نحن والعالم

فرنسا لليمين دُر

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

8 أيام وتبدأ الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية، أكبر وأبرز انتخابات تشهدها أوروبا هذا العام. ويتنافس فى هذه الانتخابات 12 مرشحاً يتصدرهم الرئيس إيمانويل ماكرون الذى ترجح استطلاعات الرأى كفته رغم الإخفاقات المتعددة التى واجهته وعلى رأسها احتجاجات السترات الصفراء التى اجتاحت البلاد أواخر 2018 وتبعات كورونا التى كبدت حزبه هزيمة كبيرة فى الانتخابات البلدية عامى 2020 و2021 على التوالى.

ورغم أن البعض يرى ان موقف ماكرون الدبلوماسى من الأزمة الروسية-الأوكرانية ومحاولته مد جسر العلاقات بين موسكو وكييف قد يكون سبباً فى رفع حظوظه الا ان اكبر نقاط قوة ماكرون حقيقة هو تمثيله للتيار المعتدل فى مواجهة تيار اليمين المتطرف الذى بات يسيطر على المشهد الانتخابى الفرنسى فى ظل التراجع الحاد لليسار واليسار المعتدل الدليل على ذلك أن من يلى ماكرون فى استطلاعات الرأى مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينى المتطرف، ثم اليمينى الأكثر تطرفاً إريك زيمور المعروف بخطابات الكراهية التى تستهدف المسلمين، يليهم جان لوك ميلينشون من اليسار المتطرف، ثم المرشح اليمينى فاليرى بيكريس.. وترجّح الاستطلاعات أن تكون الجولة النهائية للتصويت فى 24 أبريل بين ماكرون ولوبان التى تعتزم إجراء استفتاء حول الهجرة وحظر الحجاب فى الأماكن العامة وسط توقعات بفوز ماكرون بما لا يقل عن 55٪ من الأصوات.

إلا ان الغياب المتوقع للكتلة التصويتية الأكبر من الناخبين المعتدلين المعارضين لماكرون، يثير مخاوف من ترجيح كفة لوبان خاصة لو قرر ناخبو المرشحين اليمينيين الآخرين التكتل خلفها ضد ماكرون.

هذا الصعود المحتمل لرئيس يمينى فى فرنسا لا يعزز فقط المد اليمينى المتصاعد فى أوروبا خلال السنوات الأخيرة ولكنه يكرس مبادئهم وعلى رأسها تعظيم القومية والعداء للهجرة والأجانب وبخاصة المسلمين هذا يعنى أن أكثر من سيدفع ثمن هذا التحول حوالى 6 ملايين مسلم يعيشون فى فرنسا ويشكلون حوالى 9٪ من سكانها، والذى من المتوقع أن يواجهوا مزيداً من التضييق وربما أعمال عنف أكثر فى السنوات القادمة.