عضو كبار العلماء بالأزهر: الشريعة الإسلامية مُصْلحة لشئون الإنسان

د. أحمد معبد عبد الكريم
د. أحمد معبد عبد الكريم

أكد الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن مقصود الشريعة الإسلامية هو الاهتمام بالإنسان والكون المحيط به فى شتى جوانب حياته، لذا أتت التشريعات داعية إلى بذل الجهد والسعى فى جوانب الأرض والضرب فيها؛ من أجل تحقيق المعاش الذى يحفظ على المرء كرامته، ويوفر له سبل سعادته ويحميه من العوز والحاجة.

اقرأ أيضاً | «كبار العلماء» توضح منهجية التعامل مع السنة النبوية في معرض الكتاب

وأوضح أن الشريعة الإسلامية مُصْلحة لشئون الإنسان فى كل زمان ومكان، وتتناسب مع كل عصر.

جاء ذلك فى البيان الختامى للمؤتمر العلمى الدولى الثالث لكلية أصول الدين بالقاهرة، والذى جاء تحت عنوان: «التنمية المستدامة فى الفكر الإسلامي»، وأضاف أن كلية أصول الدين رأت أن من واجب الوقت الذى لا يجوز تأخيره أن تناقش فى مؤتمرها الثالث قضية التنمية المستدامة فى الفكر الإسلامي، من خلال طرح عدة محاور تتعلق بهذا الموضوع، وقد أسفرت جلسات المؤتمر عن عدة نتائج أفرزتها البحوث المقدمة وهي:

أولًا: إن التنمية المستدامة هى التنمية المتوازنة التى تشمل مختلف أنشطة المجتمع باعتماد أفضل الوسائل لتحقيق الاستثمار الأمثل للموارد المادية والبشرية فى العمليات التنموية، واعتماد مبادئ العدالة فى الإنتاج والاستهلاك وعند توزيع العوائد لتحقيق الرفاهية لجميع أفراد المجتمع دون إضرار بالطبيعة أو بمصالح الأجيال القادمة.

ثانيًا: تؤكد كلية أصول الدين بالقاهرة بجامعة الأزهر الشريف أن أهداف التنمية المستدامة تحمل تطلعات إنسانية راقية سبق القرآن الكريم والسنة النبوية المكرمة بالدعوة إليها والتأسيس عليها والتطوير لها.

ثالثًا: التنمية المستدامة فى الفكر الإسلامى تشمل تنمية الإنسان فى ذاته إضافة إلى تنمية البيئة المحيطة به، وتحقق له خيرى الدنيا والآخرة، ويعتبر مفهوم التنمية المستدامة فى الفكر الإسلامى أشمل منه فى القوانين الوضعية والتشريعات الدولية.

رابعًا: إن للقيم الإنسانية والأخلاق الفاضلة دورًا كبيرًا فى تحقيق التنمية المستدامة؛ فإنه لا تنمية دون قيم حاكمة، وأخلاق سامية.

خامسًا: إن مستقبل العالم اليوم أصبح مرتهنًا بالتخطيط المستقبلى الذى يحقق التنمية المستدامة على كل المستويات.

سادسًا: إنه لا يمكن أبدًا للتنمية أن تقوم على فكر متطرف أو فهم منحرف، بل إن من ضروريات التنمية المستدامة تصحيح الأفكار المغلوطة والمفاهيم المنحرفة من باب التخلية قبل التحلية؛ لذا فإنّ إسهامات علماء الأزهر الشريف فى التصدى للانحرافات الفكرية أحد عوامل التنمية المستدامة.

سابعًا: تعتبر جودة التعليم من أهم أهداف التنمية المستدامة، وترتبط بها كافة الأهداف الأخرى، حيث يحتاج كل هدف منها إلى جيلٍ متسلّحٍ بالتعليم الجيد، متمكّنٍ من أدوات العصر ومقوّماته.

ثامنًا: تسهم المرأة بشكل مباشر فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما لها من دور بارز فى تنشئة الأجيال، ودعم الجهود التنموية على مستوى الأدوار التى تقوم بها، مما يحقق التناغم المثمر بين الجهود الفردية والمؤسسية.

تاسعًا: لا يقتصر دور التنمية المستدامة على الجانب المادى فى التصور الإسلامي، بل إنه يمتد إلى التنمية الروحية والعقلية المنضبطة بضوابط الشرع.