أخبار الحوادث من داخل الأسواق..الرقابة المستمرة تؤدي لانخفاض سعر السلع

الخضراوات والفاكهة
الخضراوات والفاكهة

مصطفي منير

خلال الأيام القليلة الماضية، كانت هناك حالة من عدم رضا المواطن تجاه تجار المواد الغذائية وشملت الخضراوات والفاكهة، حالة من الخوف تملكت المواطن وسببها جشع التجار واستغلال الأزمات والمواسم ومن ضمن تلك المخاوف كان اقتراب شهر رمضان الكريم، اعتقد المواطن أنه سيواجه التاجر بمفرده دون الحماية، ولكن التحرك كان أسرع مما تخيله المواطن، توجيهات صارمة من الرئيس عبدالفتاح السيسي  خلال اجتماعه يوم 15 مارس الماضي بالدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، والفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والدكتور على المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، هدفها متابعة توفير الأرصدة الاستراتيجية من كافة السلع الغذائية الأساسية، خاصةً مع قرب حلول شهر رمضان المعظم، اطمئن المواطن أن الدولة لن تتركه فريسة للتاجر وجشعه.

انطلقت أخبار الحوادث فى جولة ميدانية داخل الأسواق الرئيسية بمحافظتي القاهرة والجيزة، لمتابعة الأسعار ورصد ردود أفعال المواطنين، بدأت الجولة داخل سوق الوراق بشمال الجيزة، واكتشفنا هناك حالة من الرضا لدى المواطنين بسبب انخفاض سعر الخضراوات بنسبة تعدت الـ 30 % .. اقتربنا من أحد المواطنين ويدعى «محمد» تعدى الـ 55 عاما من العمر، يحمل فى يده احتياجاته اليومية، بدأنا الحديث معه عن أحوال الأسعار، وفاجئنا بالرد قائلاً؛ «من أول شهر مارس وكان في جنون في الأسعار» لم أستطع الوقوف متفرجًا، فأبلغت شرطة التموين كما تقدمت ببلاغ لمحافظ الجيزة ايضا عن انفلات التجار وزيادة غير مبررة في اسعار السلع المتداولة، وطالبت بمضاعفة حملات الرقابة لضبط السوق، وشاهدت عبر النشرة اجتماعات المسئولين لضبط السوق وبالفعل خلال الأسبوع الماضي لاحظت انخفاضا كبيرا فى ثمن السلع الغذائية تعدت الـ 30%، والتقط خيط الحديث فتاة لم تتعد الـ 25 عاما تقول؛ اعلم جيدا أن المواطن دائمًا وابدًا جزء من الحل، لذا وعبر الإنترنت تكلمت بإيجابية بما يحدث في السوق والأسعار المبالغ فيها، وسرعان ما تم الرد أنه سيتم الاستجابة ومتابعة البلاغ، وفوجئت بحملات امنية بالسوق بعدها بـ 48 ساعة لضبط الأسواق و الأسعار.

امبابة

وفى سوق إمبابة كان تواجد المواطنين وبالاقتراب من احد بائعي الخضراوات أكد فى البداية؛ أنه لا علاقة له بزيادة الأسعار حيث بائع الجملة هو المستبب فى رفعها، وهذا ما يجعلنا نضطر لرفع الأسعار على المواطنين، ولكن مع استمرار الحملات الرقابية على التجار و الأسواق أدى هذا لانخفاض السلع، وبالحديث مع أحد المواطنين الموجودين قال لنا في البداية إن أسعار الدواجن كان مبالغ فيها في بداية الشهر دون سبب واضح، مما جعلني أقوم بكتابة شكوى رسمية للجهات الرقابية داخل المحافظة، وللحقيقة لم تستمر الأزمة سوي أيام معدودة وبدأت الأسعار العودة لطبيعتها مرة أخرى، ولكن الخوف فى عودة الأسعار مرة أخري مرتفعة لذلك نأمل فى استمرار الحملات لضبط الأسعار والأسواق لنهاية شهر رمضان.

وداخل سوق التعاون بمنطقة الهرم كانت البداية أمام أحد بائعي الفاكهة وبالحديث مع أحد المواطنين أكد في البداية؛ ان من المؤسف زيادة الأسعار وجشع التجار دون سبب، ولكن سرعان ما تم ضبط الأسواق خلال حملات رقابية مستمرة أدت لانخفاض الأسعار مرة أخرى وعودتها كما كانت وفى بعض السلع أصبحت أقل مما كانت عليه، وداخل سوق الوايلي فى القاهرة كانت نظرات رضا المواطن تجاه الأسعار هي الحاضرة، فبعد أسبوعين متواصلين من حالة ارتفاع الاسعار غير المبررة فى كافة المواد الغذائية كالخضراوات والدواجن والأسماك عادت مرة أخرى وانخفضت.

السيدة وشبرا

وبالحديث مع إحدى المواطنات بسوق بديع بشبرا عبرت فى البداية عن استيائها الشديد من جشع التجار ووصفتهم بتجار الأزمة، مؤكدة أنها فوجئت فى يوم أن الأسعار ارتفعت بشكل جنوني وتخطت الـ50 %، ولكن هناك الكثير من المواطنين وجدتهم على مواقع التواصل الاجتماعي يشتكون وتقدموا بالعديد من الشكاوى الالكترونية لوزارة الداخلية وحماية المستهلك للتدخل وحماية المواطن من جشع التاجر، وكنت فى غاية السعادة عندما قرأت خبر اجتماع الرئيس بالوزراء للسيطرة وضبط الأسواق وحماية المواطن من جشع التجار وبائعي السلع الغذائية وخصوصًا أنها أيام وسيحل علينا شهر رمضان الكريم، وبالحديث مع أحد بائعي الدواجن فى السوق أكد أنه فوجئ بارتفاع أسعار الدواجن فى ليلة وأصبح فى حيرة من تعامل الزبائن معه، ولكن وكما يقول؛ كان ردي واحد هو زيادة السعر من تاجر الجملة، ولا أنكر أن بسبب تلك الزيادات انخفض البيع لأيام لكنه عاد البيع مرة أخري فى الزيادة ولاحظت الرضا فى عيون الزبائن.

 

وفى سوق السيدة زينب بمحافظة القاهرة كان الانخفاض واضح في اسعار السلع الغذائية، وظهر ذلك فى حجم شراء المواطنين فى الأسواق، وبالاقتراب من أحد السيدات ونجلها والتى تبلغ من العمر 65 عاما، أكدت انه من أسبوعين فوجئت بارتفاع الأسعار بشكل كبير جدًا، وقتها لم أشتر كل متطلباتى وعند عودتي للمنزل اتصلت بابنى الصغير للحديث معه، ليلتقط الحديث الابن صاحب الـ 28 عاما ليؤكد؛ فوجئت بوالدتي فى حالة غضب وتريد مني أن أذهب للإبلاغ عن هؤلاء البائعين المتلاعبين بقوت الناس، وقتها تقدمت بشكوى إلكترونية، وفرحت عندما علمت أنه بعدها داهم السوق عدة حملات تموينية مفاجئة من مباحث التموين لمتابعة الأسعار وضبط السوق، وعندما سألت الجيران أكدوا لي أنها الحملة التي كانت موجودة على مدار الايام القليلة الماضية وبسببها انخفضت السلع مرة أخرى.

 استمرار الحملات والتصدي لأي محاولات تلاعب بالأسعار

أكد اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة تكثيف الرقابة على الأسواق والمحال والسلاسل التجارية واتخاذ مايلزم نحو منع الممارسات الاحتكارية ومحاولات التلاعب بالأسعار أو تداول سلع غير صالحة للاستهلاك الآدمي، مضيفًا أنه سيتم زيادة أعداد المنافذ الثابتة والمتحركة خاصة بالقرى والمراكز والمدن وتغطية كافة التجمعات السكنية ومناطق الكثافات على أن يستمر العمل بها حتى نهاية شهر رمضان المبارك وذلك بالتنسيق مع الغرفة التجارية بالجيزة والسلاسل التجارية وسوق الجملة بمدينة ٦ أكتوبر لمد تلك المنافذ والمجمعات باحتياجاتها طوال فترة عملها.


وفى سياق آخر شدد راشد على رؤساء الأحياء والمراكز والمدن بضرورة الرصد المبكر لحالات التعدى والبناء المخالف إلى جانب مراجعة تقارير الرصد الخاصة بوحدة المتغيرات المكانية واتخاذ مايلزم نحو تنفيذ أعمال الإزالات أولا بأول فى المهد وحتى سطح الأرض واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين، إلى جانب تنفيذ أعمال الإزالة للتعديات على أراضى أملاك الدولة التى لم يتم التصالح عليها وسرعة استردادها من غير الجادين في استكمال إجراءات التقنين.


كما شدد المحافظ على ضرورة التنسيق لتسهيل إجراءات التصالح على المواطنين وسرعة البت فى الطلبات المقدمة وسرعه إنجازها.
جاء ذلك خلال الاجتماع الموسع الذي ترأسه المحافظ مع القيادات التنفيذية بالمحافظة لبحث الوسائل المناسبة لمنع الممارسات الاحتكارية وتكثيف المعروض من المنتجات والسلع الاستهلاكية لتوفير احتياجات المواطنين بأسعار مخفضة، بحضور إبراهيم الشهابي نائب المحافظ واللواء علاء بدران السكرتير العام ورؤساء الأحياء والمراكز والمدن ومديرى المديريات والإدارات ومسئولى الأجهزة والهيئات المعنية بالمحافظة.

 تكثيف الحملات الرقابية والتصدي للاحتكار

كما شدد اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، على ضرورة تكثيف الحملات الرقابية على الأسواق والتصدي لحجب أو احتكار السلع، ومنع المغالاة في الأسعار، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين، جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده محافظ القاهرة، لمتابعة تنفيذ توجيهات رئيس مجلس الوزراء بمجلس المحافظين، الذي عقد مؤخرًا بتكثيف حملات ضبط أسعار السلع الغذائية الأساسية للمواطنين في الأسواق، ومتابعة توافرها في ظل تداعيات ارتفاع الأسعار على مستوى العالم، بحضور اللواء علاء رشاد سكرتير عام محافظة القاهرة، واللواء عبد النعيم حامد مدير مديرية التموين، وأحمد عبد الرحمن مدير مديرية التضامن الاجتماعي، وعز فرغل رئيس الإتحاد العام للجمعيات الأهلية.

ووجه محافظ القاهرة كافة الأجهزة المعنية بالمحافظة بالتوسع في إقامة معارض «أهلا رمضان» لتوفير السلع التموينية والمنتجات الغذائية بأسعار مناسبة، وتقديم عروض مميزة للمواطنين لتخفيف العبء عن كاهلهم، والتوسع في إقامة المعارض الثابتة والمتحركة ومنافذ البيع والشوادر بكافة أحياء ومناطق القاهرة، لتوفير السلع الأساسية بكميات كبيرة وبأسعار مخفضة وتلبية احتياجات المواطنين خاصة في ظل اقتراب شهر رمضان المعظم.

وأكد محافظ القاهرة؛ على جميع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة إحكام الرقابة على الأسواق والتنسيق على مدار الساعة بصورة يومية مع مديرية التموين والأجهزة الرقابية المعنية، وتفعيل آليات التواصل مع المواطنين لتلقي الشكاوى الخاصة بالتعاملات في الأسواق، وزيادة حملات التوعية لمنع استغلال المواطنين، مطالبًا بدعم وتشجيع جميع المبادرات المجتمعية من الجمعيات الأهلية ورجال الأعمال التي تسعى لتوفير السلع بأسعار أقل من مثيلاتها بالأسواق.