بسبب هلال رمضان.. معركة ساخنة بين المشايخ والمماليك

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

من منطقة بحر قزوين بغرب آسيا، قام السلطان قلاوون بشراء عدد من المماليك لتدين له بالولاء والطاعة حتى يضمن الحفاظ على السلطنة له ولأبنائه من بعده.

 

وقد أطلق على هؤلاء المماليك الجدد «المماليك الجراكسة» نسبة إلى أصولهم التي ينتمون إليها كما أطلق عليهم فيما بعد «المماليك البرجية» نسبة إلى القلعة التي عاشوا فيها لوقت طويل، فعندما حضروا إلى مصر قاموا بالمعيشة داخل القلعة وعدم النزول منها نهائيا. 

 

وقد حرص السلطان قلاوون على تربية هؤلاء المماليك التربية العسكرية والدينية في وقت واحد حتى أصبحوا ذو ثقافة عالية.

 

وعندما توفي السلطان قلاوون جاء ابنه الأشرف خليل خلفا له وسمح لهؤلاء المماليك بالنزول من القلعة أثناء النهار والعودة ليلا وبعد مدة أصبح أعداد الجراكسة في تزايد مستمر حتى توغلوا في الجيش وأصبحوا قادة وأمراء وذو رتب عسكرية عالية حتى أن كل سلطان يأتي إلى الحكم يعاملهم معاملة حسنة خوفا منهم والانقلاب عليه.

 

وفي عصر السلطان الغوري حدثت صراعات حادة بين الجراكسة وشيوخ الأزهر حول استطلاع هلال رمضان، فأعلن الوالي والجراكسة أنهم رأوا الهلال وأعلنوا عن قدوم شهر رمضان وهلل الناس وأوقدوا المشاعل والمصابيح.

 

فغضب المشايخ غضبا شديدا فكيف يعلنوا عن قدوم شهر رمضان دون الرجوع إليهم بصفتهم علماء ومشايخ الأزهر فانطلقوا إلى الشوارع يطالبون الجميع بإطفاء المصابيح وتعنيفهم  لتصديقهم للجراكسة ويؤكدون على عدم ظهور هلال رمضان بعد.

 

فاستجاب الناس وأغلقوا المصابيح الأمر وهو ما أغضب الجراكسة وعادوا إلى الشوارع ومعهم أعداد كبيرة من الجنود وأرغموا الناس على إضاءة المشاعل والمصابيح فصاح المشايخ معترضين على هذا فأغلق الناس المصابيح مرة أخرى.

 

وتصاعد الموقف وأمسك أحد الجراكسة بأحد المشايخ وأخذ يجذبه من لحيته فما كان من الشيخ سوى ضربه بالحذاء واشتبكا بالأيدي وتدخل باقي المشايخ في صراع مع المماليك وأصبحت معركة حامية بين المماليك والمشايخ حتى علم السلطان بأمر هذا الصراع.

 

وعلى الفور أمر السلطان الغوري بحضور الجراكسة والمشايخ إلى القلعة وامتثلا أمامه المشايخ بعباءتهم الممزقة والجراكسة فأصبح السلطان في وضع حرج، خصوصا أنه لا أثر فعلا لهلال رمضان في السماء ولكنه إذا خذل الجراكسة سيغضبون منه وينقلبوا عليه أما المشايخ يستطيع احتوائهم، لذا وافق على رأي الجراكسة وباتت القاهرة نصفها صائم ونصفها مفطر.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم