باختصار

استمرار التحدى

عثمان سالم
عثمان سالم

الموضوعية تقتضى الاعتراف بأننا نواجه منافساً قوياً بما يملك من كتيبة محترفين فى كبريات الدوريات الأوروبية على رأسهم الداهية ساديو مانى.. هذا ليس إحباطاً ولا تقليلاً من قدرات منتخبنا الوطنى الذى حقق إنجازاً بالفوز فى لقاء الذهاب حتى وإن كان بهدف يتيم خدمته الصدفة فى إحرازه.. المشكلة أن التشكيل افتقد اثنين من أهم عناصره وفى مكان واحد وهو قلب الدفاع بإصابة محمد عبدالمنعم وحصول الونش على الإنذار الثالث..

سيتم استدعاء على جبر وربما أحمد ياسين وقد تكون المفاجأة فى فتح الله مدافع المحلة لكن عدم انضمام الأخير من قبل وصعوبة اندماجه وأن يكون فى موقع المسئولية الكبرى أمام فريق يعج بالمهاجمين الأفذاذ سيكون مغامرة غير محسوبة وإن كنا لا نستبعد شيئاً على المخضرم كيروش الذى أعاد اكتشاف عمر جابر فى مركز الظهير الأيمن وتفضيله على عمر كمال الذى لعب وأجاد فى كأس الأمم.. ربما يكون البديل الموضوعى هو جبر ومعه محمود علاء بشرط أن يغير الأخير الصورة النمطية عنه فى مباريات الزمالك على مدار الموسم الماضى وعدم تقديم أوراق اعتماده فى المنتخب حتى الآن.. ما يمكن التعويل عليه هو روح اللاعبين العالية ورغبتهم فى تحقيق ذاتهم وإسعاد جماهيرهم التى ودع بعضهم المدرجات مبكرا لعدم الاقتناع بالأداء!! ولابد أن يغير المدير الفنى من أفكاره خاصة ما يتعلق بعملية التغيير مثلما دفع بعمر مرموش فى وقت متأخر وكان من الممكن أن يصنع الفارق لو بدأ الشوط الثانى خاصة أن تريزيجيه لم يكن فى حالته التى شهدناها فى آخر مباريات المونديال الأفريقي.. ولم يستفد من بدلاء بحجم محمد سيد «زيزو»، وغيره ممن يمكن أن يكون بديلاً أفضل حتى بالحالة البدنية. لدى إحساس بأن حالة النشوة التى يعيشها الأخوة السنغاليون والثقة الزائدة التى نقلتها تقارير إعلامية من داكار يمكن أن تكون فى صالحنا. فالحديث كله حول فوزهم بهدفين إن لم يكن أكثر..

ربما كانت الأرض والجماهير عبئاً على أصحابها إذا أظهر لاعبونا قدراتهم الفردية بجانب الأداء الجماعى المميز لهم فقد يحولون دون انطلاق الخيول السنغالية فى طول الملعب وعرضه بما يملكون من قدرات بدنية عالية وأطوال فارعة شبهها كيروش بلاعبى كرة السلة وأتمنى أن لا تكون الالتحامات بهم كثيرة بعد أن فقدنا لاعباً وتعرض آخرون للإصابة وأتمنى أيضاً أن نرى حكماً عادلاً فى داكار على عكس الكونغولى الذى استعرض عضلاته علينا ليؤكد بلا مبرر حياديته ونزاهته المفرطة. وأرجو أن يزداد دافع الجماهير لمزيد من الدعم المعنوى عبر رحلات تنظمها الشركات للقاء العودة لأن أبناءنا يحتاجون أن يروا الأعلام المصرية ترفرف والحناجر الزمجرية فى المدرجات حتى وإن لم يكونوا بحجم أصحاب الأرض.. مازالت الفرصة قائمة لتحقيق حلم التأهل للمرة الثانية على التوالى فى مونديال استثنائى يقام لأول مرة على أرض عربية وبمشاركة استثنائية أيضاً من المنتخبات العربية بعد تأهل السعودية وقطع منتخبات تونس والجزائر والمغرب نصف الطريق ويبقى  الدور على المنتخب المصرى الذى سيكون من الصعب علينا ألا نكون معهم.


كيروش قدم لنا صفة جديدة فى شخصيته عندما واجه ثورة بعض الإعلاميين فى المؤتمر الصحفى بامتصاص غضبهم وامتداد الحوار معهم حوالى ٤٠ دقيقة انتهت بإقناعهم بأنه ليس بالإمكان أبدع مما كان واتفقوا معه فى النهاية على هذا الطرح الإيجابي.

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي