حسنى عبدربه.. موهوب الإسماعيلية الأول.. وفنان الدراويش الأفضل

حسنى عبدربه
حسنى عبدربه

كتب: شوقى حامد

مشوارى فى بلاط صاحبة الجلالة زاخر بالمواقف حاشد بالأحداث ملىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طال لأكثر من أربع حقب زمنية.. فقد استحق التسجيل واستوجب التدوين.. وعلى صفحات «آخرساعة» أروى بعضا من مشاهده، وعلى كثرة أسفارى برفقة المنتخبات الوطنية والأندية إلى كل أقطار العالم لتغطية المنافسات إعلاميا لم تحظ رحلة من هذه الرحلات بالاهتمام والاعتناء كالتى حظيت به رحلة المنتخب الوطنى للكرة إلى زامبيا فى إطار التصفيات الأفريقية لبطولة ٢٠١٠، كان الكابتن سمير زاهر هو رئيس الاتحاد والمعلم شحاتة هو المدير الفنى وكانت كل مصر تتوق لتحقيق كأس البطولة الثالثة على التوالى..

 

كان كالوشا بواليا المتبقى الأوحد من الجيل الذهبى الزامبى الذى راح ضحية الطائرة المشئومة هو رئيس الاتحاد الزامبى.. أوفد الكابتن سمير ربيبه حازم الهوارى لأكثر من بلد أفريقى بحثا عن العدالة التحكيمية وأعلن شحاتة الطوارئ مبكرا ورفض دخول أى إعلامى فندق إقامة البعثة لدرجة أننى فكرت فى العودة رفضا للفندق المتواضع الذى دبره لنا كابتن سمير زاهر لولا أن الإعلامى مهيب قام بتوفير عمارة فندقية لكل الإعلاميين بالجهود الشخصية.. قبيل المباراة سمعنا عن الاتفاق الزامبى مع الطاقم التحكيمى الذى سيدير اللقاء الكبير وتعرضنا لصنوف وألوان من الحرب النفسية والضغوط المعنوية من الجانب المضيف لدرجة أن كريم حسن شحاتة نجل المدير الفنى وكان يجلس خلفى بالمقصورة الرئيسية للملعب كان يصيح بأعلى صوته مرددا آيات قرآنية لإفساد خطورة الهجمات الزامبية على مرمى المنتخب..

 

كان بطل هذا اللقاء الأول هو حسنى عبدربه لاعب الإسماعيلى الموهوب الذى فاجأ الجميع بإطلاق صاروخ عابر للأجواء ومخترق للشباك سكن مرمى أصحاب الأرض وأسهم فى خفض دوافعهم وإرباك وشل قدراتهم وتفنن لاعبو المنتخب فى غلق الطرق أمام المرمى وتدعيم التحصينات الدفاعية إلى أن انتهى اللقاء بفوز عزيز.. كان من الطبيعى أن نقترب جميعا من عريس الرحلة وراسم البسمة ابن الدراويش المخلص الذى بدا هادئا ساكنا وقورا مهذبا متواضعا.. لم يختل بنفسه أو يتيه بجهده أو ينسب النهاية السعيدة لذاته بل كان كما عهدناه من قبل ومن بعد يؤثر الآخرين ويعزو الفضل إلى الجميع الذين أمضوا سويعات رائعة قبل إقلاع الطائرة الخاصة التى أقلت البعثة إلى المحروسة وكان كلٌ من الكابتن سمير زاهر وحسن شحاتة أول المعتذرين للبعثة الإعلامية من خلال دعوتهما لعقد مؤتمر صحفى فى مطار أوساكا قبل إقلاع الطائرة بقليل..

 

وابن الإسماعيلى الذى لا يفتأ يعترف بفضله ويجاهر بامتنانه لقلعته التى طالما أفرزت العديد من النجوم من مواليد عروس القناة فى أول نوفمبر ١٩٨٤ ويمم قبلته شطر الإسماعيلى وانضم إلى أشباله وكان أصغر اللاعبين مشاركة فى الدورى الممتاز عندما فاز الدراويش بالدرع عام ٢٠٠١، ٢٠٠٢، وانضم لمنتخب الشباب تحت ٢٠ سنة فى كأس العالم لهذه المرحلة السنية بالإمارات، ورغم تلقيه العديد من العروض من أندية ذائعة الصيت أمثال يوفونتوس والأرسنال غير أن ناديه تمسك به ورفض كل العروض وفى عام ٢٠٠٥ احترف عبدربه بناد ستراسبورج الفرنسى وشارك معه فى ٢٢ مباراة وتم استدعاؤه للمشاركة فى كأس أمم أفريقيا ٢٠٠٦، غير أن إصابته حالت دون ذلك..

 

لم يكمل مسيرته الاحترافية الأولى بفرنسا لهبوط ناديه إلى الدرجة الثانية وعاد للإسماعيلى وتم اختياره أفضل النجوم بكأس أمم أفريقيا عام ٢٠٠٨.. تنقل حسنى عبدربه بين عدد من الأندية العربية معارا من الإسماعيلى أو منتقلا منه.. لعب مع أهلى دبى الإماراتى ثم إلى نادى اتحاد جدة السعودى معارا لمدة ستة أشهر ثم إلى النصر السعودى لمدة عام وحصل على العديد من البطولات فى هذه المشاركات.. بطولة أفريقيا للشباب ٢٠٠٣ دورة الألعاب العربية ٢٠٠٧ وكأس أمم أفريقيا عامى ٢٠٠٨ و ٢٠١٠.. ومع الإسماعيلى حقق بطولة الدورى موسم ٢٠٠1/٢٠٠2، وصيف كأس مصر ٢٠٠4 وصيف الدورى ٢٠٠2/٢٠٠3 وصيف أبطال أفريقيا ٢٠٠٣ وصيف أبطال العرب ٢٠٠٤ وصيف الدورى المصرى ٢٠٠7/٢٠٠8 كأس السوبر الإماراتى ٢٠٠٨، بطولة الدورى الإماراتى ٢٠٠٩.. يعانى عبدربه حاليا من المستوى الضحل الذى بلغه ناديه الذى تقهقر إلى المؤخرة فى الدورى المحلى ولم يحقق ولو فوزا واحدا حتى الأسبوع العاشر بالرغم من تغيير القيادات الفنية.. ونتمنى من أعماقنا أن ينتفض ويستعيد الفريق كل ما لديه من جهد وطاقة للدعم، ويجتهد فى الأداء والترشيد من خلال موقعه الحالى كمحلل وناقد للمباريات فى وسائل الإعلام المرئية.