وزير الخارجية الروسى: ضغط الغرب تحضير لمواجهة الصين

روسيا تتهم أمريكا بإحكام سيطرتها على أوروبا بأكملها

وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف
وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف

أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أن موسكو وكييف تبحثان بشكل جاد فى محادثاتهما مسألة الوضع الحيادى للدولة الأوكرانية، وذلك ضمن سياق طلب موسكو تقديم ضمانات أمنية إليها.

اقرأ أيضاً | موسكو تصف اتهام واشنطن لها بإبطاء الاتفاق حول الملف النووي الإيراني "بالكاذب"

وأعرب لافروف فى حوار مع قناة «ار بى سي» الروسية اليوم الأربعاء عن استعداد موسكو للبحث عن أى حلول لضمان أمن روسيا وأوكرانيا وأوروبا بأكملها دون استمرار توسع حلف شمال الاطلنطى (الناتو).
واعتبر لافروف أن تطورات الأحداث الأخيرة حول أوكرانيا تحظى بأهمية قصوى بالنسبة للعالم برمته، واصفا إياها بأنها «معركة من أجل مستقبل النظام العالمي».

وقال: «أحكمت الولايات المتحدة هيمنتها على أوروبا بأكملها. نمر الآن بمنعطف مفصلى فى التاريخ المعاصر يعكس المعركة من أجل مستقبل النظام العالمي». وأوضح الوزير أن الغرب مقتنع بشكل خاطئ بـ»تفوقه المطلق على الآخرين» وسعى «بناء عالم سيسيطر فيه على كل الأمور دون أى عقاب أو احتجاجات». وقال: «هناك الآن الكثير من الأحاديث عن ضرورة تركيز الضغوط على روسيا لأنها تشكل آخر حر ينبغى تجاوزه قبل الانتقال إلى مواجهة الصين. إنه كلام بسيط لكن فيه حقيقة جوهرية».

وحمل لافروف دول الغرب المسؤولية عن ابتكار مصطلح «النظام العالمى المبنى على قواعد محددة»، مضيفا أن شركاء روسيا الغربيين «تجاهلوا بتعجرف» مبادرة الضمانات الأمنية التى تقدمت بها موسكو فى ديسمبر الماضى ردا على توسع الناتو فى أوروبا على مدى عقدين، مشددا على أن الغرب لم يرغب فى حل المسائل الأمنية مع روسيا سلميا. وقال: «سألتنى لماذا لم يكن من الممكن حل هذه المسألة سلميا، لكننا اقترحنا حلها سلميا على مدى سنين».

واتهم الوزير الغرب بمحاولة «الاستهتار بعقل الشعب الأوكرانى وتحريضه ضد روسيا»، مشيرا إلى أن واشنطن تلعب دورا رئيسيا فى تحديد موقف حكومة كييف فى محادثاتها مع موسكو، لكن روسيا «لم تر من قبل الولايات المتحدة اهتماما بتسوية النزاع حول أوكرانيا بأسرع وقت ممكن».

من جهته، قال مدير الدائرة الأوروبية الرابعة بوزارة الخارجية الروسية، يورى بيليبسون، «إن الإجراءات غير الودية التى اتخذتها بعض الدول الأوروبية ضد روسيا مفروضة عليها من الخارج، ويمكن أن تكون لها عواقب مدمرة». وأضاف: «إن الأعمال غير الودية، التى تدفع بوضوح من الخارج، سوف تؤدى حتما إلى مزيد من تكثيف المواجهة، المحفوفة بالعواقب الوخيمة على العلاقات الثنائية بين روسيا والبلدان الأوروبية، وتسمم الأجواء الجيوسياسية غير الصحية بالأساس، وذلك بالتأكيد ليس خيار روسيا».

وفى موسكو ايضا، أكد سيرجى ناريشكين، مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسى امس بأن مصير روسيا يتم تحديده حاليا، وهى لن تتراجع أبدا فى الأمور المتعلقة بضمان سيادتها. وقال ناريشكين فى كلمة امس: «يجب ألا ننسى أن العامل الرئيس فى تطور روسيا، وهو جوهر تاريخها الممتد لألف عام، كان ولا يزال السيادة، الحق فى تقرير مصيرها ذاتيا بشكل مستقل وبحرية ووعي». وشدد المسؤول: «فى مثل هذه الأمور، لم تتراجع روسيا ولن تتراجع أبدا، وإلا فإنها ستتوقف عن كونها روسيا».

على الجانب الاخر، أكد السكرتير العام لحلف الناتو، ينس شتولتنبرج، حضور الرئيس الأمريكي، جو بايدن، القمة الاستثنائية للحلف المنعقدة فى 24 مارس الجارى فى بروكسل. ومن المقرر ان يعقد وزراء دفاع الناتو مناقشات وشيكة حول التخطيط الدفاعى طويل الأجل فيما يتعلق بالإجراءات الروسية فى أوكرانيا. وقال  شتولتنبرج أن الحلف «يتحمل مسؤولية ضمان ألا يتجاوز هذا الصراع أوكرانيا، ولهذا السبب ضمن أسباب أخرى، عززنا وجودنا فى الجناح الشرقى للتحالف».