كبسولة تخفيف الآلام تكمن في البعد عن المسكنات.. والتوجه للطب البديل  

الدكتور منى جاد أستاذ علم التخدير بجامعة المنصورة
الدكتور منى جاد أستاذ علم التخدير بجامعة المنصورة

من العادات الصحية الخاطئة الأكثر شيوعا في الفترة الأخيرة بين الكثير من الشباب الصغير الإفراط في تناول المسكنات، اعتقادا واهمًا منهم بأن تلك الأقراص صغيرة الحجم سهلة المنال قد تساعدهم فى تجاوز آلامهم الجسدية ، والتى غالبا ماتكون فى تلك المرحلة العمرية من ضغوط نفسية أكثر منها لمسبب عضوى حقيقى، وأضحي من الطبيعي أن نري شباب صغير السن ويعاني من أمراض مزمنة كالضغط والسكري وغيرها من أمراض العمود الفقري نتيجة ممارسة بعض العادات الخاطئة ، مما يجعل الطريق الي المسكنات سهل يسير ، دون النظر إلي تبعات هذها الطريق.

اقرأ أيضاً | دراسة: عادة خاطئة تقصر العمر وتسبب مشاكل صحية

وتقول الدكتور منى جاد أستاذ علم التخدير بجامعة المنصورة، إنه مما لا يدع مجالًا للشك التعامل الخاطئ مع المسكنات له تبعاته الغير محمودة سواء أكانت آثار جانية مباشرة لها ، أو نتيجة لتفاعلها مع أدوية أخرى قد يتزامن تناولها معها ، مما يفترض معه الحرص الدائم في تناول هذه الأقراص ، ودوما ماتكون الآثار الجانبية سلبية للغاية لهذه المسكنات التي يتناولها هؤلاء الشباب استسهالًا بدلًا من الذهاب للطبيب ، نتيجة لاستخدامها دون استشارة طبية ، وخاصة إن كانت لفترة زمنية طويلة أوبجرعة كبيرة تتجاوز الحد الآمن. 

وتضيف طبيبة التخدير ، أن من أشهر أنواع المسكنات المتداول استخدامها منذ زمن طويل حمض اسيتايل ساليسيلك ، المتعارف عليه بإسم الأسبرين فقد مايساعد حقا على تخفيف بعض الآلام ، ولكنه يسبب مضارًا كثيرة ياتى على رأسها نزيف بالمعدة ، حال استخدامة لفترات طويلة ، بالإضافة إلى تلف الكلى حتى السكتات الدماغية نتيجة النزيف بالمخ ، أيضا الايبوبروفين المستخدم بشكل شائع بين الفتيات ، لتخفيف الآلام ، وقد تؤدى كثرة استخدامه للشعور بالغثيان والقئ واضرابات الجهاز الهضمى متمثلة فى الانتفاخ وعسر الهضم. 

وكذلك النابروكسين المستخدم فى ذات المواضع لتخفيف آلام المفاصل أيضا مقترن بنفس الآثار الجانية السالف ذكرها بالإضافة إلى حدوث رد فعل تحسسى من طفح جلدى وتورم فى الوجه إلى حد صعوبة فى التنفس ،أما عن الاسيتامينوفين المعروف بالباراسيتامول  الذى يلجأ اليه الكثيرون لأنه يعتبر أكثر أمانا ويتناسب مع قاعدة كبيرة من المرضى ، ولكن ذلك لايجعلنا نغفل أن له أضرار من فرط الإستخدام دون استشارة طبية ، خاصة مع مرضى الحساسية ، فقد يؤدى بصفة نادرة إلى حكة شديدة وتورم بالحلق والشفتين إلى حد صعوبة التنفس ، بالاضافة إلى تليف الكبد حال التسمم الناتج عن الباراسيتامول لأن الكبد حينها يقوم بتحويله إلى مادة مختلفة ضارة. 

 انهت طبيبة التخدير حديثها ، أن المسكنات جميعها ، وإن منحت الراحة الوقتية ، إلا أنها على المدى الطويل ستسلبها وتستبدلها بمتاعب أكبر نحن فى غنى عنها ، فكان بالأحرى بنا من البداية معرفة أسباب الآلام ونبتعد عنها قدر الإمكان وخاصة الضغوط النفسية ، وأن نستخدم المسكنات الأقل ضررا بعد استشارة الطبيب المعالج .

ونصحت الشباب والفتيات صغارالسن ، التوجه إلى الطب البديل ، باستخدام بعض الأعشاب الطبيعية كمثال الزنجبيل الذى يساعد على تخفيف الصداع وبعض الآلام والالتهابات ، والنعناع الذى يحتوى على مواد مهدئة تساعد على ارتخاء الأعصاب ، وكذلك اليانسون المحتوى على نسبة من الفيتامينات ، وأيضا له دور فى تخفيف الآلام ، أما الشاى الأخضر الذى لا يستثيغ طعمه الكثيرون فهو بالاضافة لأنه يمنح بعض الحماية من الأمراض السرطانية كمضاد للأكسدة ، فهو أيضا يعمل على تهدئة حدة الآلام ، وأخيرا والأهم أن نتحلى بالهدوء والصبر والرضا والقناعة فتلك الصفات الحميدة حقا هى أفضل المسكنات .