حكايات| وجوه بشرية مشوهة.. «بيلمز» ظاهرة إسبانية تبث الرعب في القلوب

 وجوه بشرية مشوهة.. «بيلمز» ظاهرة إسبانية تبث الرعب في القلوب
وجوه بشرية مشوهة.. «بيلمز» ظاهرة إسبانية تبث الرعب في القلوب

ما بين كونها تخاطر لأرواح أرادت أن تحصل على حقها بعد قتلها أو كونها حقيقة مرعبة لأرواح ضائعة وجدت عظامها تحت الأرض أم عمل عبقري شرير للتخلص من عائلة كاملة أو حتى مجرد تخيلات.. تلك النظريات التي أحاطت بمنزل ارتبطت به أكثر الظواهر رعبا في التاريخ فتخيل أن تستيقظ يوما وتجد على جدران منزلك صور لوجوه بشرية مشوهه تنتظر منك التواصل.

 

رعب حاوط عائلة كاملة لأكثر من 30 عامًا لظاهرة شهدتها إحدى قرى إسبانيا منذ أكثر من 50 عامًا ظلت لغز حتى الآن يرفض البوح باسراره وصندوق اسود لخفايا لعنة تاريخية وطلاسم عجز الجميع عن فكها لتكون النهاية أن تعيش عائلة في منزل الوجوه تحارب منفردة ماضي أسود يعيش تحت الأرض لجثث بدون رؤوس تظهر كرسومات على جدران منزل ماريا جوميز.

 

كشفت اللعنة عن نفسها في 23 أغسطس من عام 1971 في إحدى منازل مدينة بيلمز الإسبانية، وتحديدًا في منزل عائلة ماريا جوميز فإذا كنت من أصحاب القلوب الحديدية فإليك تذكرة الرعب إلى إسبانيا مع لغز «وجوه بيلمز».

 

 

يبدو من الخارج أنه منزل أثري قديم قد أهلكله الزمن ولكن من الداخل هو جنة أسرة صغيرة مكونة من أم تدعى ماريا جوميز بيريرا، وأب يدعى خوان بيريرا لتريه وابنهما الذي رافق مسيرة قصتهما السعيدة والتي تحولت فجأة إلى سحر أسود مرعب ففي أحد الأيام كانت ماريا تعد طعام العشاء في منزلها وبدأت وجوه مشوهة تظهر على أرضية المنزل الإسمنتية لتظن في البداية أنها مجرد أوهام نتيجة تعب مفرط.

 

ولكن رغم غسل وجهها لتنشيط الرؤية مع المسح على عينيها ظلت الصورة ترافقها أينما ذهبت ليجد الخوف طريقه إلى قلبها ويدب الرعب أبواب منزلها الأثري وانتظرت في صمت حتى يعود زوجها لتتأكد أن هذا الوجه يظهر للجميع وليست مجرد خيالات ارتبطت بها وفي واقعة صادمة وقفت الزمن في عقل زوجها وكأن الأحداث لم تمر ليسمع صوت من بعيد ينادي لتكون زوجته التي تخرجه من ثباته عند رؤيته للوجوه، بحسب موقع «Dawn».

 

هنا قرر الأب وابنه تكسير أرضية المنزل الإسمنتية وبنائها من جديد في محاولة للتخلص من هذه الوجوه المرعبة وانتشر الخبر في المدينة أن منزل «ماريا» به لعنة والأب وابنه تخلصا منها بتغيير أرضية مطبخ المنزل ولكن ما هي إلا أيام قليلة حتى ظهر الوجه من جديد وليس هذه المرة ليس وحيدا ولكن ظهرت معه وجوه مشوهة لأطفال وسيدات ورجال مختلفة الأعمار على أرضية المنزل وجدرانه وكأنها ترد على فشل الحل ليسيطر الرعب على الجميع ويكون هدف المدينة هو حل لغز «منزل الوجوه».

 

 

لتكون بداية البحث عن أسرار هذه الظاهرة في التنقيب أسفل المنزل الأثري والذي يعود تاريخ بنائه إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر وتم تأسيسه على أنقاض كنيسة قديمة لتكون المفاجأة هي العثور على 3 جثث لأشخاص مقطوعة الرأس أسفل المنزل مع بقايا عظام بشرية ليتم نقل الجثث والعظام بمعرفة سلطات المدينة إلى مكان آخر واعتقد الجميع أنه بإزالة هذه الجثث والعظام تختفي ظاهرة «وجوه بيلمز» على اعتبار أن أرواح هذه الجثث القلقة هي من كانت تشكل هذه الوجوه.
 

ولكن لم يتم حل المشكلة بل زادت تعقيدا باختلاف الصور من وقت لآخر فتجد صورة طفل تتشكل فجأة وتختفي من تلقاء نفسها ليظهر وجه جديد لسيدة أو رجل ولكن الاتفاق بينهما أن جميع هذه الوجوه مشوهه وتعبر ملامحها عن الغضب أو الحزن ليتحول المنزل إلى مقصد للعلماء الذين حاولوا فك طلاسم هذه الظاهرة لتتعدد النظريات والأسباب وتكون أولى هذه النظريات هي التشكيك.

 

وقد أدعى البعض أن هذه الوجوه هي مجرد رسومات تم صنعها باستخدام بعض المواد الكيميائية المتوافرة في الصيدليات من خلال طلب منتج ألماني لإزالة البقع الخرسانية والتي تحتاج بعض الوقت للظهور لذلك تظل في البداية غير مرئية وهنا يمكن توضيح اللغز وهي ظهور الوجوه فجأة وأنها محاولة من أصحاب المنزل لكسب مزيد من المال والشهرة والاحتيال وقد تمكنوا من ذلك بالفعل.

 

 

وبحلول عام 1972 تحول المنزل إلى أحد أشهر الوجهات السياحية التي استقبلت مئات السياح، وعلى الرغم من ذلك ظلت هذه النظرية دون دليل أو إثبات حتى أن معهد «الخزف والزجاج» قام بدراسة عينات من الإسمنت والحبوب المكونة منها أرضيات وجدران المنزل وتوصلت إلى عدم وجود آثار للطلاء في أي مكان وبالتالي ذهبت هذه النظرية مع الرياح وكأنها لم تكن.

 

أما النظرية الثانية ظهرت على يد الروحانيين الذين اعتقدوا بوجود أرواح تم قتل أصحابها ظلما لتعود من جديد في محاولة للاتصال مع البشر وخاصة التواصل مع الأشخاص القريبين من مكان دفنهم لإجبارهم على التوصل إلى القاتل أو المجرم الحقيقي أو حتى للكشف عن الظروف التي تم قتلهم فيها لإثبات ما تعرضوا له من ظلم للجميع واعلموا دليلهم على نظريتهم وهو العثور على تلك الجثث مقطوعة الرأس لتكون دليل وعلامة على نظرية الأرواح المظلومة.

 

ولكن اعتمدت النظرية الثالثة على علم «الباراسيكولوجي»، الذي ظهر في أواخر القرن الـ 19 وهو علم التخاطر الذي فسر الظاهرة على أساس أن هناك إمكانية لدى النفس البشرية أنها تتواصل وترتبط بكل المحيطين بها وحولها من أرواح وكائنات وظواهر طبيعية وأن هناك انعكاسات قد تظهر على شكل رسومات أو أصوات تبين الحالة الشخصية للفرد وليظهر دليل تأكيد هذه النظرية على يد ماريا والتي ادعت أن هذه الوجوه لا تسبب لها الرعب بل تشاركها مشاعرها.

 

 

شعرت ماريا أن هذه الوجوه المشوه كانت وجوها لأشخاص يحاولون إخبارها بشيء ما أو أنهم يحاولون تعريف أنفسهم لها لأنهم ماتوا إما موتة وحشية أو لم يتم دفنهم بطريقة صحيحة لتكون هذه النظرية هي الأقرب لتفسير الظاهرة حتى القرن الـ 21 وتحديدا في عام 2004 عندما فارقت ماريا الحياة عن عمر يناهز الـ 85 عاما.

 

وظن الجميع أن بوفاة الشخص التي ارتبطت به الأرواح يعني عدم ظهور الوجوه مرة أخرى ولكن على عكس المتوقع ظلت الوجوه في الظهور حتى بعد وفاتها في ظاهرة مرعبة ظلت بلا تفسير لتترك لكل شخص حرية التفسير عن أسباب هذه الوجوه المشوهه.