الاقتباس يسيطر على مسلسلات رمضان 2022

مسلسل «Suits»
مسلسل «Suits»

رضوى خليل

يبدو أن فكرة الفورمات الأجنبية مازالت تجذب صناع الأعمال الفنية، ففي الفترة الأخيرة عرض أكثر من عمل مأخوذ عن فورمات أجنبي ومنها مسلسل «الآنسة فرح، ستات بيت المعادي، قواعد الطلاق الـ 45، خارج السيطرة، وموضوع عائلي» وغيرها من الأعمال الفنية، ولم ينته الأمر عند ذلك، بل نحن على موعد عرض أكثر من عمل درامي مقتبس من فورمات مسلسلات أجنبية، وسوف يتم عرضها في الموسم الرمضاني المقبل، ومن هذه الأعمال مسلسل «دايما عامر» الذي يخوض به الفنان مصطفى شعبان الموسم الرمضاني المقبل، وهو مأخوذ من المسلسل الإسباني «إيليت»، كما يستعد آسر ياسين وأحمد داوود وريم مصطفى للمشاركة في موسم رمضان المقبل بمسلسل مقتبس من المسلسل الأمريكي الشهير «Suits»، والعمل من إخراج مريم أحمدي، وإنتاج طارق الجنايني، هذا بجانب  تعاقد الفنان أمير المصري  على القيام ببطولة مسلسل جديد يحمل اسم «ممكن نرجع»، المأخوذ من المسلسل الأمريكي Crazy Ex-Girlfriend، والذي عرض بدايةً من 2015 على مدار 4 مواسم..» أخبار النجوم» في التحقيق التالي ترصد أراء بعض المؤلفين والمخرجين والنقاد في ظاهرة الاقتباس.

البداية كانت مع المخرج محمود كامل الذي قدم العديد من الأعمال الفنية والتي منها مسلسل «السهام المارقة، القطة العمياء، إلا أنا»، والذي أكد رفضه لفكرة الاقتباس، قائلا: «أنا ضد الاقتباس، لأن الفن إبداع، وكلمة إبداع نضع تحتها أكثر من خط، لأن الإبداع في إني أقدم شيء جديد ومختلف، ومن الممكن ننجذب لنوع معين، لكن أقدمه بشكل مختلف تماما وليس يكون مجرد نسخ  للعمل الأجنبي، لأن ذلك يسمى إفلاس».   

من جانبه يقول المؤلف هشام هلال صاحب تأليف عدد كبير من الأعمال الفنية، والتي أبرزها مسلسل «أنا عشقت، حواري بوخاريست، الطبال، طرف تالت»، وغيرها من الأعمال الدرامية والسينمائية: «أنا مع التجربة لكن بحدود فهناك كم هائل من الأعمال المأخوذة من فورمات أعمال أجنبية قدمت في الأونة الأخيرة والأسوأ أن أصبح الحال أن الأعمال التي تم اختيارها لإعادة تقديمها بنسخة مصرية أعمال لم تحقق  في الأصل نجاح في بلدها، فعلى أي أساس تم اختيارها؟، وهذا ما يوضح لنا السبب وراء اقتباس أعمال أجنبية، وهو عدم الجرأة في المغامرة الإنتاجية، فبعض المنتجين لما يختاروا العمل يكون محور اهتمامهم الأول، أن إنتاجه معروف على عكس عمل مكتوب على ورق لا تضح معالم إنتاجه، وهذا ما يهدد مهنة الكتابة في مصر، لأن المؤلفين هم أكثر ضررا، لأنه يعيد موضوع مساحة الإبداع به محدوده على عكس كتابة عمل من تأليفه يتيح له مساحة كبيرة من الإبداع، أما على مستوى الإخراج والتمثيل والديكور والإضاءة والأستايسلت، وباقي عناصر العمل من الممكن يبدعوا أكثر مما ظهر في العمل الأصلي».

 

وعن تجربته مع هذه الأعمال يضيف هشام: «كان لي تجربة مع الأعمال التي سبق تقديمها من خلال كتابة مسلسل (خارج السيطرة) الذي يعرض حاليا على أحد المنصات، والمأخوذ عن المسلسل الأمريكي (Into The Dark)، الذي تدور أحداثه في إطار من الإثارة والرعب، لكن كل من شاهد العمل لمس أن كل شيء فيه مختلف عن النسخة الأصلية، لذلك يمكنني القول أننا يمكننا تحويل بعض الأعمال العالمية للعربية لكن مع تقديمها بروح مختلفة تناسبنا».

 

المؤلفة والناقدة دعاء حلمي أعلنت معارضتها فكرة الاقتباس، لكنها أكدت أنه أصبح أمر واقع، لذلك يجب أن يكون هناك شروط للعمل المقتبس، ذكرتها بالقول: «بما أن الأعمال المقتبسة أصبحت أمر واقع، فكل ما نطلبه من الذين يقدمونه أن يضعوا في الحسبان أن لكل مجتمع عادات وتقاليد، فأنا مللت من كثرة الأعمال التي تتحدث عن المرأة المستقلة والقوية التي يمكن في أي وقت أن تستغني عن الرجل وتطلب الطلاق وتستمر حياتها بشكل ناجح، والمثال القوي على ذلك مسلسل (قواعد الطلاق الـ45)، والذي يتضمن كم كبير من الإنحلال الأخلاقي، فليس من المنطقي أنه لعرض قضايا المرأة أن يظهر الرجل في صورة شيطان، وأنا سبق وكتبت مسلسل بعنوان (عايزة أطلق)، وحقق جدل كبير قبل عرضه حتى بسبب الأسم فقط، لكنني عرضت فيه نماذج نسائية وذكورية متوازنة، تحمل الخير والشر، وتصيب وتخطئ، لكن ما نراه في الأعمال الدرامية مؤخرا تظهر المرأة بصورة مبالغ ملائكية، ولا تقدم حلول لقضايا الأسرة، وحتى لو قدمت فأنها تكون على النموذج الغربي».

وتتابع دعاء: «يجب على (سارقي الأعمال الأجنبية) أن ينسبوا العمل لأصحابه الأصليين، لأن الأمر أصبح مضحك، فنرى أعمالا يكتب على التتر أنها من تأليف فلان رغم أنه عمل مقتبس بالكامل، ومؤخرا دهشت حينما رأيت على بوستر مسلسل (Suits) - المقرر عرضه في رمضان – أنه من تأليف محمد حفظي وياسر عبد المجيد، رغم أننا نعلم أن العمل مأخوذ من مسلسل أمريكي». 

اختلف الناقد طارق الشناوي مع رأي دعاء حلمي، حيث رفض توجيه سهام الإتهام لصناع الفن في مصر، وإتهامهم بالإفلاس، وقال: «الاقتباس من السينما والدراما العالمية أمر متبع في كافة أنحاء العالم، وليس محصوراً في مصر، لذا فهي ظاهرة عالمية وليست مصرية، فلماذا نقول أن الإبداع المصري مفلس، ولا نقول أن العالم كله مفلس إبداعيا».


وأضاف: «هناك أعمال صالحة لكي تقدم بكل لغات العالم، لأن الظرف الإجتماعي لكل دولة مختلف عن الأخرى، لذا هناك مناطق وتفصيلات درامية فرعية من الممكن أن يتشابك فيها أكثر من 20 عمل، وهو ما يوحي بالتشابه، وتنفيذ المسلسل هو الفيصل الحقيقي الذي يحدد العمل الجيد من الرديء، فعلى سبيل المثال شخصية الملك لير قدمها د. يحيى الفخراني في 3 أعمال مسلسل ومسرحيتين لأنها تتحدث عن التكوين البشري الإنساني، ورغم كل ذلك بالتأكيد أتمنى أن يكون في أعمال محلية جيدة بصناعه مصرية».