رغم الجو العاصف.. ربيــع مصـــر يتفتح بنباتات نادرة تظهر لأول مرة..تفاصيل

ربيــع مصـــر
ربيــع مصـــر

بدأ الربيع يتفتح فى مصر مع «معرض زهور الربيع» الذى يعد من المعارض السنوية المهمة التى تقام فى حديقة الأورمان بمحافظة الجيزة، ويعتبر أيضًا حدثا ثقافيا اقتصاديا متميزا يحرص على زيارته المصريون، خاصة المهتمين بالزهور والنباتات وتنسيق الحدائق.. تجولت كاميرا «آخرساعة» داخل معرض زهور الربيع الذى على وشك أن يغلق أبوابه لرؤية الفعاليات المتميزة التى يقدمها للزائرين طوال شهر مارس الجارى، كما تحدثنا مع عدد من المسئولين والعارضين للتعرف على كل ما يخص المعرض هذا العام.

الدكتور محمد القرش، المتحدث الرسمى باسم وزارة الزراعة يقول: إن معرض الزهور من أهم المعارض التى لها أهمية كبرى فى القطاع الزراعى لأنه يساعد فئة منتجى الزهور ونباتات الزينة على المنافسة محليا ودوليا، فضلا عن إتاحة الفرصة لعرض منتجاتهم من خلال مجموعة من الفعاليات التى يكون لها مردود إيجابى على المواطنين، حيث يتم التعرف على مختلف أنواع الزهور ونباتات الزينة وكيفية الاستفادة منها واستغلالها فى خلق فرص عمل لهم، كما يمكن القيام بذلك عن طريق تعليم طرق الزراعة الصحيحة وكيفية تنفيذ زراعة الأسطح بشكل احترافى، فضلا عن وجود فئات تنتظر قدوم المعرض سنويا باعتباره فرصة جيدة للترويح عن النفس فى الهواء الطلق وسط النباتات والزهور.
وصرح الدكتور علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعى، بأن عدد العارضين هذا العام بمعرض الزهور فى نسخته الـ89، بلغ حوالى 220 شركة من منتجى الزهور ونباتات الزينة وتنسيق الحدائق ومستلزمات الإنتاج بالإضافة إلى بعض المؤسسات والجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدنى.


وشدد على اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لحماية العارضين والزائرين والعاملين من فيروس كورونا وتوفير أجهزة قياس درجات الحرارة، وعدم السماح للزائرين بالدخول بدون ارتداء الكمامات، فضلا عن توفير المطهرات، والقيام بتطهير وتعقيم أجنحة المعرض باستمرار وتطبيق التباعد الاجتماعى، وعلى هامش المعرض تم إقامة «الدورة الثانية لمهرجان القاهرة للتمور»، كما تم تشكيل لجنة منظمة للمعرض تضم المختصين بالوزارة وممثلين للعارضين لإعداد المخطط العام للمعرض والحل الفورى لأى مشكلة تواجه العارضين والتنسيق مع كافة الجهات ذات الصلة لتوفير سبل الراحة للزائرين.


من جانبه، أكد المهندس محمد عبدالمنعم، رئيس الإدارة المركزية للتشجير والبيئة بوزارة الزراعة، أن الشركات العارضة عملت بأقصى مجهود ليظهر المعرض بشكل رائع ومختلف عن كل الأعوام السابقة وحتى يليق بالمواطنين الذين توافدوا عليه من مختلف المحافظات، حيث ضم المعرض أنواعا عديدة من نباتات الزينة والأشجار والورود، مشيرا إلى أن المعرض فتح أبوابه للزائرين من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء، بتذكرة دخول بـ10 جنيهات.

أقسام المعرض

وأوضح المهندس عماد عبدالمنعم، نائب مدير حديقة الأورمان، أن المعرض ضم العديد من الأقسام التى تلبى احتياجات جميع الزوار، أبرزها قسم نباتات الزينة الداخلية والخارجية يليها قسم المسطحات الخضـــــراء، وقســــــم الصبــــارات والنباتات العصارية، وقسم التمور ومنتجات رمضان، بالإضافة لقسم عسل النحل ومنتجاته، وقسم مستلزمات الإنتاج الزراعى الذى يشمل كل ما يخص النباتات من بذور وأسمدة ومبيدات والأدوات والعدد المستخدمة فى الزراعة، وقسم آخر لديكورات الأسطح والحدائق، كما يوجد قسم خاص بالبنك الزراعى المصرى ليقدم خدمات بنكية للزوار أو العارضين بالمجان.

فى السياق، أوضح المهندس شبل على مرسى، صاحب إحدى الشركات العارضة الذى يعمل فى مجال زراعة النباتات لأكثر من 37 عاما، أن العارضين بمعرض زهور الربيع يحرصون كل عام على تلاشى أى مشكلات أو عقبات واجههتم فى الأعوام السابقة، مؤكدا أن التنوع فى المعروضات والمنافسة فى إظهار كل ما هو جديد فى عالم النباتات ظهر بشدة هذا العام، حيث شهد المعرض تميزا رائعا فى جميع الأجنحة العارضة وبمختلف التخصصات سواء كان ذلك فى الإنتاج أو تجميع مختلف النباتات من الأسواق والمشاتل التى تلبى احتياجات الزوار، فضلا عن توافر أماكن مخصصة لعرض الديكورات الصناعية لتزيين المنازل والحدائق من وحى الطبيعة، سواء بأشكال نباتات زراعية أو نجيل أخضر صناعى.

وأشار إلى أن مناخ مصر رغم ما يشهده من تغير هذا العام، فإنه مازال الأفضل للتوسع فى زراعة نباتات الزينة التى تمكنه من تغذية المنطقة العربية بالكامل ولذلك كان من المهم استغلال فترة وجود معرض الربيع والتى تمتد لأكثر من شهر فى الاهتمام بتوعية الشباب بأهمية التعرف على كل ما يخص زراعة نباتات الزينة ومستلزماتها وكيفية تحويلها إلى مشروع استثمارى يخلق فرص عمل كثيرة ويحد من البطالة.

وقد تم ذلك على أرض الواقع فى معرض الربيع حيث أصبحت تتوافر صناعة مستلزمات نباتات الزينة بأيد مصرية وبجودة ممتازة، فيتوافر صناعة عسل النحل القائم على نباتات الزينة فضلا عن توافر الحوايات والأحواض بأشكال وألوان رائعة وبأسعار مناسبة للجميع فضلا عن الديكورات النباتية المختلفة كما وضحنا فيما قبل.

ولفت إلى أن زراعة الصبار أيضا تعد عالما جديدا تم النظر إليه مؤخرا بقوة بعد أن ظل مقتصرا لسنوات عديدة على أحد العارضين فقط، أما هذا العام فقد توافر العديد من أماكن العرض الخاصة بمختلف أنواع الصبار فقط، كونه يدخل فى العديد من الأغراض الطبية والجمالية، وتراوح سعر الصبار من 20 إلى 40 جنيها حسب النوع والحجم وقد يصل السعر لـ100 جنيه فى أنواع أخرى، وقد قام بعض البائعين المخصصين بالفعل فى تفريغ أوراق صبار الألوفيرا واستخراج الجيل الموجود بداخله وتعبئته فى زجاجات جاهزة للبيع للاستخدام فى الحال لتجميل البشرة والشعر وعلاج بعض الالتهابات بالجسم. 

سبب ارتفاع الأسعار

أما المهندس مصطفى عبدالمنعم، صاحب إحدى الشركات العارضة بمعرض زهور الربيع، فيرى أن المعرض تميز هذا العام بتوافر منتجات جديدة من نباتات الزينة التى تنتج لأول مرة بمصر، فتم إنتاج نوع الجاردنيا الشمسى بعد أن كان نبات ظل فقط، وكذلك تواجد أنواع جديدة أخرى مثل جارونيا، صبار جمنو كالزيوم، أوركيد، سنسافيرا ميكادو، صبار جمنو كاليزيو، سترومنسيا، جوزمنيا، فرزيا، كلانشو، كوركاتيا، البونساى اليابانى، وكذلك تم إنتاج زهرة الكاميليا وثلاثة أنواع جديدة من الياسمين، مشيرا إلى أن الأسعار كانت فى متناول الجميع، حيث كانت هناك بعض أنواع الزهور التى بدأ سعرها من 2جنيه، وتوجد أنواع أخرى تحتاج إلى صوب وتكنولوجيا عالية وصل سعرها إلى 200 جنيه.

وفيما يتعلق بمدى تأثير فصل الشتاء الذى لم ينته بعد فى النباتات المعروضة، أكد أن النباتات تبدأ فى الازدهار الطبيعى بداية من منتصف شهر فبراير ولكن الأهم من ذلك هو الوعى بطرق التعامل الصحيحة مع النبات وتوفير الأسمدة المخصصة لكل نوع التى تساعد على نموه بشكل صحيح.

كما يرى المهندس عبدالمنعم عبدالوهاب، أحد العارضين، أن برودة الشتاء التى شهدها الطقس هذا العام أثرت بشكل ملحوظ فى صحة ونمو النباتات، مما دفع الكثير من المنتجين لمضاعفة عدد المواتير الخاصة بالتدفئة داخل الصوب الزراعية مع استهلاك كمية أكبر من الوقود المستخدم لتحقيق النمو الصحيح للنباتات، وهذا كان له تأثير مباشر على ارتفاع سعر النباتات المعروضة هذا العام، فنجد نباتات الظل هى الأكثر تعرضا لهذا الارتفاع فوصل سعر البوتس إلى 35 جنيها فيما فوق والمزقرش يتعدى الـ100 جنيه، أما الجاردنيا فأصبح سعرها 55 جنيها بعد أن كانت بـ40 جنيها العام الماضي، أما أسعار نباتات الشمس أو العشبية كالنعناع والريحان والبردقوش وغيرها فلازال سعرها ثابتا، فالحجم الصغير بـ5 جنيهات والكبير بـ10 جنيهات.

والنوع الذى كان الأكثر انتشارا فى المعرض هذا هو أشجار البونساى أو التى تعرف بـ«الأشجار المتقزمة» وتراوح سعر القطعة الصغيرة منها بين 150 و200 جنيه، أما الأشجار الأكبر حجما وسنا فتعدى سعرها 10 آلاف جنيه، كما أشار إلى أن البذور المستخدمة فى الزراعة يوجد منها نوعان، المصرى ويعتبر سعره ثابتا لم يتغير من العام الماضي، إذ يبدأ من 5 جنيهات للعبوة الصغيرة و10 جنيهات للعبوة الأكبر، أما النوع المستورد فيصل سعره إلى 80 جنيها، كما تصل سعر عبوة السماد المصرى إلى 25 جنيها ويتضاعف سعر المستورد إلى 3 أضعاف كحد أدني.

مستلزمات الجمال

وفيما ما يتعلق بالعالم الموازى للنباتات، يتحدث المهندس ناصر فاروق، صاحب مركز مستلزمات حدائق ونباتات زينة بمعرض الزهور عن جميع المستلزمات التى تخدم نباتات الزينة والحدائق، بداية من الديكورات التى تعطى لمسات من الجمال فى المنازل أو الشرفات أو الحدائق، وتشمل الأرضيات التى توضع وسط النجيل لتعطى مظهرا جماليا من ناحية وتستخدم للتنقل عليها من ناحية أخرى ويتراوح سعر القطعة الواحدة منها بين 50 و60 جنيها، هذا بالإضافة لفوانيس الإضاءة والأحجار الدائرية التى توضع أسفل النخيل أو على جوانب الحدائق لإعطاء إضاءة رائعة وتصل تكلفة فوانيس الإضاءة الشمسية لـ 100 جنيه للشفاف والألوان بـ150 جنيها.

ثم تأتى دور الأدوات المستخدمة فى تنسيق الحدائق وزراعة النباتات وتتوافر بداية من سن الأطفال لتعليمهم فن الزراعة، حتى الأدوات المستخدمة بمختلف أشكالها وأنواعها وبدأت أسعارها من 35 إلى 300 حسب بلد المنشأ ونوع المادة المصنعة منها، بالإضافة لماكينة قص النجيل التى يصل سعرها إلى 2000 جنيه.

وأشار ناصر إلى أن التربة والأسمدة والمبيدات من المستلزمات التى لا غنى عنها فى العناية بالنباتات، ويوجد عدة أنواع من التربة الاصطناعية المستخدمة فى الزراعة والتى يتم استيرادها بشكل كامل من الخارج، فيوجد نوع يصنع من ألياف ثمار جوز الهند ويتم تصنيعها فى سيريلانكا بشكل جاف ثم توضع فى ماء لتعطى تربة خفيفة صالحة للاستخدام، لكن للأسف يعد ذلك من أسوأ الأنواع لما تحمله من رطوبة عالية تؤثر سلبا فى النباتات بعكس الأنواع الأخرى الأوروبية وخاصة الألمانية، وعادة ما يستخدم هذا النوع للنخيل والصبار لكن للأسف المستهلك لا يكون لديه الوعى الكافى بذلك كما أن البعض يفضل النوع الأرخص الذى يصل سعر الكيلو منه إلى 10 جنيهات فقط، بينما تصل سعر العبوة الكاملة الـ40 كيلو من التربة الألمانية إلى 700 جنيه.

وتابع: من المستلزمات أيضا أحواض الزرع ويوجد منها عدة أنواع، الأول وهو البلاستيك المتعارف عليه والذى يصنعه أكبر مصنع فى مصر بأشكال وألوان رائعة تعطى بهجة وسعادة وبأسعار فى متناول الجميع تتراوح بين 3 و300 جنيه حسب الأحجام، وتوجد أنواع أخرى تُصنع فى مصانع «بير السلم» وهى الأحواض السوداء التى يستخدمها غالبا أصحاب المشاتل لرخص سعرها التى تبدأ من 50 قرشًا للحوض الواحد والتى تمثل لهم سعرا مناسبا فى حالة شراء كميات، أما النوع الأفضل على الإطلاق فهو البلاستيك المضاد للصدمات والشمس ويبدأ سعره من 10 جنيهات.

أما الإضافات الأخرى التى يكتمل بها تنسيق الحدائق فهى المبيدات الخاصة بالفئران والقوارض ويتوافر منها 3 أنواع بسعر موّحد هو 10 جنيهات للكيس ونتائجها ممتازة فى القضاء على القوارض، وكذلك مبيدات للنمل المنتشر بالحدائق، فضلا عن وجود مصائد للذباب والناموس يمكن وضعها بإضاءة مميزة فى جانب الحديقة لتعطى شكلا ديكوريا مميزا.