قتل جيرانه ليستولي على مخبأ «يوم القيامة».. تفاصيل

المتهم
المتهم

 من عالم السياسة الى عالم الجريمة تنتقل مخاوف الحرب النووية ويصل تأثيرها الى حد السيطرة على عقول البعض والتحكم في خططهم المستقبلية، وهو الامر الذي دفع المحللين النفسيين الى التحذير الدائم من تأثر بعض الاشخاص وإصابتهم بإضطرابات نفسية حادة بسبب مخاوف الحرب وعقبات التهديد النووي وسيطرة تلك المخاوف عليهم بشكل يصل الى تهديد ارواحهم والمحيطين بهم.


بعيدا عن منطقة الحرب، في الجانب الآخر من العالم شهدت الولايات المتحدة الامريكية جريمة تحمل تفاصيل شديدة الغرابة، الجاني جندي سابق بدأت جريمته بالتسلل الى قصر السياسي الامريكي الشهير، ويسلي مورجان 71 عاما، النائب الجمهوري السابق بولاية كنتاكي، إنتهت واقعة إقتحام المنزل بإطلاق النار على سكانه، واولهم الابنة الكبري المحامية جوردان مورجان -32 سنة، واصابة السياسي الشهير وزوجته ليندسي، إعتقد الجميع في البداية ان الحادث يحمل دافع انتقامي دفع الجندي المتهم شانوني فينيس جيلداي 23 عاما الى قتل الجميلة جوردان مورجان -32 سنة- او ربما يرتبط الامر بإعجابه بها او حب جنوني دفعه لقتلها، وظل المتهم هارب بعد وقوع الجريمة عدة ايام الى ان انكشفت هويته لتنكشف تفاصيل جريمته وملابساتها المثيرة التي تحمل نوع آخر من الجنون.


هواجس الحرب

تداولت الصحف الامريكية تفاصيل الحادث الصادم وكشفت سريعا عن هوية مرتكب الجريمة ومواصفاته لمساعدة الشرطة فى القاء القبض عليه والغريب فى الامر انه شاب طموح انضم إلى معسكر تدريب ضباط الاحتياط بالجيش أثناء دراسته الهندسة الحيوية في جامعة هاواي ورغب فى التخصص فى مجالات العلوم العسكرية لتحمل جريمته المزيد من علامات الاستفهام.

 


سرعان ما إنكشفت شخصية الجاني الحقيقية، عبر روايات والدته وجيرانه ومعارفه؛ ليتفقون جميعا انه يحمل افكارا ومعتقدات خاصة يؤكد فيها لكل من حوله ان الحرب النووية قادمة لا محالة، والغريب فى الامر ان الجندي ارتكب جريمته بهذا الدافع قبل يومين فقط اندلاع الازمة الروسية الاوكرانية وتحديدا في 22 فبراير، وبعد الحادث اصدرت والدته كاتي بيانا رسميا اشارت فيه، ان ابنها جندي الاحتياط السابق ضمن القوات الامريكية لم يكن سليم العقل قبل اسبوعين من ارتكابه الحادث، لم يشغله سوى اقتراب الحرب النووية وضرورة البحث عن مخبأ لحمايته خاصة ان وكالة المخابرات المركزية تتبعه، ولم تنجح محاولات الام في اللجوء الى اخصائيين نفسيين لعلاجه وتحسين حالته.


قصر الأحلام

نعود الى الجريمة وعلاقتها بأفكار الجاني الذي تحدث مع المقربين منه عن قصر الاحلام الذي تعلق بكافة تفاصيله واستحوذ على افكاره من اجل إمتلاكه او السيطرة عليه، ظهرت تفاصيل المنزل كاملة من خلال إعلانات سماسرة العقارات منذ العام الماضي لبيع قصر النائب ويسلي مورجان بحوالي 6 ونصف مليون دولار بسبب امكانياته الهائلة حتى ان الاعلان وصفه بـ"ملجأ يوم القيامة" او المنزل الآمن على الاطلاق فى امريكا بأكملها؛ وهو قصر مزود بمخبأ نووي قام النائب السابق بولاية كنتاكي ببنائه عندما أصبح باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة الامريكية، وكشف الاعلان عبر الإنترنت ان القصر مصمم خصيصا لمقاومة الزلازل التي تصل قوتها الى 12 ريختر، ومزود بنفقين سريين للهرب احدهما يصل طوله الى حوالي 20 متر بالاضافة الى تزويده بخاصية تنقية هواء سويسرية، والاهم من ذلك انه  يحتوي على مخبأ خرساني ينخفض عن الارض بسبعة امتار تقريبا ويصل سُمك سقفه الى حوالى متر وجدرانه بسُمك 40 سم، كما تم تزويد المنزل بآلاف الاطعمة المحفوظة طويلة الامد للإكتفاء بها اطول وقت منها، واحتوى الاعلان على وصف تفصيلي لعنوان المنزل على طريق ويليس برانش في ريتشموند بولاية كنتاكي.


اختراق أمني

الغريب في الامر ان كل وسائل الامان المتعلقة بالمنزل تم إختراقها بسهولة في الحادث الاخير حيث نجح فينيس في إقتحامه بسهولة بعد تحطيم نافذة خلفية في الطابق الأرضي واظهرت لقطات كاميرا المراقبة الجاني المسلح ببندقية وهو يتسلل من المنزل في الرابعة فجرًا مرتديًا ملابس عسكرية مموهة حيث اتبع أسلوب تكتيكي وارتدى خوذة عسكرية وقفازات وقناع وجه.


اتجه فينيس نحو غرفة الابنة جوردان -32 سنة- في اولى خطواته للسيطرة على المنزل والقضاء على افراده تبعا لخطته او احلامه، أطلق النار على الابنة الكبري عدة مرات، وصلت اصوات طلقات الرصاص والصراخ الى غرفة النائب السابق وزوجته، استعان مورجان بسلاحه في الحال، وخرج من غرفته ليفاجأ بالجاني يخرج من غرفة ابنته، تبادل الطرفان إطلاق النار، سقط النائب مورجان وزوجته على الارض بسبب اصابتهما ليعجزا عن اللحاق بالجاني الذي تعرض للاصابة هو الآخر الا انه نجح فى الهرب من المنزل وخرج بسيارته البيضاء من القصر الآمن.


الإيقاع بالمتهم

تعافى مورجان وزوجته سريعا بعد إسعافهما وتأثرهما بجروح طفيفة، ولكن الجرح الاكبر تمثل في فقدان ابنته الكبرى جوردان بسبب الحادث؛ ليؤكد انه امر لن يستطيع التغلب عليه على الاطلاق، وهنا تحول القصر الى مسرح جريمة محاطا بشريط اصفر للتحقيق فى الجريمة، وبدأت التحقيقات لكشف هوية ودوافع الجاني الذي ظل هاربا لستة ايام بعد ارتكابه الحادث الى ان عثرت عليه الشرطة بعد ان حثته والدته على تسليم نفسه حتى يتمكن من الحصول على المساعدة القانونية الممكنة، وتأكدت الشرطة من اتهامه بسبب ملاحظات الجيران حول اختفاء سيارته بعد حادث اقتحام القصر بسبب انبهاره الدائم به، وتم استدعاء فينيس في محكمة مقاطعة ماديسون ووجهت إليه تهمة القتل العمد والسطو من الدرجة الأولى، والفساد الجنائي والاعتداء من الدرجة الأولى، وكذلك تهمتي محاولة القتل، وحددت المحكمة كفالته التي تصل الى 2 مليون دولار.

اقرأ ايضا | مصرع 4 أشخاص وإصابة آخر بإطلاق نار بالقرب من لوس أنجلوس الأمريكية