدة هذا العام.