كتبت: رباب محمود
في واحدة من أغرب الحفلات التي شهدتها مصر، خلال أربعينيات القرن الماضي، تلك التي أقيمت لاختيار صاحبة أجمل ساقين في مصر.
لم تكن مهمة الجمهور أن يدفع أو يشاهد فقط بل أن يشترك مع هيئة التحكيم للاختيار في اختيار أجمل ساقين؛ حيث كان جمهور «الحليمة بالاس» ليلتها أكثر من مائتي رجل ومائتي فستان أنيق.
وترنح الحاضرون على أنغام السامبا ثم تخاصروا على أنغام التانجو في غلالة من الأضواء الخافتة الحمراء، وعند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بدأت المباراة ووزعت على كل الحاضرين أوراق الانتخاب.
كانت كل ورقة عليها أرقام المتسابقات وعلى كل منهم أن يضع أمام كل رقم ما تساويه ساقا صاحبته، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة في 18 مايو 1949.
ثم أطفئت الأنوار ما عدا كشافا كبيرا كان يلقي ضوءه في هالة كبيرة خضراء على ستار يخفي وراءه النصف الأعلى من المتسابقات حتى لا يطفي جمال الوجوه على اختيار السيقان.
وقد ظهر فيما بعد أن الجمهور كان مغرقا في التفاؤل فإنه بعد أن رأى وجوه المتسابقات لم يندم على الستار الذي حجبها عن عينيه، ثم بدأت 28 ساقا (14 فتاة) تمر من وراء الستار.
كانت هذه هي الدفعة الأولى من المتسابقات وكانت السيقان تمر أمام الجمهور خطوطا منسقة ولا معالم جمال فبدا الصياح والصفير والصخب ينبعث من الموائد.
ولم يكن يسعك إلا أن ترثى لبعض السيقان وهي ترتعش من البرد والخوف البرد الذي حملته نسمات الفجر، والخوف من سخرية الجمهور وقفز إلى المسرح فجأة بعض الرجال وكشفوا أرجلهم وطلبوا في حقهم في العرض.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
