500 نوع لا تعرف مصر منها سوى 50 فقط

لغز «المجهول» أغلى أنواع التمر

أنواع التمر
أنواع التمر

قبل أيام من انطلاق شهر رمضان الكريم، شهدت الأسواق إقبالا كبيرا من جانب المواطنين لشراء السلع الغذائية، خصوصا التمور التى لا تخلو منها أى مائدة رمضانية، كونها تساعد الجسم على تعويض ما فقده خلال فترة الصيام.. وفى هذا التحقيق نلقى الضوء على أنواع التمور المختلفة وأسعارها..

 

على الرغم من أن جميع أنواع التمور مفيد للجسم، فإن هناك بعض الأنواع - التى يطلق عليها الفاخرة - تحتل النصيب والشهرة الأكبر عالميا ومحليا، وقد التقت «آخرساعة» بعض المختصين فى مجال التمور للتحدث عن أنواع التمور الفاخرة وأسعارها والفئات المستهلكة لها وكيفية استغلالها فى زيادة موارد مصر والمنافسة عالميا.

يقول الدكتور أشرف الفار، الأمين العام للاتحاد العربى للتمور بجامعة الدول العربية، إن التمور أنواعها عديدة تصل إلى 5000 نوع حسب تصنيف منظمة الفاو العالمية، ولكن تشتهر مصر بحوالى 50 نوعا فقط، أعلاها قيمة غذائية هو تمر المجدول والبرحى اللذان تتوسع الدولة حاليا فى زراعتهما ضمن المشروع القومى لزراعة 5 ملايين نخلة، كما أن القطاع الخاص يتوسع فى زراعتهما بحد أقصى 2 مليون نخلة، بجانب عدد النخيل الموجود فعليا وهو 15 مليون نخلة، أى أن عدد النخيل الذى سيكون موجودا فى مصر فى غضون 3 إلى 5 سنوات سيصل إلى 22 مليون نخلة لتوفر كل أنواع التمور وتحقيق الاكتفاء الذاتى وفتح باب التصدير للخارج بشكل وافٍ، حيث يصل حجم التصدير حاليا إلى 50 ألف طن من مختلف أنواع التمور ويصل حجم الاستيراد إلى 150 ألف كيلو.

 

وتتربع مصر حاليا على عرش الإنتاج الخاص بالتمور لكن معظم الإنتاج يكون للتمور الرطبة مثل البلح الزغلول والأمهات، والتى يتم العمل حاليا على تطويرها وإدخالها فى العديد من الصناعات الغذائية المختلفة لتعظيم قيمتها الغذائية مثل المربات، الحلويات، العصائر، والعجوة، فضلا عن التوسع أيضا فى صناعة بودرة التمر عن طريق وضع التمور الجافة فى أفران خاصة ثم تمريرها لعملية الطحن لتتحول إلى بودر حلو المذاق وليس له نكهة مما يسمح له بالدخول فى الكثير من الصناعات الغذائية كبديل آمن للسكر، مشيرًا إلى أن أسعار التمور عموما تناسب جميع الفئات، حيث تتراوح بين 5 و200 جنيه للكيلو الواحد حسب نوع الثمرة وحجمها ومنشئها والقيمة الغذائية والعلاجية التى تحتويها.

المجدول

ويعتبر تمر المجدول أو كما يطلق عليه فى بعض الدول «المجهول» من أغلى الأنواع بحيث يتراوح سعره بين 150 و200 جنيه للكيلو، وسعره عالميا يتراوح بين 3 و12 دولار للكيلو، ويحتل المجدول المرتبة الأولى فى التمور الفاخرة دوليا وعالميا، وهو عبارة عن سلالة من النخيل تم استيردها من الخارج بعد أن نشأت لأول مرة فى المغرب، وكانت حكرا على المغرب، ثم وصلت إلى كاليفورنيا ثم الإمارات ومصر والسعودية وبدأت فى الانتشار فى أنحاء العالم العربى وكل العالم.

 

وتنتج مصر من المجدول نحو10 آلاف طن سنويا بأحجام مختلفة لمنافسة الأسواق العالمية، فيوجد منه «سوبر جامبو وجامبو ولارج وميديم واسمول» وذلك بعد توجيهات القيادة المصرية بزراعة أكثر من 2.5 مليون نخلة للمجدول، وحتى الآن تم بالفعل زراعة 1.4 مليون نخلة فى الوادى الجديد وشرق العوينات وتوشكى ودخل منها مرحلة الإثمار حتى الآن 200 ألف نخلة، لأن النخيل يحتاج لـ3 سنوات حتى يبدأ الإثمار، وعلى هذا المنوال سيتم إثمار 100 ألف نخلة كل عام حتى إنقضاء فترة الـ5 سنوات المعتمدة بخطة الزراعة ليتحقق بعدها توافر كميات ضخمة من المجدول بمصر يسمح له بالتصدير لكل دول العالم، حيث إن التصدير فى الوقت الحالى يتراوح من 5 - 8 آلاف طن والاستيراد لا يتعدى الألف طن ويكون من بعض الأنواع المختلفة فى الطعم والشكل والحجم من المجدول وغالبا يكون من الأردن والسعودية التى تتميز باختلاف نوع المناخ ونوع التربة ومدى قربها من سطح البحر وارتفاع نسبة الأكسجين بها، التى كلما زادت كان طعم المنتج مميزا.

 

يتابع: السبب وراء جعل المجدول من أفخر أنواع التمور على مستوى العالم وأكثرها قبولا، هو احتواؤه على قيمة غذائية عالية من الكربوهيدرات والسكريات الأحادية والثنائية بالإضافة للأملاح والمعادن ومادة السيلنيوم والكثير من المغذيات الأخرى التى يحتاجها الجسم لتقويم حياة الإنسان بالشكل الصحيح، أما سبب ارتفاع سعر الثمرة مقارنة بأنواع التمور الأخرى فهو جودة الثمرة وكبر حجمها ومذاقها المختلف ولونها الداكن الذى يسهم فى الإقبال الشديد عليها، كما أن تسويق المجدول على مستوى العالم نال شهرة كبيرة جعلته يتربع على عرش التمور.

عجوة المدينة

ويوضح الدكتور أشرف الفار أن التمور السعودية وأشهرها عجوة المدينة تحتل المرتبة الثانية ضمن التمور الفاخرة وذلك بسبب حرص المسلمين على اتباع السنة النبوية الشريفة، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى حديثه الشريف: «من تصبّح بسبع تمرات من عجوة المدينة لم يضره سمٌّ ولا سحر»، يليها السجعى والسكرى، مشيرا إلى أن زراعة جميع أنواع التمور تتمركز بصفة عامة فى ربوع مصر سواء كانت التمور جافة أو نصف جافة أو رطبة، وتزرع الرطبة فى الدلتا وتمثل 52% من إنتاج مصر، أما النصف جافة فيزرع معظمها فى الوادى الجديد وسيوة، والجافة تزرع فى الصعيد وأسوان.

الاستهلاك فى رمضان

ونوه الأمين العام لاتحاد التمور بأن استهلاك المصريين للتمور خلال شهر رمضان فقط يتعدى الـ30% من حجم إجمالى إنتاج مختلف أنواع التمور طوال العام أى ما يعادل نصف مليون طن، ويكون معظمها من التمور الجافة التى تأتى من أسوان وتعرف بالخشاف، وذلك لأن ثقافة تناول المصريين للتمور لا تزال تظهر بقوة فى رمضان فقط ونتمنى أن تتغير هذه الثقافة والحرص على تناول التمور طوال العام لما لها من فوائد عظيمة على الصحة والجسم بالكامل بداية من الشعر وحتى أظافر القدم.

سر ارتفاع الأسعار

من جانبه، يرى مجدى جادو، استشارى تطوير وتدريب بإحدى مجموعات شركات التمور، أن جميع أنواع التمور تقدم الفوائد التى يحتاجها الجسم، لكن اختلاف الأسعار وارتفاعها يكون غالبا للأنواع المستوردة أو الفاخرة نتيجة لتداولها كنوع من الهدايا القًيمة التى تقدم للملوك والرؤساء والطبقات العليا فى المجتمع، وكذلك العريس الذى يتقدم للخطبة او الزواج، فيحرص على تقديم أنواع تمر فاخرة للعروسة فى شهر رمضان، خاصة أن هذه التمور يتم تقديمها بطرق مبتكرة تنال إعجاب كل من يتذوقها، فيوجد تمور محشوة بخلطات منوعة مثل الشيكولاتة والكريمات المتنوعة، وكذلك المكسرات بما فيما عين الجمل والكاجو والفستق وغيرها.

 

وأوضح أن أسعار التمور الفاخرة حتى وإن كانت مرتفعة نسبيا عن غيرها، فطرق تقديمها فى علب فاخرة وبشكل محدد يزيد من قيمتها المالية إلى الضعف أو أكثر. فعلى سبيل المثال كان سعر الكيلو من عجوة المدينة منذ سنوات يصل إلى 500 ريال سعودى أى ما يعادل 2000 جنيه مصرى، لكن مع قلة الطلب والاستيراد قل السعر عن ذلك، ليصل فى الوقت الحالى إلى ما يقرب من 500 جنيه، لكنه يزيد عن ذلك ويتعدى الـ 1000 جنيه فى حالة تقديمه كهدية وتزينه بالطرق السابق ذكرها.


وتأتى العنبرة فى الفئة الثالثة من التمور الفاخرة بعد المجدول وعجوة المدينة، كونه يتمتع بقيمة غذائية عالية، لكنه نادر الفصيلة ويصعب الحصول عليه لذا فهو باهظ الثمن فقد يصل إلى 500 جنيه.

الأنواع العلاجية

وأضاف جادو أن هناك أنواعا أخرى من التمور الفاخرة لكنها أقل نسبيا فى السعر، فهناك ما يعرف بـ«نبتة على» التى تتميز بطعمها الفريد بجانب قيمتها الغذائية الكبيرة والشفائية وسعرها يصل إلى 200 جنيه، أما تمر «السكرى المفتل» فيعزز صحة القلب وعلاج مشكلات الأنيميا والجهاز الهضمى ويمنع تسوس الأسنان، لذا يزيد الإقبال عليه لاستخدامه كعلاج ووقاية من الأمراض ويصل سعره لـ100 جنيه.


ويتميز تمر الخضرى بجودته وقيمته الغذائية وكبر حجمه ووفرة إنتاجه، حيث يصل إنتاج النخلة الواحدة منه إلى 350 كيلو تقريباً، ويتميز بقدرته على البقاء لفترة طويلة ومقاومته الحرارة ولونه الأسود الذى لا يتغير مع التخزين، كما أنه مناسب لمرضى السكرى ويصل سعره لـ150 جنيها.


مصر تنافس محليا

من جانبه، يؤكد أيمن عادل، صاحب أحد مصانع التمور، أن مصر أصبحت الآن تنافس منتجات التمور العالمية من خلال العديد من المصانع التى تم إنشاؤها فى منطقة الواحات البحرية التى يزيد عددها على 60 مصنعا، وقد أصبح تمر المجدول والبرحى من أكثر الأرقام إنتاجا بهذه المصانع بالإضافة لبلح الواحات.


ويتم إنتاج تمر الواحاتى ليعادل المجدول وينافسه بسعر أقل يتراوح بين 50 و60 جنيها للكيلو فى السوق المحلية كما يمكن الاحتفاظ به لفترات طويلة عن طريق التبريد أو التجميد، كما يتوافر أيضا بلح الواحات «المكيس» أى الذى يتم وضع ثمراته داخل أكياس وهو لا يزال على النخلة لحمايته من الأتربة وعوامل الجو والحشرات ويتم حفظه فى ثلاجات حفظ الفاكهة المبردة ثم يعبأ مباشرة دون أن يغسل ويمكن الاحتفاظ به لمدة عام.

 

فيما يؤكد الدكتور أحمد محمد عبدالله، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية ورعاية النخيل بالواحات البحرية، أن تمر البرحى أصبح يزرع فى مصر بكفاءة عالية ويتم تصديره للخارج طازجا فقط وبمواصفات محددة من حيث الحجم والمذاق وبسعر يتراوح بين 2 و5 دولارات، كما أن أشهر صنف يزرع فى مصر هو تمر السيوى أو الصعيدى ويمثل 95% من الصادرات حيث يتم تصدير من 40 إلى 50 ألف طن سنويًا للمغرب وإندونسيا وماليزيا.