أحمد إبراهيم
في ظل الانتقادات لحال الدراما، خاصة ضعف السيناريوهات، التى أصبحت بلا جديد وموضوعات مملة من كثرة التكرار والاستسهال، والاقتباس من أعمال أجنبية بشكل كبير؛ جاء محمد أمين راضي ليكسر هذه الحالة، حتى أصبح له جمهور مزيج بين المثقف والمواطن البسيط، ودائما ما تتحدث أعماله عن نفسها، كمسلسلات نيران صديقة والعهد ومملكة إبليس، والسبع وصايا.. «أخبار النجوم» تستطلع آراء النقاد حول مجمل أعماله.
في البداية تقول الناقدة ماجدة خير الله، إن محمد أمين راضي استطاع أن يحقق نجاحات متوالية في فترة قصيرة، وساعده في ذلك البداية القوية لمسلسلي نيران صديقة والسبع
وصايا، فهو انتهج طريقا مختلفا عمن سبقوه وأبناء جيله، وهي التشويق والغموض في أعماله، فعندما تتابعها يكون من الصعب عليك أن تتوقع النهاية لأن أفكاره من خارج الصندوق وهي تيمه الاعمال الدرامية الأجنبية والسبب في نجاحها.. كما أنه مؤلف مغامر لم يضع حسابات كثيرة أو يتردد في تلك الخطوة خاصة في ظل فشل التجارب السابقة، ممن حاولوا ولكنه درس الأمر جيدا، ووظف خبراته واستفاد من أخطاء الآخرين حتي حقق نجاحا منقطع النظير.
أما الناقد رامي عبد الرازق يضيف إن محمد أمين راضي مؤلف موهوب بالفطرة، ويكمل : «قبل أن أتحدث عن أعماله وتقييمها فإنه على الرغم من سنه إلا أنه استطاع أن يسبق جيله وأجيال أخرى سبقته وهو مؤلف محظوظ أتيحت له الفرصة وهو تمسك بها بالفعل واستطاع أن يثبت موهبته في فترة قصيرة وسبق جيله بمراحل وذكاء محمد أنه صبر علي نفسه كمؤلف وانتظر أن يقدم نفسه كبداية قوية كانت
فاتحة خير عليه من خلال نيران صديقة والسبع وصايا والذي استطاع من خلالهما أن يترك بصمة وعلامة فظل اسمه محفورا في الأذهان عند العرض الأول، وذكاءه أيضا في دراسة الوسط جيدا والتركيز علي الجوانب الناقصة في الدراما المصرية واستغلها جيدا، وبدايته أيضا كانت السبب أنه قام بعمل ورشة للتأليف فأتاح الفرصة للكثير من الموهوبين».
ويتابع: «كما أن محمد أمين أثبت أنه ليس هناك مستحيل في السيناريو، والدراما باختياره المتقدم، والذي سبق الكثيرين لموضوعات السيناريو، كما حدث في مسلسل العهد، والذي عرض في وقت لم تكن تلك الأعمال على الساحة أو أن يتوقع أحد أن تحقق هذا النجاح الكبير.. أيضا نجاح أمين راضي أثبت لمروجي الانتقادات للمؤلفين أن في مصر مؤلفين كبار من العيار الثقيل يضاهون عمالقة زمان، وأن ما يحتاجوه مجرد الخبرة مع مرور الوقت.
ويضيف رامي عبد الرازق، أن محمد أمين استطاع ان يكسب جمهور الفضائيات بالإضافة الي جمهور المنصات، وهو ما حدث عندما عرض مسلسل مملكة إبليس علي منصة شاهد، وحقق نجاحا كبيرا على الرغم من التوقعات أن الأعمال الدرامية لا تنجح كثيرا على المنصات، ولكن العمل فرض نفسه وأيضا المسلسل الجديد «منورة بأهلها» لأمين راضي مع العملاق يسري نصر الله، والذي يطرح أبواب الدراما من جديد، لأن ميوله للسينما فاختار يسري نصر الله محمد أمين ليكون مؤلف العمل وهذا يدل علي الثقة التي يعولها عليه.
ويتابع الناقد رامي المتولي، إن محمد أمين راضي واحد من أفضل المبدعين ليس بين أبناء جيله فقط، ولكنه ينافس كبار وعمالقة المبدعين في مصر لانه ليس كل مؤلف في زمننا هذا يعتبر مبدعا فهو يستخدم أسلوب فلسفي في الحوار، ولكن ليس بشكل مبالغ فيه، والتي يصعب علي الفنانين والمشاهدين استيعابه، وهذا ذكاء من أمين راضي.. كما أن جمله الحوارية متناسقة وتسلسل أحداث أعماله الدرامية مترابطة، ولذلك من الصعب حذف مشاهد له، لأن في ذلك ضرر بالغ على السيناريو والحبكة الدرامية، ويخل بها تماما وتداولت انباء ان هناك أعمال لامين راضي لاتزال حبيسه الأدراج وحدثت مشاكل بها بسبب اصرار شركة الانتاج أو المخرج على حذف جمل أو مشاهد رئيسية في الأحداث، وهو ما رفضه أمين راضي تماما.
ويتابع: «أعمال امين راضي تتسم بالتنوع في الموضوعات بعيدا عن الاسفاف والتكرار بين المسلسلات واختياره لافكار السيناريو الواحد مزيجا من الحياة الاجتماعية والقضايا المهمة في اطار أسري بالإضافة الى أسلوبه المعتاد في الغموض والاثاره بعيدا عن المط والتطويل او الاقتباس من أعمال أجنبيه وتمصيرها بتفاصيلها دون تغيير، ولكن امين راضي استطاع أن يوظف المعتقدات والخرافات التي كانت متداولة في المجتمع المصري والبعد تماما عن الخرافات الأجنبية المهروسة في الدراما والسينما المصرية.
