فى الصميم

فرصة للحل.. أو التصعيد!

جلال عارف
جلال عارف

إذا كان الرئيس الامريكى بايدن يعتقد ـ كما قال ـ إن «بوتين» قد أصبح ظهره إلى الحائط.. فإن هذا هو وقت الحل وليس التصعيد!!


للأسف الشديد، الواقع يقول غير ذلك وما يقوله «بايدن» يأتى  فيما يبدو ـ فى مجال التمهيد للقاءاته بالقادة الأوروبيين التى تبدأ اليوم، والتى تستهدف توحيد المواقف من أجل مزيد من الضغط على روسيا ومحاولة إزالة التردد الأوروبى فى فرض المقاطعة للبترول والغاز الروسيين، وربما السعى لموقف متشدد تجاه الصين بعد تهديدات «بايدن» لها بأن عليها أن تتحمل «عواقب» استمرار تعاونها مع روسيا!


الخطير فى التصعيد  المستمر لا يتعلق فقط بالقتال الدائر فى أوكرانيا، وإنما بالاطراف الاساسية فى الصراع وخاصة بالعلاقات بين روسيا وأمريكا والتى تقول موسكو الآن إنها «على حافة القطيعة» بينما تتوالى تحذيرات بايدن وكبار المسئولين الأمريكيين من هجوم سيبرانى تشنه روسيا على المواقع الألكترونية المهمة فى أمريكا، وبينما تتبادل روسيا وأمريكا الاتهامات حول الإعداد لهجمات بالاسلحة الكيماوية والبيولوجية الخطيرة.


وجه الخطورة هنا أن الصراع ينتقل من نطاق الحرب المحدودة فى أوكرانيا إلى الاحتكاك المباشر بين القوتين الرئيسيتين «أمريكا وروسيا» وهو ما كانت الجهود تبذل لتلافيه منذ بداية الأزمة خوفا من أن تمتد الحرب من أوكرانيا لتصبح حربا شاملة بين روسيا والغرب بكل ما يعنيه ذلك من كوارث على العالم كله.


مسئولية أوروبا كبيرة فى وقف الاندفاع نحو المزيد من التصعيد. هى التى تقف على خط النار مع روسيا، وهى التى حاولت «من خلال الجهود الفرنسية والألمانية» منع انفجار الأزمة ومازالت ترفض الدخول طرفا فى القتال وتحاول الابقاء على طرف خيط فى العلاقة مع روسيا، لأنها تدرك أن القطيعة الكاملة ليست فى صالح أحد، ولأنها لاتريد أن تكون ساحة حرب عالمية ثالثة بعد أن جربت أهوال حربين عالميتين، وبعد أن عرفت الازدهار فى سنوات التعايش السلمى، وبعد أن تعلمت ـ من الحرب والسلام ـ أنه لاشىء أسوأ فى وقت الأزمات.

من أن تتصور دائما أنك المنتصر، وأن عدوك ظهره فى الحائط!!