فكرتي

رمضان جديد!

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

بقلم: صفية مصطفى أمين

كلما جاء شهر رمضان أسأل نفسي: هل يكفى أن أصوم عن الطعام والشراب؟ أذكر نفسى ومن حولى إنه يجب أن نصوم أولا عن أكل لحم الناس. فنتركهم فى حالهم، ولا ننهش فيهم فى « الروحة والراجعة»: فنقول هذا الشخص يفعل كذا وكذا، وهذه السيدة خرجت ودخلت،  وغيره وغيره من النميمة التى لا طائل منها أو فائدة.

نحن ننهش فى أعراض الناس بلا حساب، ونتناقل أكاذيب وشائعات دون أن نتأكد من صحتها. لا نكتفى بذلك، بل نبالغ فى عيوب الناس ونشكك فى مزاياهم. نحاسبهم بقسوة، لكن إذا بدأوا يحاسبوننا نتهمهم بالجحود وضيق الصدر. إذا أهملنا القيام بواجب، ألقينا اللوم على الانشغال أو النسيان، لكن إذا أهمل غيرنا القيام بواجبه اتهمناه بالأنانية والاستهتار! ننسى دائما الأعمال الطيبة التى قام بها معظم الناس ونبالغ فى التصرفات السيئة التى قام بها بعض الناس!
أتمنى ألا نكتفى بالصلاة والصوم وقراءة القرآن، يجب أن نعود إلى المثل العليا التى نادت بها كل الكتب السماوية. نعود إلى العمل المتقن، إلى الحب لا الكراهية، إلى البناء لا الهدم، إلى التسامح لا الانتقام!

لا نتكل على الله بلا عمل! نعمل ونترك الباقى على الله. لا نتوقف للانتقام من الشخص الذى أساء إلينا، لكن نمشى فى طريقنا، ونترك لله مهمة الحساب!
أتمنى أن نجدد فى رمضان هذا العام.. وسوف يبارك الله فى صيامنا.