تمساح الإسكندرية «محمد علي محمود» بدأت قصته مع الماء عام 1952 عندما قام بأول محاولة في بطولة 400 متر حرة، وفاز ببطولة الإسكندرية، وكان عمره وقتها 11 عامًا.
وبعد ذلك بعامين فاز ببطولة 1500 متر، وكان يسبح معه أبو هيف الذي فاز بالمركز الأول في هذه المحاولة، وشعر المدرب حسن عبدالرحيم أنه أمام تمساح صغير يمكن الاستفادة منه، فتبناه وبدأ تدريبه في حمام ستانلي، وبعدها فاز ببطولة مصر وتوالت انتصاراته.
ومن أسعد لحظات التمساح المصري عندما تلقى خبر منحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى من رئيس الجمهورية وهو في إيطاليا بعد فوزه بسباق كابري نابولي مع أبو هيف، ولا ينسى أيضًا لحظة خروجة من الماء في هذا السباق الدولي، واحتضنه السفير المصري ولم يكتشف أن جميع ملابسه قد تلوثت بالشحم الذي غطى جسم محمد على محمود.
وأصعب موقف واجهه على بابا كما كانت تلقبه صحف كندا في سباق أوهريد في يوغوسلافيا عام 1965،عندما شعر أن معدته تقذف بكل ما فيها، وتكررت أكثر من 27 مرة وطلب منه مدربه أن يخرج من الماء ولكنه أصر على إتمام السباق وفاز بالمركز الثاني.
ونشرت مجلة آخر ساعة في 8 مايو عام 1968، قصة البطل «محمد على محمود» مع الموت الذي هدده في أحرج فترة ودفعته يومًا إلى أن يطلب من طبيبه الذي كان يشرف على علاجه أن يريحه من العذاب بأي طريقة.
عانى «محمد» من آلام شديدة فترة طويلة ولم تفلح معها كل المسكنات، فقد وصل إلى درجة الهذيان من قسوة الألم الذي لازمه واحتار فيه الأطباء حتى استطاعوا القضاء على مصدر الألم والمتاعب له.
وبدأت هذه الآلام بخراج عام 1966، وامتد من المصران الأعور وانتهى إلى ظهره وأجريت له عمليتان جراحيتان، وقرر له الطبيب الإنجليزي «ولشن» أن يرتدي قميص جبس وأن يرقد على سرير خشبي لمدة 4 شهور، وخلع القميص الجبس الذي يزن 22 كيلو ليرتدي قميصًا آخر من الألمونيوم.
وقال التمساح الذي يخشى العوم في الظلام في حديثة عن الآلام: لقد أحسست بالألم 4 مرات، الأولى عندما أجريت لي جراحة «الكارتلدج» في ساقي، والثانية مع «المصران الأعور»، ثم «الخراج» الذي أدى إلى التهاب العمود الفقري والذي كاد أن يمزقني من العذاب، ولم تسكت آلامي إلا عندما تم فتح ظهري مرتين بالمشرط.
فاز التمساح «محمد» بثلاث وأربعين كأسًا و 250 ميدالية، وحصل على وسام الرياضة من رئيس الجمهورية، وتزوج من «هانية أبو العز» وأنجبا «كريم».
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
