تشارك بلوحة مميزة لإحياء ذكرى ميلاد فان جوخ

نور الغادة تتألق في معرض «عزيزى ثيو»

الفنانة نور الغادة ولوحتها «ألا عودة»
الفنانة نور الغادة ولوحتها «ألا عودة»

كتبت : هاجر علاء عبدالوهاب

فى أحد خطاباته إلى أخيه «ثيو»، قال الهولندى فنسنت فان جوخ (١٨٥٣-١٨٩٠): «بدلا من أن أنقل ما أمام عينى بحذافيره، فإننى أستخدم اللون استخدامًا جائزًا حتى أعبر عن نفسى بقوة أكبر».

ولم يكن «ثيو» مجرد شقيق لفان جوخ، بل كان داعمًا له بكل ما تعنيه الكلمة، لذا لم يكن غريبًا أن يتم إطلاق اسم الشقيق على المعرض المقام حاليا فى قاعة الأهرام للفنون التشكيلية تحت عنوان «عزيزى ثيو» بمناسبة ذكرى مرور نحو ١٧٠ عاما على ميلاده.

تأرجحت رحلة فان جوخ بين الألم والإبداع، إذ يكفى أنه لم ينل من الشهرة والمال مع يتناسب مع ما يمثله من قيمة فنية وإنسانية رفيعة وإنتاج غزير يُقارب ٩٠٠ لوحة فى فترة زمنية لا تتجاوز عشر سنوات، ومع ذلك لم يرد له اعتباره إلا بعد رحيله، فقد اتهم بالجنون تارة وبالخروج على تعاليم الكنيسة تارة أخرى.
ورغم حياته البائسة اليائسة التى واجه فيها الكثير من المعاناة مع كل من حوله تقريبًا، فإن «ثيو» كان دائمًا ما يمثل له القلب الرحيم واليد الحانية الممدودة بلا حدود.

جانب من لوحات المعرض

إقرأ أيضاً | بعد أن استولى عليها النازيون.. بيع لوحة لفان جوخ في مزاد بسعر قياسي

عبر رحلته فى الحياة التى لم تتجاوز ٤٧ عامًا، برع فان جوخ فى إبداع لوحات تناولت موضوعات عن العالم المحيط به بصورة صادقة تترجم شعوره المرهف بأدواته التعبيرية التى توجه ضربات فرشاته المنفعلة وخطوطه المتوجعة والمنكسرة التى تعبِّر عن حسٍ داخلى عميق وألم روحى شديد انعكس على جميع أعماله.

فى الثالثة والثلاثين من عمره سافر فان جوخ إلى باريس، حيث أعجبه أصحاب الأسلوب التأثيري، لتتحوَّل ألوانه إلى زاهية متألقة بعد رحلة غير قصيرة من الألوان المظلمة القاتمة التى ميزت بداياته، وهناك تعانقت القيمة الرمزية مع اتجاهه التعبيرى المفعم بالمشاعر الإنسانية، فكان يستخدم اللون لوصف الانفعالات الإنسانية متجاوزا المفهوم الوصفى للأشكال المرئية، من ثم ابتعد عن استخدام المنظور الهندسى الذى فرضه مَنْ سبقوه، ووقتذاك مهَّد جوخ بأعماله لتعميق الاتجاه التعبيرى باكتشافاته للقيمة الاستثنائية للون.

ويضم معرض «عزيزى ثيو» المستلهم من أعمال فان جوخ، مجموعة من الأعمال المتميزة للفنان الهولندى العملاق، من حيث التكنيك وبالتة ألوانه المشهورة (الأصفر، والأحمر، والأزرق)، ومن بين الفنانين المشاركين فى المعرض، الفنانة نور الغادة بلوحة «اللاعودة»، التى نقلت فيها إحساسها الداخلى باستخدام التكنيك المشهور لفان جوخ، وهو الدمج بين الماضى والحاضر والمستقبل، الذى تمنت أن تعيشه الفنانة رغم أنه مخالف للواقع.

واستخدمت الغادة ألوان الزيت واعتمدت بالتة اللون الأزرق المميز لفان جوخ بتكنيكه المميز، واستعارت أشهر أعماله «لوحة النجوم» فى لوحتها، تعبيرًا منها عن أن الماضى بإمكانه إنارة طريقها فى الحاضر والمستقبل، حيث استعادت ذكراها لزوجها الكاتب الصحفى الكبير محمد أبوذكرى رحمه الله بصورة تجمعهما فى وجه القمر المضيء وهى تجلس فى حالة من الوحدة فى الحاضر تطل منها على ما كانت تتمناه مستقبلًا، وهما معا بعد أن مرت سنوات العمر، حيث تختلط الكثير من الأحاسيس والانفعالات التى تعبِّر عنها اللوحة داخل إطار إحياء ذكرى الفنان الراحل فان جوخ مع مجموعة الفنانين التشكيليين التى تحمل اسم «مؤسسة شباب طيف».

قاموس الفن

ما بعد الانطباعية

حركة فنية بدأت فى نهاية القرن التاسع عشر، وهى امتداد للانطباعية، وتأثرت بها واشتركت معها فى الألوان المشرقة، وتتميز بتكنيك ضربات الفرشاة الثقيلة الظاهرة، واعتمدت هذه المدرسة على اختيار موضوعاتها من الحياة الواقعية، ولكن بأسلوب خاص يميل إلى استخدام الأشكال الهندسية والبُعد عن التقييد بمتوارثات الانطباعية، ومن أهم فنانيها «فنسنت فان جوخ»، وكانت هذه المدرسة بمثابة حجر الأساس للمدرستين «التكعيبية» و«الوحشية».