باختصار

الإبقاء على كيروش

عثمان سالم
عثمان سالم

قبل ساعات من لقاء السنغال الحاسم فى داكار أمس ردد الكثيرون سؤالا حول مصير البرتغالى كارلوس كيروش المدير الفنى للمنتخب الوطنى لكرة القدم فيما لم يوفق فى التأهل لكأس العالم..

السؤال يبدو منطقيا بدرجة كبيرة ولم اتفاجأ بطرحه من الزميل الاعلامى حسام محرز فى برنامج صباح الرياضة يوم الاثنين..

وهناك حقيقة لا يمكن انكارها مفادها أنه اذا كان هناك شيء يحسب للمهندس أحمد مجاهد خلال رئاسته للجنة المؤقتة للاتحاد فهو  التعاقد مع هذا المدرب المخضرم فهو صاحب رؤية ثاقبة حتى وإن اختلف معه البعض فى بعض افكاره.. لكن الانصاف يقتضى أن نقول أن بلدياته نيلو فينجادا المدير الفنى لعب دوراً مهماً فى هذا التعاقد..

وكالعادة سنجد من يقول: لماذا نستبقى مدربا يحصل على راتبه بالدولار فى ظل الازمة الاقتصادية الطاحنة وعدم وجود ارتباطات قريبة للمنتخب وبحسبة بسيطة أتصور أن الابقاء على كيروش أرخص من تسريحه واللجوء لمدرب وطنى أو اجنبى مع بداية التصفيات الافريقية القادمة..

فعندى معلومة أن الاتحاد لن يجدد لفينجادا بعد انتهاء عقده فى مايو القادم وبالتالى سيوفر ٦٠ ألف دولار كانت تدفع شهريا دون أن نلمس انتاجا فنيا حقيقيا للرجل..

كما أننا نحتاج وبشدة للبناء على ما تحقق مع كارلوس وهو يحاول تكوين منتخب جديد يحمل بشرف أمانة الدفاع عن الوان العلم المصرى واستطاع أن يشكل قواماً جيداً خلال أشهر قليلة وتغلب على صعوبات ومصاعب جمة ما بين الاصابات والايقافات وضعف اللياقة البدنية وتشتت اللاعبين الدوليين بين الانتماءات الضيقة للاندية وهى الآفة الكبرى للكرة المصرية والتى يغذيها بعض الاعلاميين غير المهنيين المنتمين للمصالح!!

لقد أقام هؤلاء الدنيا ولم يقعدوها عندما استبعد طارق حامد وقفشة ومحمد شريف على فترات ما بين الاستبعاد والاستدعاء حتى ولو لدعم الدكة.

اقتنع الكثيرون بأن هذا المدرب منحة من السماء لإعادة هيكلة الكرة المصرية بعد سنوات من العشوائية والافكار الفاشلة..

وبالتالى يصبح استمراره ضرورة حيوية حتى وإن تولى مهمة المدير الفنى للاتحاد فى الفترة السابقة على أى تصفيات ومن المؤكد أننا سنرى منه جهدا لبناء منتخب جديد فى كل شيء خاصة الفكر وحبذا لو ساعدته الاندية فى فتح الباب للاحتراف الخارجى فى الدوريات الكبرى ليكون عندنا ٢٣ محمد صلاح على غرار التجربة السنغالية التى صنعت من الفريق قوة هائلة ومع ذلك كنا قريبين من خطف اللقب القارى من فم الأسد لولا لعنة ركلات الحظ التى ابتسمت لساديو مانيه ورفاقه..

لدينا أرض طيبة مليئة بالكفاءات التى يمكن ان تصنع الفارق بما يتميز به اللاعب المصرى من ذكاء وقدرة عالية على استيعاب  الافكار الفنية بسرعة..

ويبقى شيء مهم وهو عامل اللياقة البدنية وهذا يمكن أن يأتى من خلال احتراف قوى..

مثل تجربة ليفربول مع صلاح..

وربما يكون استمرار كيروش فرصة لتغيير نمط التفكير عند اللاعب اذا تم التعامل معه فى سن مبكرة..

وهذا ما يفترض ان يتم خلال المراحل المبكرة.

فهل يفكر جمال علام ورفاقه فيما يفكر فيه الشارع المصري؟!

أتمنى.