أحمد سيد
عام 2013 شهد أول ظهور لمحمد أمين راضي من خلال مسلسل «نيران صديقة» – أول أعماله التي يتم تنفيذها على الشاشة - وقتها أيقن الجمهور أنه أمام مؤلف من طراز فريد، صاحب رؤية إبداعية مختلفة عن السائد، ولديه شخصية وأسلوب يدفع أبطال عمله للوقوع في غرام الشخصيات التي يقدموها، وهو ما ساهم بشكل كبير في تكوين جسر من الثقة بينه وبين جميع عناصر العمل الفني من جهة ومن جهة أخرى مع جمهوره الذي أصبح يتشوق إلى أعماله، ليكون راضي صانع الأعمال الأكثر غموضا في الدراما والسينما، وأخرها مسلسل «منورة بأهلها» والذي يتعاون فيه مع المخرج الكبير يسري نصر الله، ويقوم ببطولته ليلى علوي وباسم سمرة وغادة عادل وسلوى خطاب ومحمد حاتم.
ثبت محمد أمين راضي أقدامه في عالم الدراما، منذ أولى تجاربه في مسلسل «نيران صديقة»، إذ اثار حالة من الجدل الواسع حول هذا العمل، والذي حظي على توافق نقدي
وجماهيري، خاصة أن العمل نسج خيوطه الدرامية بكل حرفية، واستطاع أن يجذب الجمهور له حتى الحلقة الأخيرة من العمل، ولعب فيه على وتر الغموض والإثارة، حتى أنه أكد من خلال هذا العمل أن بطل هذا العمل هي القصة أو السيناريو المكتوب بعناية ودقة، خاصة أن العمل ضم مجموعة كبيرة من الأبطال على رأسهم منة شلبى وعمرو يوسف والسورية كندة علوش ومحمد شاهين ورانيا يوسف ومحمد ممدوح، والوجه الجديد وقتها التونسي ظافر العابدين في أول أعماله المصرية.
لم يحتاج أمين راضي – البالغ من العمر 40 عاما - إلى وقت طويل من أجل أن يكرر نجاحه الأول ويؤكد على أن الدراما المصرية ربحت موهبة جديدة ساهمت في تغيير نمطية الكتابة الدرامية، وأكدت أيضا على وجود مشروع مؤلف ولد بالدراما كبيرا، حيث استطاع أن يحقق نفس النجاح في مسلسله الثاني «السبع وصايا»، والذي أثار حالة من الجدل الواسع فور انتهاء عرضه بسبب نهايته التي جاءت صادمة للجمهور، وبرغم من ذلك لم يفقد محبي أعماله الثقة فيه، وأصبح راضي مصدرا للأعمال الدرامية الغامضة، والتي ينجذب إليها الجمهور لما وجدوه من دراما مختلفة ورؤية فنية تسبح ضد التيار السائد، والتي أعادت أيضا التوازن والشكل الصحيح للدراما، وهي أن يقدم عمل دراما يعتمد في الأساس على القصة، وليس الممثل، حيث كانت الدراما في فترات كثيرة كالهرم المقلوب، حيث أعتمد على اختيار الممثل أو كتابة سيناريو تفاصيل للبطل، وهو أسلوب حقق فشل.
وتوالت بعد ذلك أعمال راضي، وبات واحدا من المبدعين الذين ينتظر الجمهور أعماله بفارغ الصبر سواء في الدراما أو السينما ليقدم بعد مسلسلي «نيران صديقة» و«السبع وصايا»، مسلسل «العهد»، والذي كان مفاجأة أيضا للجمهور، والذي تابعه بكل شغف ليثبت راضي أقدامه بقوة في الدراما، بعد هذا العمل قرر راضي التوجه إلى السينما، والتي لها اعتبارات وحسابات مختلفة عن الدراما، وقرر أن يخوض تجربته الأولى من خلال فيلم «من ضهر راجل» مع آسر ياسين ومحمود حميدة وياسمين رئيس، وإخراج كريم السبكى، لكن التجربة لم تلق نفس النجاح الذي حققه في الدراما، وربما مع تدخل عوامل أخرى مما تسبب ذلك في انسحابه من السينما والعودة مجددا إلى الدراما.
شركة كتابة
قرر راضي بعد تجربته السينمائية أن يؤسس شركة متخصصة في كتابة السيناريوهات وتسويقها، وأنضم إليها عدد كبير من المبدعين الشباب، لتسويق أعماله وعرضها على
المنتجين، وبالفعل كانت فرصة جيدة لظهور عدد كبير من المبدعين والكتاب الشباب، وكانت من بين الأعمال التي قدمت للشاشة الصغيرة مسلسل «كلام على ورق» من بطولة اللبنانية هيفاء وهبي وماجد المصري وأحمد زاهر وروجينا واللبنانية ندى أبو فرحات والراحل حسين وكريم قاسم، وقام بكتابة هذا السيناريو 3 من كتاب «الورشة»، وهم «أحمدوائل، محمد سيد بشير، مصطفى جمال هاشم»، كما قدمت الشركة أيضا سيناريو مسلسل «البيوت أسرار» الذي قام ببطولته مجموعة من النجوم منهم سلوى خطاب وهنا شيحة وآيتن عامر ونسرين أمين وشيري عادل، وقام بكتابته كلا من أحمد وائل ونهال سماحة ومحمد عبدالعزيز.
راضي كشف عن السبب الحقيقي وراء انشاء شركة متخصصة في كتابة السيناريو، حيث قال في تصريحات صحفية: «كنت أشعر دوما أن السوق الفني يعاني أزمة ثقة في كل ما هو جديد، لذلك لا يحبذ في الغالب التعامل مع الكتاب الجدد، فهم يبحثون دائما عن المؤلفين الذين لديهم تجارب سابقة، وأنا واجهت ذلك في بداية محاولاتي للإلتحاق بالسوق، مما جعلني أيقن أن هناك كتاب موهوبين لكنهم لا يجدون الوسيلة للوصول للمنتج أو لتسويق أعمالهم بالشكل المناسب، وفكرت في انشاء الشركة لأكثر من هدف، أولها إعطاء الفرصة للكتاب الموهوبين، وثانيها تقديم الأعمال التي نؤمن بها بأنواع وأشكال جديدة تساعد على تطوير الدراما قدر الإمكان، خاصة بعد أن أثبتت مسلسلات (نيران صديقة) و(السبع وصايا) وغيرها، أن الجمهور يبحث عن الجديد في عالم الدراما، و(شركتي) أصبحت بمثابة الوسيط الموثوق بين شركات الإنتاج والنجوم من جهة، والكتاب الجدد من جهة أخرى».
منورة بأهلها
قدم راضي حتى الآن - سواء في السينما أو التليفزيون - 8 أعمال فقط، أخرها مسلسل «منورة بأهلها»، الذي يعرض حاليا على منصة «شاهد»، والعمل يتكون من 10 حلقات، وتدور أحداثه في إطار من الغموض والإثارة حول التحقيق في جريمة قتل شاب يدعى «مهاب» داخل منزله، وتحاول النيابة كشف الغموض المحيط بالحادث من خلال مجموعة من قصاقيص الصور، العمل من قوته دفع المخرج يسري نصر الله للتنازل عن مبدأ إلتزامه بالعمل في السينما، ليقدم من خلال هذا العمل أول تجاربه في عالم الدراما التليفزيونية.
