«مدينة الذهب».. كنز مصر الأصفر يحتل الأسواق العالمية

مدينة الذهب
مدينة الذهب

علا نافع

جاءت توجيهات الرئيس السيسى بإنشاء مدينة الذهب بالعاصمة الإدارية الجديدة كى تصبح مدينة عالمية تضم على أرضها أفضل صناع الذهب وعشرات الورش وذلك لتفريخ عمالة مدربة على صنع مقتنيات ذهبية لا مثيل لها، ولتعود مصر مرة أخرى لريادة الصناعة بالمنطقة العربية كما كانت سابقا.

تبلغ مساحة المدينة ما يقارب 150 فدانا وسوف يتم الانتهاء من إنشائها على مدار العامين المقبلين، ومن المتوقع أن تحتضن المدينة بعد الانتهاء من إنشائها معرضا دوليا يقام كل عام لجذب مزيد من الاستثمارات العربية والأجنبية فى هذا القطاع الحيوى، تشرف وزارة التموين على المدينة حيث توفر لها كافة مستلزمات الصناعة والإنتاج، فضلا عن إنشاء مدرسة تعليمية كبرى لتخريج دفعات جديدة من صناع الذهب.

يقدر الدكتور على المصيلحى وزير التموين حجم الاستثمارات المتوقعة فى مدينة الذهب من 6 إلى 10 مليارات جنيه، كما يبلغ عدد ورش الذهب حوالى 400 ورشة فنية لإنتاج الذهب، و150 ورشة تعليمية أخرى، ويأتى إنشاء المدينة فى خطوة جادة لزيادة استثمارات مصر من الذهب وذلك بعد زيادة الإنتاج الذى يبلغ حاليا 15.8 طن سنويا.

ويهدف المشروع إلى توفير أماكن عرض مناسبة لتجار الذهب يجاورها مبنى ضخم لمصلحة الدمغة والموازين، كما سيقام لأول مرة متحف للمقتنيات الذهبية النادرة التى كانت مصر تحتل مركزا هاما فى تلك الصناعة، وبحسب تأكيدات المصيلحى أن المدينة سوف تكون بمثابة قلعة الذهب العالمية.

يقول مصطفى صابر، أمين عام رابطة جواهرجية مصر: إن قرار الرئيس بإنشاء مدينة الذهب خطوة هامة وإنعاش للصناعة بعد أن مرت ببعض العثرات الاقتصادية التى هددت عرشها، ولكن بالرغم من ذلك مازال المنتج المصرى ينافس بقوة من حيث جمال تصميماته وإتقانها، مؤكدا أن قرار الرئيس كان حلما يساور كبار التجار والمصنعين وقد تحول إلى حقيقة.

وعن تخطيط المدينة، يرى صابر أنها تخدم قطاع الذهب من حيث المدرسة التعليمية التى سوف تخرج أجيالا من خيرة الصناع الذين يستخدمون أحدث التقنيات العالمية جنبا إلى جنب خريجى مدرسة إيجبت جولد للتكنولوجيا التطبيقية، كذلك فإن المعرض السنوى سوف يجذب عشرات الاستثمارات الأجنبية ويروج لما يعرف باسم سياحة الذهب التى تشتهر بها دول الخليج، مشيرا إلى أن الحكومة تهتم بتسخير محاور الطرق الجديدة والموانئ الهامة لتكون قريبة من المدينة.

ويطالب صابر الحكومة بتحويل مصلحة الدمغة والموازين إلى هيئة اقتصادية لا تخضع للقواعد الروتينية أو البيروقراطية مما يجعلها تتحرر من سيطرة البعض عليها وهذا بالطبع يقود صناعة الذهب للعالمية ويجعلها رائدة.

إيهاب واصف، رئيس شعبة المعادن الثمينة بغرفة الصناعات المعدنية، قال: إن مدينة الذهب المنتظرة تعمل على تطوير وتنشيط صناعة الذهب خاصة أننا نمتلك قدرة تنافسية عالية سواء بالفنيين أو الإمكانيات المهارية وهو ما يؤهلنا لأن نكون مركزا تصديريا للدول العربية وأفريقيا وذلك أسوة ببعض الدول التى أنشأت مدينة لتطوير الذهب مثل تركيا ودبى.

أشار واصف إلى أن المواد الخام التى تعتمد عليها الصناعة هى جبس سيلكا وتوجد فى الصحراء الشرقية ويمكن لمراكز الأبحاث الاتجاه لاستخراجها، كذلك الرمال البيضاء المصنع منها الفصوص وهى مادة نستوردها من الصين وتوجد بغزارة فى صحارى مصر وبالطبع فإن ذلك سوف يوفر آلاف الدولارات، مضيفا إلى أن مصر تحتل حاليا المرتبة الثالثة فى جودة المصنوعات بعد إيطاليا وتركيا.

ويقول أمير سمير، صاحب محل بمنطقة الجمالية، إن القرار يحيى صناعة الذهب بمصر ويعيد إليها بريقها الذى خفت بفعل ارتفاع أسعار مستلزمات الصناعة والتنافس مع دول بعينها مثل تركيا والهند وهذا ما دفع كبار الصنايعية لاعتزال مهنتهم والتوجه لمهن أخرى، مؤكدا أن مصر بحاجة إلى إقامة معارض دولية تروج لصناعتها على غرار دول الخليج وتركيا، وهذا بالطبع سوف يعود بالفائدة على كافة القطاع، مضيفا أنه كان هناك تخوف من بعض أصحاب محلات الصاغة من وجود المدينة فى منطقة بعيدة، لكن تصريحات وزير التموين جاءت مطمئنة لنا بأن المدينة سوف تكون بمنطقة حيوية فى العاصمة الإدارية الجديدة، كما سيتم توفير شبكة طرق حيوية ومطارات لتقوم على خدمتها وهذا بالطبع يروج لمحلاتنا ويجعلها تحت دائرة الضوء أمام الزبائن.

ويتفق معه، محمود السروجى، صاحب ورشة ذهب، مشيرًا إلى أن خطوة إنشاء مدينة الذهب تأخرت خاصة مع تدهور حال الصناعة بسبب ارتفاع الأسعار المتتالية لكن بمجرد إعلان الرئيس تلك الخطوة عمّ فى صدور الصناع والفنيين ارتياح كبير، وشعرنا بأن الرئيس يهتم بذلك القطاع الحيوى لقدرته على جذب الاستثمارات وسياحة الذهب، مؤكدا أن مصر لها مكانة تاريخية فى الصناعة منذ عصر المصريين القدماء ومازالت مناجم الذهب بالصحراء شاهدة على ذلك، ولفت إلى أن الدولة عليها توفير كافة مستلزمات الإنتاج للصناع وأصحاب المصانع حيث يتم استيرادها بأسعار عالية متغيرة بتغير الظروف السياسية خاصة أن أغلبها موجود بمصر مثل الرمال البيضاء والسيلكا.