بدأت بمشكلة «الدبوس».. «أزمة الكتب» تعرقل انتظام الفصل الدراسى الثانى

 الفصل الدراسى الثانى
الفصل الدراسى الثانى

فى الوقت الذى انتظمت الدراسة بشكل كبير منذ انطلاق الفصل الدراسى الثانى قبل شهر تقريبًا، ظلت أزمة الكتب المدرسية تؤرق البعض على مستوى المدارس التجريبية التى ربطت تسليم الكتب بدفع المصروفات المدرسية، إلى جانب تأخر تسليم كتب الصف الرابع الابتدائى فى غالبية مدارس الجمهورية حتى وقتنا هذا، دون أن تعلن وزارة التربية والتعليم عن أسباب التأخير حتى الآن.. الظاهرة الأبرز هذا العام تتمثل فى توفر المناهج الجديدة التى وضعتها الوزارة هذا العام للصف الرابع الابتدائى فى الكتب الخارجية دون أن يتواجد الكتاب المدرسى، وهو ما أرغم غالبية أولياء الأمور على الاستعانة بها، فى حين تصاعدت شكاوى أولياء أمور طلاب المدارس التجريبية من ربط المصروفات المدرسية بقيمة تكلفة الكتب التى تضاعفت مؤخراً منذ التعاقد مع دور نشر لتأليف مناهج منظومة الصفوف الأولى (من رياض الأطفال وحتى الرابع الابتدائى)، إذ إن هؤلاء وجدوا أنفسهم مجبرين على دفع مصروفات الكتب دون أن يحصلوا عليها بالأساس.

تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، الأسبوع الماضى، بطلب إحاطة للمستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب، موجهًا للدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بشأن شكاوى أولياء أمور طلاب الصف الرابع الابتدائى من تأخر تسليم كتب الفصل الدراسى الثانى لأبنائهم حتى الآن، مضيفًا، أن مشكلة تأخر تسليم الكتب لطلاب الصف الرابع الابتدائى كانت منذ بداية العام، ورغم التنبيه أكثر من مرة على الوزارة، إلا أن الأزمة مازالت قائمة، مؤكدًا أن تأخر وصول الكتب الدراسية حتى الآن يؤثر على الطلاب، وخاصةً أن مدة الفصل الدراسى الثانى قصيرة، ولا تحتمل تأخر وصول الكتب كما حدث فى الفصل الدراسى الأول، والذى حصل فيه الطلاب على الكتب بعد مرور أكثر من شهر من الدراسة.

طلب إحاطة 

وطالب عضو مجلس النواب، وزير التربية والتعليم، بتوضيح أسباب تأخر تسليم الكتب الدراسية للطلاب حتى الآن، لأن العام الدراسى لا يأتى فجأة، وكل سنة تتأخر كتب المناهج المطورة دون أى سبب معلن، خاصةً مع قرار الوزارة بوجود امتحانات شهرية للصف الرابع الابتدائى هذا العام تضاف لتقييم الطالب، ولا يوجد أى كتب، متسائلًا: «كيف سيتم امتحان الطلاب نهاية الشهر فى هذا الوضع؟»، ويأتى تأخير تسليم كتب الصف الرابع الابتدائى قبل أقل من شهر على انطلاق اختبارات طلاب الصف الرابع الابتدائى لشهرى فبراير ومارس فى الثانى من أبريل المقبل، والتى سيتم فيها اختبار الطلاب على المناهج المقررة حتى نهاية مارس الجارى، وهو ما يجعل هناك احتمالات متصاعدة لبدء الطلاب الامتحانات دون تسلم الكتب، وفى حال تسلمها فإن الوقت لن يكون كافيًا للتعرف على ما جاء فيها.


من جانبها قالت فاطمة فتحى، أدمن جروب «تعليم بلا حدود»، على موقع «فيسبوك»، إلى أن أزمات تأخر كتب الصف الرابع الابتدائى بدأت منذ الفصل الدراسى الأول فى حين أنها تسربت إلى دور النشر التى يصدر عنها الكتب الخارجية، ما يشير إلى أنه لا توجد أزمات على مستوى وضع المنهج الجديد، موضحة أنه مع بداية العام ظهرت أزمة «الدبوس» بالنسبة لكتب العلوم والرياضيات، وفى مطلع نوفمبر الماضى، أكدت رئيس مركز تطوير المناهج، نوال شلبى أن «كتابى الرياضيات والعلوم عبارة عن كتابين فى واحد (أنشطة ودروس)، بالتالى حجمهما صار أكبر، وبعد الطباعة اكتشفنا أن الدبوس الموجود فى الكتابين غير مناسب لحجم الكتابين، بالتالى سيكون غير عملى فى الاستخدام من جانب طفل فى الصف الرابع الابتدائى»، ما تسبب فى تأخر تسليم كتب المادتين فى حين أن بعض المدارس لم تستلمها من الأساس.


وأوضحت فاطمة فتحى، أن أزمة تأخر الكتب تتكرر الفصل الدراسى الثانى، فى حين أن أولياء الأمور وجدوا أنفسهم مضطرين لشراء الكتب الخارجية التى شهدت إقبالاً كبيراً من جانب الكثيرين إلى الدرجة التى أضحت فيها غير متوافرة وليس بالسهولة الوصول إليها، مشيرة إلى أن تأخر تسليم الكتب به انعكاسات سلبية على فهم الطلاب لفلسفة المنظومة الجديدة، وبالرغم من أن الطلاب تحملوا صعوبات المنهج وعجز المعلمين وزيادة الكثافات داخل الفصول غير أن أزمة الكتب جاءت لتكمل حجم المشكلات التى يواجهها طلاب الصف الرابع الابتدائى.

اختفاء كتب «سنة رابعة» 

وأكدت أن أزمة الكتب تبدو مضاعفة بالنسبة للمدارس التجريبية لأن الوزارة تربط المصروفات المدرسية بمصرفات الكتب وبالتالى فإن أولياء الأمور يصبحون بشكل متكرر تحت ضغوطات تحويل أبنائهم من المدارس التجريبية إلى الحكومية العادية فى حال عدم دفع المصروفات، بالرغم من أنهم قد لا يحصلون على الكتب نتيجة تأخرها خلال الفصل الدراسى الأول وإمكانية تكرار الأمر خلال الفصل الدراسى الثانى، موضحة أن القانون رقم 94 لسنة 1985 والمنظم لعمل المدارس التجريبية يربط بين حصول الطلاب على الكتب المترجمة وهى (العلوم والرياضيات) فى مدارس اللغات بالمصروفات، فى حين أن الكتب الدورية العديدة التى أصدرتها الوزارة مؤخراً منذ تأليف كتب المنظومة الجديدة ربطت بين الكتب جميعها والمصروفات المدرسية، مشيرة إلى أن عددا كبيرا من أولياء الأمور دفعوا 775 جنيهاً قيمة الكتب المدرسية للفصل الدراسى الأول دون أن يحصلوا عليها لعدم توافرها.


وأكدت أمانى الشريف، منسقة «ائتلاف اتحاد المدارس التجريبية» عبر موقع «فيسبوك»، أن طلاب المدارس التجريبية كانوا يتسلمون الكتب المدرسية مع دفع المصروفات المدرسية باستثناء كتب الرياضيات والعلوم باللغات التى بلغت مصروفاتها 50 جنيها، وقبل إلغاء المستوى الرفيع كانت هناك إمكانية لشرائها من خارج المدرسة ولم يكن يتخطى سعر الكتاب 90 جنيهاً ولم يكن هناك أى مشكلات مثارة بشأن الكتب قبل قرار الوزارة بتطبيق منظومة الصفوف الأولى أى نظام تعليم «2.O»، مشيرًا أنه «مع تطبيق النظام الجديد وجدنا أن هناك زيادات مضطربة على مستوى أسعار المصروفات المدرسية والتى كانت تتراوح من قبل بين 200 و400 جنيه لتصل الآن إلى 1000 جنيه بالنسبة للمدارس الرسمية التجريبية، ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب بل إننا وجدنا أننا مطالبون بدفع مبلغ يصل إلى 1200 جنيه قيمة الكتب المدرسية، وهو ما يعنى أن قيمة الكتب بالنسبة لطلاب النظام الجديد تفوق قيمة المصروفات المدرسية».

انعكاسات سلبية 

وأكدت الشريف، أن أولياء الأمور وصلتهم ردود بأن تأليف الكتب وطباعتها لم يعد من خلال الوزارة وإنما من خلال دور النشر التى تعاقدت معها، وأن الإدارات والمدارس تتعاقد مع تلك الدور لتسليم الكتب إليها مع توفير هامش ربح يصل إلى 15% إلى المدرسة كرسوم إدارية، ومنذ تحديد تلك النسبة أضحت المدارس تتحجج بأن تسليم الكتب من خلالها إجبارياً للاستفادة من تلك النسبة، فى حين أن طلاب المدارس الحكومية يحصلون على تلك الكتب مجاناً، لافته إلى أن كافة طلاب المدارس التجريبية مجبرون على دفع مصروفات الكتب المدرسية بمن فيهم الذين لديهم عوائق قانونية وأثبتوا ذلك من خلال البحث الاجتماعى، والذى يستثنى فقط المصروفات المدرسية دون مصروفات الكتب، إلى جانب أن المشكلة الأكبر تتمثل فى أن الكتب غير متوافرة بالأساس وتصل للمدارس التجريبية متأخرة.


وتابعت، الكثير من أولياء الأمور الذين لم يتسلم أبناؤهم كتب الفصل الدراسى الأول حاولوا استرداد قيمة مصروفاتها غير أن الإدارات والمدارس رفضت ذلك بحجة أن الوزارة تسألهم عن قيمة مصروفات الكتب، مشيرة إلى أنه فى حال قام طالب بالتحويل من مدرسة تجريبية إلى أخرى فإنه يكون عليه دفع مصروفات الكتب فى المدرسة التى حول منها والمدرسة التى انتقل إليها وفى نهاية الأمر قد لا يحصل على الكتب من الأساس فى حال عدم توافرها، مشيرة إلى أن الوزارة ترى أن أولياء الأمور عليهم دفع مصروفات الكتب الحكومية لأنهم يذهبون لشراء الكتب الخاصة وهو مبرر غير منطقى، إذ إن اللجوء للكتب الخارجية يرجع لتأخر تسليم كتب المدرسة وكذلك وجود أجزاء للاستماع داخل الكتب بحاجة لاستكمالها من خلال الكتب الخارجية التى تحتوى على تدريبات وتبدو متكاملة أكثر من الكتاب المدرسى.

صرخة أولياء الأمور 

وأوضحت الشريف، أن مطالب أولياء أمور المدارس التجريبية تتلخص فى فصل مصاريف الكتب عن المصروفات المدرسية، لأن الواقع يشير إلى أن الجزء الأكبر من أولياء الأمور تحديداً فى الصف الرابع الابتدائى لم يدفعوا المصروفات المدرسية، وهناك قناعة بأن المدرسة لن تستطيع تحويل الجزء الأكبر من الطلاب للمدارس الحكومية، كما أن بعض المدارس بحاجة لأن تحصل على مصروفاتها دون ربطها بالكتب والكثير من مديرى المدارس لديهم رغبة فى الحصول على المصروفات المدرسية فقط بدلاً من حالة العزوف الجماعى عن دفع المصروفات.